فقد اليمن اليوم الجمعة برحيل الشيخ القبلي صادق بن عبدالله الأحمر، واحدا من أبرز الوجاهات القبلية والاجتماعية التي لعبت دورا فاعلا في الأحداث والمتغيرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال العقدين الأخيرين.
وتوفى الشيخ الأحمر في وقت مبكر فجر اليوم في العاصمة الأردنية عمان، حيث كان يخضع للعلاج منذ مغادرته للعاصمة اليمنية صنعاء في اغسطس الماضي.
ونعى الرئيس رشاد العليمي الشيخ صادق الأحمر، باعتباره أحد الخصوم القبليين لجماعة الحوثيين، حيث وصف بانه " أحد أبرز رجال اليمن الشجعان الذين اخلصوا لمبادىء الجمهورية وظلوا على العهد والثبات في وجه القوى الإمامية الظلامية المدعومة من النظام الإيراني حتى أخر رمق من حياته".
وقال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك إن اليمن خسر برحيل الشيخ صادق الأحمر أحد الشخصيات القبلية والوطنية المؤثرة.. مشيدا بمواقفه الثابته في الإنحياز للثورة والجمهورية ورفض القوى الإمامية الظلامية المدعومة من النظام الإيراني.
و خلافا للاهتمام الذي بدا واضحا في الإعلام الرسمي للحكومة المعترف بها، بخبر وفاة الشيخ صادق الاحمر، نشرت وكالة الأنباء الخاضعة للحوثيين برقية عزاء مقتضبة لرئيس مجلس الحكم التابع للجماعة مهدي المشاط، عبر فيها عن خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وآل الأحمر وقبائل حاشد كافة.
من جانبه وصف الأمين العام السابق للحزب الإشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان بالشخصية الإستثنائية، قائلا إنه "كان حاضراً في كل المناسبات الإجتماعية، وصاحب واجب، حافظ من خلالها على ما بقي من روح القبيلة التي انخرطت في العصر بألوانه القزحية".
فيما قال وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان إن الشيخ صادق الأحمر، كان "صادقاً مثل إسمه! تلقائياً وألُوفاً له بساطة ريفنا ونقائه وأريحيّته".
وصادق الأحمر هو شيخ مشائخ حاشد، وأكبر أبناء الشيخ القبلي الأكثر تأثيرا ونفوذا في تاريخ اليمن الحديث عبد الله بن حسين الأحمر.
ويعد الشيخ صادق من القيادات البارزة والمؤسسة لحزب الإصلاح الإسلامي.
ولد صادق الأحمر في 20 يونيو 1956، وهو حاصل على شهادة في مجال قيادة الطائرات المدنية الصغيرة في الولايات المتحدة عام 1986.
وشغل الأحمر عديد المواقع في الدولة، كان أبرزها عضو مجلس النواب اليمني من 1993 – 2003م، ثم عين لاحقا عضو مجلس الشورى .
و تزعم الشيخ صادق قبائل حاشد خلفاً لوالده بعد أن عقدت له حاشد البيعة في 28 يناير 2008.
وكان لمواقف زعيم قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية النافذة في الدولة، إلى جانب الإنتفاضة الشعبية في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يتحدر الى ذات القبيلة وما ترتب على ذلك من انقسامات عسكرية واجتماعية ، اسهاما كبيرا في اجبار صالح على التنحي بعد 33 عاما من التشبث المستميت بالسلطة.
لكن تلك الإنقسامات داخل قبيلة حاشد قادت في المقابل الى جلعها لقمة سائغة امام جماعة الحوثيين التي لعبت على وتر هذه الخلافات والإنقسامات لإجتياح العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة على مفاصل الدولة في سبتمبر 2014.