حصاد: آخر تطورات اليوم 60 لحرب غزة
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: الخميس, 07 ديسمبر, 2023 - 11:40 مساءً
حصاد: آخر تطورات اليوم 60 لحرب غزة

قال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت بلدة رفح جنوبي قطاع غزة، مرتين، الخميس، مما أوصل الخوف إلى آخر الأماكن التي يلجأ إليها المدنيون بعد توسيع الهجوم على مقاتلي حماس وسط مناطق مُكتظة بالنازحين.
ويقول مسؤولو الأُمم المتحدة بعدم وجود أماكن آمنة في قطاع غزة، حيث أدى القتال العنيف في مدينة خان يونس الجنوبية ومُحيطها إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، فيما قُطعت عن معظم القطاع إمدادات الطعام والمياه والمساعدات الحيوية الأخرى، حيث فرّ ما يزيد عن 80٪ من السكان من منازلهم بالفعل.
وبعد شهرين من الحرب، أحدث الهجوم المستمر إنذاراتٍ جديدة على المستوى الدولي، حيث استخدم الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) سلطة نادرًا ما يستخدمها لتحذير مجلس الأمن من "كارثة إنسانية"، وحث الأعضاء على المطالبة بوقف إطلاق النار.
كما طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بتقليل أعداد القتلى والنازحين المدنيين، مشيرة إلى أن عديد الفلسطينيين قُتلوا عندما دُمرت جزءًا كبيرًا من مدينة غزة وشمالها، لكن واشنطن أعربت أيضًا عن دعمها الثابت لإسرائيل ويبدو أنها على وشك عرقلة أي محاولة من جانب الأمم المتحدة لوقف القتال.
وتذهب إسرائيل كل مرة إلى القول بسحق قُدرات حماس العسكرية وإزاحتها عن السُلطة عقب الهجوم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الذي تسبب بإشعال الحرب.
ودخلت القوات مدينة خانيونس -ثاني أكبر بلديات القطاع- والتي وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها مركز جاذبية حماس، بعد أن كانوا يعتبرون ذلك في مدينة غزة ومستشفى الشفاء.
وأمرت إسرائيل بإخلاء حوالي عشرين حيًا جنوبيًا، بدلًا من إخلاء المنطقة بأكملها كما فعلت في الشمال، مما يظهر زيادة القلق بشأن المدنيين، وفقًا للجيش. لكن المناطق التي يمكن للفلسطينيين أن يلجئوا إليها للحصول على الأمان باتت تتراجع بسرعة.
ومع عزل القطاع شمالًا وفي الوسط بشكل تام، وقطع الاتصال بالمساعدات، يتجه الفلسطينيون جنوبًا إلى رفح ومناطق أخرى على طول الحدود مع مصر، حيث تكتظ الأُسر في منازلها وتفيض الملاجئ المؤقتة. وحتى هناك، تبين أن الأمان يبقى مستحيلًا، حيث تواصل إسرائيل ضرب ما تعتبره أهدافًا تابعة للحركة الجهادية في جميع أنحاء الساحل.
والأربعاء، دمّرت ضربة جوية منزلًا في رفح، ما أدى إلى وصول عددٍ كبير من المصابين إلى مستشفى قريب. صرّح (إياد الهوبي) -الذي شهد الهجوم- أن حوالي 20 شخصًا قتلوا، بينهم نساء وأطفال. وأفاد السكان بأن منزلًا آخر تعرض للقصف في وقت مبكر، صباح الخميس.
وقالت (داليا أبو سمحانة) التي تعيش الآن في رفح مع عائلتها بعد أن هربت من خان يونس: "نعيش في خوف كل لحظة، من أجل أطفالنا وأنفسنا وعائلاتنا، نعيش بقلق الطرد والنزوح".
واتهمت القوات العسكرية المسلحين بإطلاق الصواريخ من مناطق مفتوحة قرب رفح في المنطقة الإنسانية. ونشرت، الأربعاء، لقطات فيديو تُظهر ضربة وقعت على ما قالت إنها منصات إطلاق موجودة خارج البلدة وعلى بُعد مئات الأمتار من مستودع تابع للأمم المتحدة.


