صحافة عبرية: هل سيكون ميناء إيلات الإسرائيلي الهدف التالي لهجمات الحوثيين؟
يمن فيوتشر - صحافة عبرية- مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية- ترجمة أحمد الديب الثلاثاء, 25 يناير, 2022 - 11:47 صباحاً
صحافة عبرية: هل سيكون ميناء إيلات الإسرائيلي الهدف التالي لهجمات الحوثيين؟

نشر يوسي ملمان مقالا في صحيفة هآرتس أشار فيه إلى إدانة رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت” هجوم جماعة الحوثيين بالطائرات المسيّرة والصواريخ على المنشآت النفطية والمطار الدولي في أبوظبي.
وقال ملمان إن الرسالة لم تكن موجهة فقط للولايات المتحدة وإسرائيل مع استئناف المحادثات النووية، ولكنها أيضًا لدول الخليج، في أعقاب استئناف تحركات الإمارات في اليمن. الرسالة مفادها أن إيران، من خلال وكلائها في الشرق الأوسط، ليس لديها أي نية للتراجع عن طموحها في الهيمنة الإقليمية -ليس في سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن.
وربما يكون الهجوم أيضًا تعبيرًا عن إحباط الحوثيين المتزايد من جهودهم الفاشلة على مدار العامين الماضيين لغزو مأرب.
وأشار إلى أن الهجوم انطلق من الأراضي اليمنية، التي تبعد حوالي 1200 كيلومتر (745 ميلًا) من أبو ظبي. وقال إن المسافة من منطقة الإطلاق هذه إلى إيلات الإسرائيلية هي 1500 كيلومتر.
سبق للحوثيين أن هددوا بإطلاق صواريخ على إسرائيل، وتتعامل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية مع هذه التهديدات بجدية.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو ذات مرة إن اليمن بمثابة تهديد آخر لإسرائيل، وبعد تعليقاته، من المحتمل أن إسرائيل كثفت جهود جمع المعلومات الاستخبارية خاصة حول التعاون بين الحوثيين وفيلق الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس.
من الممكن أيضًا أن تكون إسرائيل قد عززت قدراتها في الكشف عن الصواريخ والطائرات دون طيار واعتراضها على الجبهة الجنوبية.
ترى إسرائيل أهمية إستراتيجية في حرية الحركة البحرية إلى جنوبها، وهو ما يفسر سبب عمل قواتها الجوية والبحرية بالقرب من منطقة اليمن لعقود.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، ما تزال إسرائيل تفعل ذلك حتى اليوم. يتعيّن على إسرائيل مواجهة احتمال أن تجد نفسها تحت هجوم من اليمن أيضًا، كجزء من حرب واسعة النطاق.
هناك درس آخر نستخلصه من الهجوم على أبوظبي. إلى جانب الولايات المتحدة، التي أصبح مستوى التزامها تجاه أصدقائها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم موضع تساؤل، فإن الإمارات لديها حليف مهم آخر: إسرائيل.
كان الحذر المشترك من إيران أحد الحوافز لتوقيع اتفاقات إبراهام قبل عامين. قد يتعمق التعاون بين البلدين في أعقاب الهجوم الأخير، ويمكن أن نرى في المستقبل القريب اقتناء الإمارات الرادار الإسرائيلي، والقبة الحديدية، وأنظمة مقلاع ديفيد. المناقشات حول هذا الموضوع مستمرة منذ بعض الوقت بالفعل.
في سياق متصل قال يوحنان ڤيسر، إن ما كُشف مؤخرًا بأن الجيش الإسرائيلي كان يدرس تفاصيل هجوم الحوثيين على الإمارات، وأن معلومات تفيد بإمكانية شن مثل هذا الهجوم على إسرائيل قريبًا.
لمواجهة هذا الهجوم ترغب الإمارات في شراء المزيد من أنظمة Skylock الإسرائيلية المضادة للطائرات بدون طيار.
قال “إيتسلك هوبر” الرئيس التنفيذي لشركة Skylock Systems لموقع ميديا لاين: نظرًا للحادث الذي وقع هذا الأسبوع، فإنهم يسألوننا عما يمكننا تزويدهم به، في أسرع وقت ممكن، من قائمة طويلة من الأنظمة.
إيران أو المتمردون الحوثيون هزموا الإمارات في نقطة ضعفها؛ هي دولة صغيرة تعتمد على تجارة النفط والاستثمار الأجنبي والسياحة، ويصعب عليها الصمود أمام الهجوم على أهدافها الاقتصادية، بينما تهدف هجمات الحوثيين إلى إيصال رسالة مفادها بضرورة تخفيف الهجمات في اليمن، وأنهم قادرون على ضرب أهداف أكبر مثل: برج خليفة في دبي.

