يوم الأحد، أصابت طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون قاعة الوصول في مطار رامون قرب مدينة إيلات، في أول هجوم ناجح من نوعه منذ عدة أشهر.
وأفادت السلطات الإسرائيلية أن عاملاً (63 عاماً) وامرأة (52 عاماً) أُصيبا بشظايا ونُقلا لتلقي العلاج، فيما توقفت حركة الطيران لنحو ساعتين قبل أن تُستأنف الرحلات بعد استكمال الفحوصات الأمنية.
ووفقاً للتقارير الأولية، رُصدت المسيّرة لكنها لم تُصنَّف كتهديد معادٍ، وهو خلل يخضع للتحقيق حالياً. وقد تبنّت جماعة الحوثي المدعومة من إيران الهجوم، حيث قال المتحدث باسمها يحيى سريع: “طالما استمرت الحرب في غزة، فإن مطارات إسرائيل ستبقى هدفاً دائماً.”
•التصعيد الحوثي
جاءت الضربة على مطار رامون امتداداً لحملة تصعيدية خلال الأشهر الماضية.
ففي 7–8 يوليو/ تموز، شن الحوثيون هجوماً على ناقلة البضائع إيترنتي سي التي تدار من شركة يونانية وترفع علم ليبيريا، أثناء مرورها في البحر الأحمر. واستخدمت الجماعة زوارق مسيّرة وزوارق سريعة وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ كروز وباليستية، ما أدى إلى إغراق السفينة ومقتل أربعة من أفراد الطاقم وفقدان خمسة آخرين، بينما اختُطف ستة.
ووصف مسؤولون غربيون هذا الهجوم بأنه الأكثر دموية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي 31 أغسطس/ آب، نفذ الحوثيون مداهمات استهدفت مكاتب وكالات تابعة للأمم المتحدة في صنعاء والحديدة، واعتقلوا 11 موظفاً من منظمات بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف.
ومنذ مارس/ آذار، أطلق الحوثيون ما لا يقل عن 80 صاروخاً باليستياً و31 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين. وفي 3 سبتمبر/ أيلول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن باتجاه تل أبيب، واتضح لاحقاً أنه صاروخ عنقودي أرض-أرض، في تصعيد غير مسبوق.
•الضربات الإسرائيلية
ردّت إسرائيل بسلسلة من الغارات. ففي 10 يونيو/ حزيران، استهدفت البحرية الإسرائيلية ميناء الحديدة، وقالت إنه مركز لتهريب الأسلحة الإيرانية. وفي 14 يونيو/ حزيران، قصفت الطائرات الحربية منزلاً في صنعاء قالت إنه يخص رئيس أركان الحوثيين محمد عبد الكريم الغماري.
وفي 28 أغسطس/ آب، نفذت إسرائيل عملية “الإسقاط المحظوظ”، حيث قصفت اجتماعاً لوزراء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل رئيس الوزراء أحمد الرهوي وتسعة وزراء آخرين بينهم وزراء العدل والخارجية والاقتصاد والزراعة والطاقة والثقافة والشؤون الاجتماعية. كما أُفيد بمقتل أو إصابة وزير الدفاع محمد العاطفي ورئيس الأركان الغماري.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “هذه مجرد بداية لضربات استهداف القيادة الحوثية في صنعاء. سنصل إليهم جميعاً.” فيما صرح وزير الدفاع إسرائيل كاتس بأن القادة الحوثيين “يفرون من صنعاء”.
•الأهداف المستقبلية
تشير تقارير إسرائيلية إلى أن الزعيم عبد الملك الحوثي يُعتبر “الهدف الرئيسي” لعمليات الاستهداف المقبلة، إلى جانب قيادات بارزة مثل مهدي المشاط، وعبد الخالق الحوثي، والمتحدث العسكري يحيى سريع، ورئيس الاستخبارات أبو علي الحكيم.
وقال داني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، لموقع JNS: “إذا تم القضاء على عبد الملك الحوثي وبعض القادة الآخرين، سيكون لذلك أثر كبير على الجماعة.”
•حدود الاستراتيجية الجوية
ورغم أن إسرائيل وجهت ضربة قاسية للحوثيين في أغسطس/ آب، فإن الجماعة واصلت إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. ويرى خبراء عسكريون أن تعطيل شبكات تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة وموانئ البحر الأحمر أمر حاسم.
ويشير محللون إلى أن طهران هي الداعم الرئيسي للحوثيين، إذ قدم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله تدريبات وأسلحة منذ 2014.
وحذر ألكسندر جرينبرغ من معهد القدس للاستراتيجية والأمن قائلاً: “الحوثيون ليسوا حزب الله. إنهم شبكة قبلية لامركزية، واستهداف القادة قد لا يوقف الهجمات.”
لقراءة المادة من موقعها الاصلي:
https://www.jns.org/yemens-houthi-terror-masters-in-israels-crosshairs/