ترجمة عبرية: عودة هجمات الحوثيين..كيف سترد إسرائيل؟
يمن فيوتشر - مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية- احمد الديب الاربعاء, 23 يوليو, 2025 - 10:10 صباحاً
ترجمة عبرية: عودة هجمات الحوثيين..كيف سترد إسرائيل؟

رغم العداء الذي يبديه الحوثيون لإسرائيل إلا أن صحيفة يديعوت أحرونوت تواصلت مع قيادي في الجماعة وأجرت معه حوارًا دون أن تفصح عن هويته، وقال الأخير في حديثه إن الجماعة ستوسّع من عملياتها في البحر الأحمر وبحر العرب. ويضيف “سوف نستهدف كل ما يتعلق بإسرائيل…داخل اليمن وخارجه. اليهود هدف مشروع لنا”.

وفي تقرير آخر، عزا باحث إسرائيلي عودة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى عدة احتمالات، منها: قد يكون استمرارًا للانتقام من الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي تعرض له الحوثيون، أو محاولة الحوثيين صرف الانتباه الأمريكي والإسرائيلي والدولي عما يحدث في إيران، أو الضغط على ترامب وتحديدًا في الوقت الذي يُروَّج فيه لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة. وفي حين يرى أن اهتمام ترامب الرئيسي ينصبّ على قضايا أخرى أكثر أهمية؛ أولها وأهمها “الصفقة الكبرى” التي تهدف إلى تغيير سمات المنطقة، أو صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، فإن ذلك يعزز من فرضية عدم الرد الأمريكي على الحوثيين حتى الآن.

ويشير موقع هاآرتس، إلى إن إسرائيل تدرس عدة سيناريوهات لإيقاف ضربات الحوثيين باتجاهها، من بينها اتفاق سياسي مع حماس أو إيران ينطوي، صراحةً أو ضمنًا، على وقف القصف من اليمن، أو استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية، وربما حتى جيوش أخرى، لاستهداف الحوثيين، التي قد تضعف تدريجيًا قوة الجماعة ودوافعها للتحرك ضد إسرائيل. وثالثًا اتخاذ خطوة طموحة لتشجيع الحكومة اليمنية على تنفيذ إجراءات ضد الجماعة.

ونشر موقع jewishpolicycenter، مقالًا أوضح فيه أسباب وكيفية مساعدة الحزب الشيوعي الصيني لجماعة الحوثيين في اليمن وذلك من أجل استهداف الولايات المتحدة، وإسرائيل، وأوروبا، والتجارة العالمية.

 

يديعوت أحرونوت تواصلت مع قيادي حوثي لفهم: ماذا يريدون من إسرائيل؟

لمحاولة فهم الأيديولوجية التي تدفع الحوثيين إلى مواصلة عملياتهم العدائية، ذكر موقع يديعوت أحرونوت، في 13 يوليو 2025، أنه تواصل مع قيادي حوثي، واتضح -أثناء الحديث معه -مدى عمقُ غسل الأدمغة والكراهية، بشكلٍ يُسلّط الضوء على دوافعهم للاستمرار، وحقيقة عدم التوصل إلى حلّ لردعهم.

بوجه عام، تحظر جماعة الحوثيين على الناشطين ومن يؤازرهم التواصل مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال. يرى كبار قادة الحوثيين أنه خط أحمر ونوع من “التطبيع”.

