تشهد الساحة اليمنية تحولات كبيرة قد تحمل تداعيات إقليمية واسعة، خاصة مع ميول المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالية. ورغم أن المواجهات الأخيرة أبرزت صراع النفوذ بين السعودية والإمارات، فإن هناك طرفين آخرين يراقبان الأحداث عن كثب: إسرائيل والحوثيون. فكيف ينظر كل طرف إلى هذه التطورات؟
السيطرة على عدن ومغادرة الحكومة
فقد أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي هجوما عسكريا مكنه من السيطرة على محافظة حضرموت ومناطق واسعة في شرق البلاد، بما في ذلك مدينة عدن الساحلية التي كانت مقرا للحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا منذ 10 سنوات.
وفي تحول كبير على ما يبدو في السلطة، قال المجلس إن شخصيات بارزة من جماعات أخرى غادرت عدن بمن فيهم رئيس الوزراء ورئيس الهيئة المكونة من ثمانية أعضاء والتي تحل محل الرئيس.
هل تكسب إسرائيل حليفا جديدا؟
في هذا الإطار، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن التطورات الأخيرة لا تعني أن استقلال جنوب اليمن أصبح وشيكا، لكنها اعتبرت أن هذا الأمر سيؤدي إلى "كسب إسرائيل حليفا رئيسيا في المنطقة".
وأشارت إلى أن إسرائيل ستتمكن من "تعزيز موقعها الاستراتيجي لتقليل نفوذ إيران في خليج عدن ومواجهة الحوثيين، وتحسين علاقاتها بالموارد مع الشركاء العرب نظرا لوفرة الموارد الطبيعية في جنوب اليمن، وخاصة النفط والغاز والمعادن الطبيعية".
"جنوب اليمن المستقل واتفاقيات إبراهيم"
كما ذكرت الصحيفة أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي كان قد أعلن خلال حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول – سبتمبر، أن "جنوب اليمن المستقل سيمهد الطريق للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم".
وقال الزبيدي في تصريحاته: "إذا استعاد قطاع غزة وفلسطين حقوقهما، فستكون اتفاقيات إبراهيم أساسية لاستقرار المنطقة. وعندما نحصل على دولتنا الجنوبية، سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات".
ماذا عن الحوثيين؟
من جهة أخرى، يرى المتابعون أن التطورات الأخيرة قد تمثل فرصة للحوثيين، نتيجة الانقسامات داخل المعسكر المناهض لهم، أو على أقل تقدير، فإنها لن تؤثر عليهم عسكريا.
وقالت صحيفة "نيوز ويك" في هذا الإطار: "هذه أخبار جيدة جدا للحوثيين. فقد استفاد الحوثيون دائما من ضعف وتجزئة الحكومة المعترف بها دوليا. وهذا يزيد من إضعاف الحكومة المعترف بها دوليا، وبالتالي تقوية الحوثيين فعليا".