 
•الحوثيون يعيدون رسم خريطة الشرق الأوسط بعد الهجوم على الإمارات
قال سيث جي فرانتزمان، إن الهجوم على الإمارات كان بمثابة تحذير شديد اللهجة من إيران للإمارات. رغم أن الهجوم غير مسبوق إلا أنه حدث في المنطقة بالفعل حين هاجمت إيران منشأة بقيق السعودية في سبتمبر 2019 في هجوم مماثل كان يُنظر إليه في المنطقة على أنه جرس إنذار كبير.
الإمارات قد تكون أكثر عرضة للخطر؛ بسبب عدد سكانها الكبير من الوافدين، وحقيقة أنها وجهة سياحية رئيسية. والهدف من هجوم الحوثيين على الإمارات سحب دعمها عن جماعات في اليمن.
تختبئ إيران وراء مجموعات مثل الحوثيين متظاهرة أن “الميليشيا” هي من نفذت الهجمات. لكن من المرجح أن الحرس الثوري الإيراني ساعد في التخطيط للهجوم.
يبدو أن التصريحات حول الهجوم تشير إلى أن هذا كان حادثًا خطيرًا. كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير. كما إنه كان رمزيًا؛ حيث يظهر مدى قدرة الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في نشر الفوضى وخاصة بعد أن قالت شركة الاتحاد للطيران، إن هناك عطلًا محدودًا للرحلات الجوية.
الولايات المتحدة لديها قاعدة جوية في الإمارات، وستكون هناك تساؤلات حول سبب عدم صد الدفاعات الجوية للهجوم. وتبحث السعودية عن مزيد من الدفاعات الجوية لوقف هجمات مماثلة.
تعود المخاوف بشأن تهديدات الحوثيين لإسرائيل إلى سنوات. أفادت تقارير في يناير 2021 أن صور الأقمار الصناعية رصدت في اليمن طائرة دون طيار إيرانية جديدة تدعى “شاهد 136″، وأن مداها يمكن أن يصل إلى إسرائيل.
وما يثير الاهتمام أن تقريرًا ادعى أن هذه العملية لها أبعاد عسكرية، ورسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن أي عمل عسكري ضد اليمن يعني تدمير السفن والقواعد البحرية الإسرائيلية، وأن تحركات التحالف العربي بقيادة السعودية لن تدوم طويلًا ولن تمر دون رد.
هاجمت إيران عدة سفن تجارية في المياه قبالة الإمارات وسلطنة عمان، واستهدفت ناقلة في يوليو 2021 بطائرات مسيرة. يبدو أن إيران تعتقد أن هذه السفن مرتبطة بإسرائيل. كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال العام الماضي أن إسرائيل قصفت السفن الإيرانية المتجهة إلى سوريا. إضافة إلى ذلك، تعرضت سفينة سافيز “السفينة الأم”  التي يُزعم أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني للهجوم العام الماضي في البحر الأحمر. كما نشرت وسائل إعلام إيرانية شائعات في الماضي حول عمل إسرائيل مع الإمارات، ومنها إدعاء شبكة Press TV حول “تحالف التجسس الإسرائيلي في جزيرة سقطرى اليمنية”.
يدعي الحوثيون الآن أن الحادث الأخير قد يؤدي إلى مزيد من العمليات. وأن “أي نشاط عسكري معادٍ في المياه اليمنية سيُقابل برد مباشر، ولن تكون المياه اليمنية مسرحًا لتحركات معادية أبدًا، والبحرية اليمنية [الحوثية] قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات”.

