تقرير: اليمن على شفا أزمة وقود بعد قصف الميناء من قبل الولايات المتحدة
يمن فيوتشر - العربي الجديد- ترجمة خاصة: الأحد, 20 أبريل, 2025 - 08:51 مساءً
تقرير: اليمن على شفا أزمة وقود بعد قصف الميناء من قبل الولايات المتحدة

يواجه اليمن خطر الدخول في أزمة طاقة بعد أن قصفت الولايات المتحدة هذا الأسبوع ميناء رأس عيسى الحيوي على البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطل إمدادات الوقود لبقية أنحاء البلاد، بحسب ما أفاد به خبراء لصحيفة العربي الجديد
وأفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا عندما هاجمت الطائرات الحربية الأمريكية ميناء رأس عيسى يوم الخميس، مما جعله الهجوم الأكثر دموية منذ أن بدأت الولايات المتحدة قصف أهداف تابعة للحوثيين قبل 15 شهرًا.
وقالت "مؤسسة موانئ البحر الأحمر" التابعة للحوثيين يوم الجمعة إن الضربة تسببت بـ"أضرار جسيمة" للميناء وأدت إلى تعطل إمدادات الوقود.
وأضافت المؤسسة أن هذا التدمير "سيزيد من معاناة الشعب اليمني، التي فاقمها الحصار المستمر منذ عقد من الزمن".
ويقع ميناء رأس عيسى شمال مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر اليمني، وتبلغ طاقته التخزينية 3 ملايين برميل من النفط.
وقبل اندلاع الحرب الأهلية في 2014، كان الميناء يُستخدم كمركز لتصدير الوقود من محافظة مأرب الغنية بالنفط.
أما اليوم، فيُستخدم من قبل الحوثيين لاستيراد البنزين والديزل والغاز النفطي المسال.
وقال الخبير الاقتصادي اليمني رشيد الحداد لـالعربي إن قرار الولايات المتحدة باستهداف المنشأة يهدف إلى إثارة أزمة وقود في اليمن.
وأضاف أن القصف يُعد "دليلًا واضحًا على فشل العقوبات الاقتصادية" التي فرضتها الولايات المتحدة على الحوثيين.
وقد فرضت واشنطن مؤخرًا مجموعة من العقوبات الاقتصادية على أفراد ومؤسسات مرتبطة بالحوثيين في محاولة لوقف تدفق الأموال والأسلحة إلى البلاد، متهمة الجماعة وداعميها الإيرانيين باستخدام عائدات بيع الوقود لدعم العمليات العسكرية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية بعد الضربة: "اتخذت القوات الأمريكية إجراءات للقضاء على هذا المصدر من الوقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من الإيرادات غير المشروعة".
لكن خبراء يقولون إنه لا يوجد مبرر عسكري لتدمير بنية تحتية مدنية مثل رأس عيسى.
وقال الخبير في الشحن البحري أحمد مرعي: "هناك طرق مختلفة إذا أرادت الولايات المتحدة معاقبة الحوثيين كما تزعم، مثل تحويل السفن المحملة بالوقود المستورد إلى موانئ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، بدلًا من تدمير منشأة اقتصادية عامة تعود للشعب اليمني".
وأضاف الباحث الاقتصادي عصام مقبل أن الضربة قد تنتهك القانون الدولي بسبب تأثيرها على المدنيين اليمنيين، الذين يعيش الملايين منهم أصلًا في خضم أزمة إنسانية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تحظر رسميًا استيراد الوقود عبر الميناء، وحتى إذا قررت فعل ذلك مستقبلًا، فهناك إجراءات يمكن اتخاذها دون اللجوء إلى التدمير.
وقد بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة المتحدة قصف مواقع الحوثيين في اليمن في يناير 2024 بعد أن بدأت الجماعة باستهداف سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ردًا على الحرب المدمرة في غزة.
وقد صعّدت إدارة ترامب من حملة القصف منذ توليها السلطة في يناير من هذا العام، وتعهدت بالاستمرار حتى يتوقف الحوثيون عن تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر.


التعليقات