تحليل: ما بعد حرب الـ12 يومًا.. إيران تواصل دعمها للحوثيين
يمن فيوتشر - مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات - ترجمة خاصة: الاربعاء, 23 يوليو, 2025 - 03:44 مساءً
تحليل: ما بعد حرب الـ12 يومًا.. إيران تواصل دعمها للحوثيين

لا تزال طهران تمد الحوثيين بالسلاح. فقد اعترضت "قوات المقاومة الوطنية" اليمنية (NRF)، وهي تحالف مناهض للحوثيين، في 27 يونيو شحنة أسلحة إيرانية تزن 750 طنًا كانت في طريقها إلى ميناء الصليف الخاضع لسيطرة الحوثيين، قادمة من جيبوتي. ورغم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باتت تنوع بشكل متزايد طرق الشحن لإخفاء عمليات تهريب الأسلحة في إطار تجارة بين القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية، فإن عملية الاعتراض الأخيرة تُعد من بين الأهم في ظل عقد من الدعم الإيراني المادي للجماعة اليمنية المصنفة إرهابية.
ويُعد تصميم طهران على إعادة تسليح "محور المقاومة" - وهو شبكة عابرة للحدود من وكلاء الإرهاب - بعد التكاليف التي تكبدتها خلال حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل والولايات المتحدة، مؤشراً إضافياً على أهمية هذا المحور في استراتيجية النظام وأيديولوجيته الثورية. وقال الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، في 16 يوليو: "إن اعتراض هذه الشحنة الإيرانية الضخمة يُظهر أن إيران لا تزال الجهة الأكثر زعزعة للاستقرار في المنطقة".


إيران تظل الداعم الأجنبي الأهم للحوثيين
في رسالة وجهتها إيران إلى مجلس الأمن الدولي في فبراير، نفت الجمهورية الإسلامية أنها تنتهك قرارات حظر الأسلحة أو تساهم في تأجيج الصراع في اليمن. ومع ذلك، فإن القرار 2624 الصادر عن مجلس الأمن في عام 2022 فرض حظرًا دوليًا مفتوحًا على تسليح الحوثيين، موسعًا بذلك القرار السابق الصادر عام 2015 الذي استهدف قيادات يمنية وحوثية بالحظر نفسه.
إلا أن عقدًا من انتشار الأسلحة الإيرانية يروي قصة مختلفة. فمنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، ما جعلهم طرفًا ضمن "محور المقاومة" الإيراني، اعترضت الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون ما لا يقل عن 20 شحنة أسلحة إيرانية حتى يناير 2024، وفقًا لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA). وقد تطورت العلاقة بين إيران والحوثيين إلى درجة أن الجماعة باتت تمتلك أسلحة أكثر تطورًا من أي فصيل آخر ضمن المحور، رغم أنها أحدث أعضائه.

 

شحنات الأسلحة الإيرانية تكشف لماذا الحوثيون هم الوكيل الأقوى لطهران
ذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن العديد من الأنظمة التي تم ضبطها في العملية الأخيرة كانت من تصنيع شركة مرتبطة بوزارة الدفاع الإيرانية، وهي شركة خاضعة للعقوبات الأمريكية. وتضمنت الشحنة محركات نفاثة لصواريخ كروز برية (LACM) من طراز "بافه" التي يسميها الحوثيون "قدس"، وبواحث بصرية كهربائية لصواريخ باليستية مضادة للسفن، وطائرة مسيّرة انتحارية من طراز "شاهد-107" كاملة، وعشرات المحركات المكبسية، ورؤوس حربية لصواريخ موجهة مضادة للدروع، ومنظومات دفاع جوي محمولة على الكتف، وصواريخ كروز مضادة للسفن مثل "غدير" (النسخة الإيرانية من C-802) و"سجّيل" الأحدث، وصاروخ مضاد للطائرات بدون طيار أُعلن عنه في فبراير باسم "قائم-118".
ورغم أن عمليات الاعتراض الأصغر خلال عامي 2024 و2025 أظهرت قدرة الحوثيين على استخدام مكونات متوفرة تجاريًا لإنتاج أنظمة محلية، خصوصًا المسيّرات، فإن هذه الشحنة تؤكد أن العناصر الأساسية في سلسلة إمداد الحوثيين لا تزال تعتمد على طهران.

 

الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية محدثة ضد الحوثيين بعد الضربات الجوية
رغم الحملات الجوية المنفصلة والواسعة التي شنّتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الحوثيين هذا العام، لا تزال هجمات الجماعة على الملاحة البحرية وإطلاق الصواريخ مستمرة، مما يستدعي مراجعة شاملة للاستراتيجية المتبعة. ويجب أن تشمل الاستراتيجية الجديدة جهودًا لعزل الحوثيين ماليًا، إذ كشفت عقوبات إدارة ترامب عن مئات الملايين من الدولارات التي تم نقلها عبر محلات صرافة ومحافظ رقمية ومؤسسات مالية. وينبغي على واشنطن فحص أي مؤسسة مالية ما زالت تعمل من صنعاء لاحتمال خرقها للعقوبات، كما ينبغي الدفع نحو تدويل العقوبات المفروضة على ممولي الحوثيين الذين سبق أن حددتهم وزارة الخزانة الأمريكية.
كما لا ينبغي لواشنطن التردد في قيادة جهد بحري أكثر شمولًا لاعتراض شحنات الأسلحة ومنع إيران من إعادة تزويد الحوثيين. وفي الوقت نفسه، يجب تمكين قوات البحرية وخفر السواحل اليمنية التي ساهمت في نجاح الاعتراضات الأخيرة. وأخيرًا، ينبغي لإدارة ترامب أن تنظر في الجمع بين تعزيز قدرات الاعتراض وتنفيذ ضربات تستهدف ترسانة الحوثيين وقيادتهم السياسية، من أجل ردع المزيد من الهجمات على الملاحة التجارية وإضعاف جهود إيران في إعادة تسليحهم. فلا يمكن السماح لطهران بالاستمرار في نشر الأسلحة إلى شبكتها الإقليمية الإرهابية باعتبارها وسيلة منخفضة الكلفة والمخاطر لخوض حربها غير المعلنة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

لقراءة المادة من موقعها الاصلي:

https://www.fdd.org/analysis/2025/07/22/post-12-day-war-iran-continues-to-invest-in-the-houthis/


التعليقات