نعى الحزب الاشتراكي اليمني، البرفيسور سلطان عبدالعزيز محمد المعمري "أبو حديد" أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة تعز، الذي وافته المنية صباح امس الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة بعد صراع طويل مع مرض الفشل الكلوي.
وجاء في بيان لسكرتارية منظمة الحزب في محافظة تعز، ان الفقيد المعمري كان "قامة علمية وثقافية وسياسية وطنية مميزة؛ نظراً لما اضطلع به من أدوار وطنية وتنويرية مشهودة طوال حياته الحافلة بالعطاء والأمجاد".
بدأ الفقيد سلطان المعمري "أبو حديد" مساره "مناضلا نشطا في صفوف اتحاد الشعب الديمقراطي، أحد الفصائل المكونة للحزب الاشتراكي اليمني، ومدافعاً عن ثورتي 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963 ومكتسباتهما الوطنية والديمقراطية".
كما وضع الفقيد "بصمات مشرقة في مجال العمل الحزبي والنقابي الشبابي، حيث كان أحد أبرز قادة اتحاد الشبيبة الديمقراطية اليمنية "أشدي"، وساهم في الخطوات التأسيسية لولادة الحزب الاشتراكي، من خلال اشتراكه في الحوار الذي أفضى إلى توحيد الفصائل اليسارية الخمس في شمال الوطن وهي: الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، وحزب الطليعة الشعبية، واتحاد الشعب الديمقراطي، وحزب العمل اليمني، ومنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين، في إطار حزب الوحدة الشعبية عام 1976.
واكثر من ذلك، كان الفقيد أحد القيادات الحزبية ممن وقعوا على وثيقة تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني في 13 اكتوبر 1978 إلى جانب رفاقه: عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد وجار الله عمر ويحيى الشامي وعبدالله صالح وأحمد علي السلامي وعبدالواحد المرادي.
وفي المجال الأكاديمي والعلمي رفد الفقيد المكتبة اليمنية بمؤلفات قيّمة وثريّة، اهمها:
- مساهمات ورؤى في بعض قضايا التاريخ اليمني، صدرت الطبعة الأولى عام 1989، والطبعة الثانية 2001.
- العولمة.. الماضي والحاضر والمستقبل، صدرت الطبعة الأولى عام 1999، والطبعة الثانية 2001. -تعز.. الثقافة والتغيير، صدرت الطبعة الأولى عام 2019.
- اليمن والاتحاد السوفيتي (1928 – 1986)، علاقات منتجة.. حقائق وأرقام، دراسة تاريخية ـ تحليلية ـ تقويمية، صدرت الطبعة الأولى في يناير 2021، ويقع الكتاب في 700 صفحة.
فضلا عن مؤلفات أخرى، وعشرات الدراسات والأبحاث المُحكّمة المنشورة في مجلات يمنية وعربية، وعشرات المقالات وأوراق العمل التي نشرها في الصحف وشارك بها في مؤتمرات علمية وندوات ثقافية.
و اشتهر البرفسور سلطان المعمري "باسمه التنظيمي "أبو حديد".
و هو من مواليد 12 فبراير 1949، عزلة بني عمر، مديرية الشمايتين، محافظة تعز.
الى جانب رفيقة مسيرته زوجته رقية، ترك ابو حديد كوكبة من الابناء النجباء هم انجيلا وفاتن وباذيب وفهمي وشفيع ولبيب، وجيلا من محبيه المخلصين لمبادئة.
تلقى المعمري تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس مدينة تعز.
و نال شهادة الماجستير بامتياز عام 1975 من جامعة الصداقة بين الشعوب، موسكو ـ الاتحاد السوفيتي "سابقاً"، كما حصل على شهادة الدكتوراه بامتياز عام 1988 من الجامعة ذاتها.
بين عامي عمل المعمري،
1980 – 1984 محاضراً في مقرر تاريخ الحركة الوطنية اليمنية بمعهد الفقيد عبدالله باذيب للعلوم الاجتماعية ـ عدن.
وبين عامي 1990– 1996 اشتغل باحثا ورئيسا لدائرة الدراسات والبحوث التاريخية بمركز البحوث والدراسات اليمني التابع لجامعة صنعاء.
ومنذ عام 1996 حتى وفاته عمل أستاذاً للتاريخ الحديث والمعاصر بجامعة تعز.
انتسب إلى اتحاد الشعب الديمقراطي "فرع الشمال" في ستينيات القرن العشرين، وأصبح من قادته البارزين.
كما كان عضواً بارزاً في اتحاد الشبيبة الديمقراطية اليمنية (أشدي) منذ تأسيسه في 1965.