 
•هل الحوثيون قادرون على وقف حركة النقل البحري إلى إسرائيل؟
قال ميخائيل ستار، في صحيفة جيروزاليم بوست إن التحالف زعم استخدام الحوثيين الألغام البحرية والقوارب المتفجرة لتعطيل حركة النقل البحرية في البحر الأحمر. إذا كان الحوثيون يمتلكون تقنيات الأسلحة البحرية للوفاء بتهديداتهم، فإن هذا لن يكون مصدر قلق للتحالف السعودي فحسب، بل لإسرائيل أيضًا.
وقال ستار إن الهجمات التي شنها الحوثيون مؤخرًا على سفن في البحر الأحمر أضفت مصداقية على تحذيراتهم. في 5 يناير، تعرضت ناقلة نفط للهجوم بالقرب من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون. واختطف الحوثيون، في 3 يناير، سفينة إماراتية، وزعموا أنها كانت بمثابة تحذير لإسرائيل بأن “تحركات العدو الصهيوني” في البحر ستنتهي.
وزعم السعوديون أن الحوثيين نشروا بالفعل 247 لغمًا بحريًا، و 100 قارب متفجر في البحر. ومن هنا يمكن توجيه هذه الأسلحة إلى “العدو الصهيوني”.
قال سكوت سافيتز، كبير المهندسين في مؤسسة RAND: ” إن القوارب المتفجرة تشكل تهديدًا، وذلك اعتمادًا على حجم القارب المحمّل بالمتفجرات وحجم الهدف”.
وقال لصحيفة جيروزاليم بوست: “بعض سفن الحاويات الكبيرة هذه الأيام، مثل إيفر جيفن … قد لا تتمكن [المتفجرات] من إغراقها”. “يمكنها إحداث بعض الضرر، بالنظر إلى المكان الذي أُصيبت فيه، أو يمكن أن تؤدي إلى قدرة محدودة على التوجيه، أو فقدان بعض حمولتها أو إتلاف نظام الدفع … بشكل عام، السفن التي تحمل النفط مزدوجة الهيكل. إذا حدث انفجار هائل بما فيه الكفاية، فقد يتمكن من ثقب الهيكل الداخلي”.
وأضاف: “تعد الألغام مشكلة شائنة، وقد شهدنا عدة حالات في العقود القليلة الماضية من الألغام على طول الطرق التجارية الرئيسية”، “السفن التجارية الكبيرة في كثير من الحالات لن تغرق، أو على الأقل ليس على الفور، إذا تعرضت للألغام. [الأمر] يعتمد على الظروف، لكنها ستواجه درجة معينة من الضرر وقد لا تتمكن من إنهاء رحلاتها”.
قال سافيتز: إن الألغام لا تفرض حصارًا أبدًا، بل تخلق موقفًا محفوفًا بالمخاطر، وحينها يمكن لمتخذي القرار فقط تحديد ما إذا كان ذلك قد أدى في الواقع إلى إغلاق الممر المائي أم لا.”
تزيد الأسلحة من مخاطر السفر، وإذا قررت أطقم السفن البحرية والشركات أن عبور البحر الأحمر لا يستحق التكلفة، فإنهم سيغلقون المسار بأنفسهم. يرتفع النفور من المجازفة اعتمادًا على كثافة الألغام وتكرار هجمات القوارب.
يجب اتخاذ تدابير أمنية ليس لوقف الهجمات الفردية على السفن فحسب ولكن أيضًا لطمأنة الأطقم والشركات في جميع أنحاء الصناعة. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات ليست بهذه البساطة.
قال سافيتز: “يمكن إزالة أي حقل ألغام”. لكن الحد من المخاطر المصاحبة يتطلب معدات متخصصة … غالبًا ما تكون سفنًا متخصصة، وأحيانًا أخرى طائرات هليكوبتر متخصصة، وأفراد. أفضل وقت لمنع تشكيل حقل الألغام هو قبل أن يبدأ. بالنظر إلى أن السعوديين يقولون إن هذا [ما سيفعله الحوثيون]، فمن المرجح أن يحدث هذا. قد تكون المراقبة الدقيقة قادرة على الأقل على تخفيف التهديد”.
أما بالنسبة للقوارب المتفجرة، فقد تتمكن السفن التجارية من صدها من خلال إعادة توظيف الأفراد الحاليين. يمكن تدريب مقاولي الأمن البحري الذين يستخدمون لدرء القرصنة الصومالية وتجهيزهم لوقف القوارب المتفجرة أيضًا.
نظرًا لمصداقية التهديد والمخاطر التي يتعرض لها الشحن الإسرائيلي في البحر الأحمر، ستحتاج إسرائيل إلى الاستثمار في معدات وأفراد وكاسحات الألغام، والتفكير في تدريب الأمن البحري الإسرائيلي لصد هجمات الزوارق المحملة بالمتفجرات. بالنظر إلى أن هذا يمثل أيضًا تحديًا للتحالف السعودي، فقد يتغلبون عليه معًا.


*مترجم من اللغة العبرية في مركز صنعاء، حاصل على ماجستير في اللغة العبرية وآدابها.
-للاطلا على الترجمة الاصلية للمقالات 
هل سيكون ميناء إيلات الإسرائيلي الهدف التالي لهجوم الحوثيين؟ - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية
‏https://sanaacenter.org/ar/translations/16326


التعليقات