توفى اليوم الثلاثاء في صنعاء وزير الصحة اليمني الاسبق، الطبيب والمفكر والسياسي والقيادي المخضرم في حزب المؤتمر الشعبي العام، واحد ابرز مؤسسيه احمد محمد الاصبحي عن عمر ناهز 76 عاما.
والاصبحي هو من مواليد الشمايتين محافظة تعز عام 1947، التحق بكتاب القرية، ثم بمدارس عدن، ثم قطر، وحصل على البكالوريوس في الطب من جامعة بغداد عام 1974.
بدأ حياته العملية رئيسًا لتحرير مجلة الصحة ومديراً للصحة المدرسية، ثم محاضراً في كلية التربية – جامعة صنعاء ـ ثم رئيسًا للجامعة، وشغل في الثمانينات من القرن الماضي منصب وزير لأكثر من وزارة، ابرزها وزارات الصحة العامة، والتربية والتعليم، والخارجية، والشؤون الاجتماعية والعمل. وشارك في مؤتمر الحوار الوطني اليمني عام 2013 نائبًا لرئيس فريق محور الحكم الرشيد.
كان من أبرز مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام في العام 1982، حيث كان ضمن قادة لجنة الحوار الوطني لصياغة الميثاق الوطني والتهيئة لتشكيل المؤتمر الشعبي العام.
وبعد تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، شغل منصب أمين سر اللجنة الدائمة بالحزب خلال الفترة 1982ـ 1993، حين تعرض لمحاولة اغتيال، ما دفعه لمغادرة البلاد للعلاج والإقامة في الأردن .
عاد الى اليمن في العام 2002، وتم تعيينه في منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية للمؤتمر الشعبي خلال الفترة 2003 ـ 2005، ثم في العام 2006 عُيِّن عضو في مجلس الشورى.
في برقية عزاء لعائلته، وصفه الرئيس رشاد العليمي ب"المناضل الوطني الكبير
الذي تصدر مسيرة التحول السياسي والديمقراطي، والحركة الوطنية المخلصة للنظام الجمهوري، وقيم العدالة والمواطنة التي آمن بها حتى اخر رمق من حياته".
في حين قال رئيس مجلس الحكم التابع للحوثيين مهدي المشاط" أن الوطن خسر برحيل الفقيد الأصبحي شخصية سياسية بارزة ومناضلاً توّج مسيرة حياته الوطنية بالصمود والثبات والوقوف إلى جانب الوطن والدفاع عن قضاياه".
ورثاه نائب الرئيس السابق علي محسن الاحمر قائلا " عرفتُ عن الصديق الدكتور الأصبحي، كفاءته في مهنته، ووعيه الثقافي والسياسي، وإيمانه بالمكتسبات الوطنية وتقبل الآخرين، فكان نموذجاً لتجسيد هذه القيم، وقدم الكثير من الإنجازات على الصعيد الحكومي والتنظيمي والسياسي".
في السياق قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي ان الفقيد الراحل كان واحداً من أبرز رواد العمل الوطني، وقائداً جسوراً أسهم في ترسيخ العملية السياسية، وبناء مداميك العيش المشترك.
وأكد اليدومي أن اليمن خسرت برحيله شخصية وطنية وازنة وعقل راجح، وشخصية جمهورية فاعلة، يسير على دربه أبناء اليمن وهم يواجهون مخلفات الكهنوت.
بدوره اكد نجل الرئيس السابق العميد احمد علي عبدالله صالح ان اليمن خسر برحيل الدكتور أحمد محمد الأصبحي، أحد أبرز رجالاته الأوفياء الذين ساهموا في عملية البناء والتنمية من خلال المواقع القيادية التي تقلدها والتي من أبرزها وزارتا التربية والتعليم والصحة.
وكتب الصحفي مصطفى ناجي بأن "الاستاذ أحمد الاصبحي واحدا من الذين أسهموا في بناء مؤسسات الدولة اليمنية وتعضيدها بالعمل الحزبي ،ينحاز دوما إلى المواطنة،
تقابله مثقفاً موسوعياً وصاحب انتاج معرفي وأدبي قيم معني بالقضايا اليمنية والعربية والإسلامية بأفق إنساني".
ونعاه رجل الاعمال اليمني البارز شوقي هائل قائلا "رحل عنّا اليوم الصديق العزيز البروفيسور أحمد الاصبحي، الشخصية الوطنية الوازنة والتي جمعت في مسيرتها الناجحة، الخبرة السياسية والطبية والاقتصادية والادارية".
اضاف "مثل الفقيد في حياته قدوة للأجيال على طريق العلم والكفاح، عُرف بالعصامية وقوة الكلمة وصدق الموقف.
عرفته في مواقف مختلفة جمعتنا، وما وجدته الا شامخًا، ثابتًا، مخلصًا لمبادئه وقيمه ووطنه".