 *المعارك في الشمال والجنوب:* 
تقول الأُمم المتحدة إن حوالي 1.87 مليون شخص -أكثر من 80٪ من السكان البالغ 2.3 مليون شخص- فروا بالفعل من منازلهم، ونزح العديد منهم مرات عديدة.
وتُشير وزارة الصحة في القطاع إلى أن حملة إسرائيل أودت بحياة أكثر من 17,100 شخص في غزة -70٪ منهم نساء وأطفال- وأُصيب أكثر من 46 شخص، دون العالقين تحت الأنقاض، وفقًا للوزارة المحسوبة على حماس والتي عادة لا تعطي أي معلومات عن الضحايا وسط المقاتلين.
وأفادت أطباء بلا حدود -المنظمة الدولية للإغاثة- بوصول 115 جثة أخرى إلى مستشفى الأقصى في بلدة دير البلح في غضون 24 ساعة.
وقالت على منصة X: "المستشفى مكتظ، والمشرحة مكتظة".
وذكر الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن قواته قصفت عديد الأهداف المُتعلقة بالمسلحين في خانيونس، بما في ذلك مدخل نفق أُطلق منه هجوم، وقتل اثنين من المهاجمين.
وفي فترة ما بعد الظهر، وقعت ضربة قوية بالقرب من تقاطع رئيسي وسط خانيونس، ما شكّل حقلًا كبيرًا من الأنقاض، وقال ناجون إن عديد الأشخاص يُعتقد أنهم لا يزالون تحت الأنقاض.
وقامت فرق الإنقاذ بسحب نساء وأطفال ممزقين من تحت المباني القريبة التي دمرها الانفجار، وانطلقت شاحنة نقل سريعة تحمل عدة رجال مصابين.

وتُعد إحدى مخيمات اللاجئين داخل خانيونس منزلًا للقائد الأعلى لحماس في غزة (يحيى السنوار) ورئيس الجناح العسكري للحركة (محمد الضيف) بالإضافة إلى قادة آخرين في الحركة، على الرغم من عدم معرفة مكان تواجدهم الحالي.
وما زالت المعارك الشرسة مستمرة أيضًا في مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة، حتى بعد مرور شهرين من القصف الشديد والحصار.
وأعلن الجيش مداهمته معقلًا للمسلحين، ما أسفر عن مقتل عديد المقاتلين، وانكشاف شبكة أنفاق.
ولم يكن بالإمكان تأكيد أحدث التقارير من ساحة المعركة فورًا.

وتُلقي إسرائيل المسؤولية الكاملة بخصوص الحصيلة العالية للقتلى المدنيين على حماس، مُتهمة إياها باستخدام المدنيين دروعًا بشرية إذ يعمل المسلحون في المناطق السكنية. لكن الدولة العبرية لم تقدم تقارير مفصلة حول الضربات الفردية التي نفذتها، حيث دمرت بعضها مجموعات سكنية بأكملها.
وتقول قواتها العسكرية إن 87 جنديًا من أفرادها قتلوا في الهجوم البري على قطاع غزة، كما تشير إلى إن حوالي خمسة آلاف من عناصر حماس قُتلوا، دون توضيحات عن كيفية التوصل إلى هذا العدد.
وجراء تفاقم الأزمة الإنسانية، هرب عشرات الآلاف من الأشخاص من خان يونس ومناطق أخرى إلى رفح، على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، وفقًا للأمم المتحدة التي أُجبرت خمس من مدارسها كانت تحوي نازحين في خانيونس، على الإخلاء تمامًا بعد أوامر مباشرة من الجيش الإسرائيلي.
وتستضيف رفح -التي يعيش فيها عادة حوالي 280 ألف شخص- أكثر من 470 ألف شخص هربوا من أجزاء أخرى في القطاع المنكوب.
وفي الجانب الآخر من الحدود، نشرت مصر آلاف الجنود وأقامت حواجز ترابية لمنع أي تدفقٍ جماعي للاجئين. وتقول القاهرة إن تدفق اللاجئين سيُضعف معاهدة السلام التي تمتد لعقود مع إسرائيل، فيما تُشكك أصلًا في أن الأخيرة ستسمح لهم بالعودة.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، فإنه ولعدة أيام الآن، تمكنت جماعات المساعدة الإنسانية من توزيع المواد الإمدادية فقط في منطقة رفح ومحيطها، وبشكل رئيسي وحصريًا الدقيق والماء، فيما قُطع الوصول إلى المناطق الشمالية جراء القتال وإغلاق الطرق من القوات الإسرائيلية.
كما زادت الأمراض السارية داخل الملاجئ في الجنوب بشكل كبير، بالإضافة إلى حالات الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والظروف المتعلقة بالنظافة مثل القمل، وفقًا للأمم المتحدة.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن "أزمة جوع مأساوية تهدد بغمر السكان المدنيين".
ومنذ الأسبوع الأول في الحرب، يعاني قطاع غزة من انقطاع التيار الكهربائي، ما اضطر المستشفيات ومحطات معالجة المياه إلى الإغلاق بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات. وتسمح إسرائيل بتدفقٍ محدود للمساعدات من مصر، لكنها قيدت بشدة استيراد الوقود، مشيرة إلى أن حماس تحوله لأغراض عسكرية.
وصرّح رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، الأربعاء، أن إسرائيل ستسمح بتسليماتٍ صغيرة من الوقود جنوبي القطاع "من وقت لآخر"؛ لمنع انتشار الأمراض، كما سيتم تحديد "الحد الأدنى" من الوقود بواسطة مجلس الحرب.


التعليقات