وذكر الموقع أنه تواصل أخيرًا مع مكتب أحد مسؤولي الجماعة البارزين، حزام الأسد، وهو شخصيةٌ فاعلةٌ للغاية في الإعلام العربي. لقد طلب عدم إرسال استفسارات مُستقبلية، لأنهم لن يردوا على “وسائل إعلام مُعادية لأمتنا وحقوق شعبنا”. مع ذلك، تمكّن الموقع من التحدث مع قيادي حوثي، والتعرف منه عن عمق كراهيتهم لإسرائيل.
نص الحوار:

 

ماذا تريدون من إسرائيل؟

نريد من الكيان الصهيوني شيئًا واحدًا: مغادرة أرض فلسطين العربية، لأننا نؤمن ببطلان وجوده، ونهايته وعدٌ إلهيٌّ حتمي. إسرائيل كيانٌ غاصبٌ، يضرب بجذوره في قلب الأمة، قائمٌ على القتل، والاحتلال، وتدنيس المقدسات. نحن في جماعة “أنصار الله” نؤمن بأن صراعنا مع هذا الكيان وجوديٌّ بين الإيمان والكفر، بين المظلومين والطغاة. سوف ننتصر. نريد أن تُمحى إسرائيل وأن يُطهَّر المسجد الأقصى. هذا وعد الله لعباده.

 

يُفهم من تصريحاتكم، أن التهديدات مستمرة حتى في “اليوم التالي” لحرب قطاع غزة. ما أهدافكم ضد إسرائيل في “اليوم التالي”؟

لقد أرست حرب غزة معادلة جديدة، وأثبتت أن المقاومة قادرة على إيلام الكيان الصهيوني المحتل. نحن جزء من محور القدس، وسنواصل دعمنا الكامل للمقاومة الفلسطينية، سياسيًا وعسكريًا ومعنويًا، حتى نحقق غايتنا الكبرى وهي: تفكيك الكيان الصهيوني الغاصب، وتدميره من جميع الجهات -من لبنان والعراق واليمن وسوريا.

هدفنا واضح: إرباك الكيان، وإضعافه حتى ينهار من الداخل. كما سنوسع عملياتنا في البحر الأحمر وبحر العرب. سوف نستهدف كل ما يتعلق بإسرائيل، في كل مكان، داخل اليمن وخارجه. اليهود هدف مشروع لنا، وستسمعون قريبًا عن هجماتنا.

 

ما هدفكم داخل اليمن؟

نخوض نضالًا في اليمن للتحرر من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني، حتى نحقق السيادة والاستقلال. نرفض الوجود الأجنبي، ونسعى لإقامة نظام عادل وقرآني ينهض بالبلاد سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا.

سنعيد سيرة المسلمين التي باعتها السعودية والخليج والأنظمة العميلة. سندعم أهداف الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، ونبني جيشًا له أيدلوجية قادر على الذود عن اليمن والأمة. نحن لا نسعى للسلطة، بل لتطبيق مشروع “حسين الحوثي” في بناء دولة إسلامية، وهزيمة اليهود.

 

كيف ترى علاقتكم بإيران؟

لا نخجل من تحالفنا مع إيران، بل نفخر بها لأنها تساند أهداف الأمة. الإيرانيون قدوتنا، وهم يدعموننا ويناصرون قضيتنا. علاقتنا بهم هي علاقة أخوة في الدين والمصير، استنادًا على مبدأ “نصرة المظلوم”. إنها علاقة إيمان وولاء لآيات الله الخميني وخامنئي. نرى أن إيران حليف استراتيجي في مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية -الصهيونية. إيران هي من ستدعمنا في محو إسرائيل من على الخريطة.

 

يعاني الشعب اليمني الفقر والمرض. لماذا لا توجهون مواردكم للشعب بدلًا من الحرب؟

نحن نقاتل للذود عن الشعب وحفظ كرامته. إذا استسلمنا للعدوان، فلن يبقى لهذا الشعب قيمة ولا أرض. لقد فُرضت علينا الحرب، ونحن نُسخّر كل مواردنا لبناء قوة تحمي الشعب، وليس لمصالح شخصية كما يفعل المرتزقة.

 

ماذا تقول للحكومة الإسرائيلية؟

أنتم كيان مجرم ومغتصب، وستُهزمون شأن كل طاغية عبر التاريخ. نقول لكم بكل وضوح: لن تنعموا بالأمن في تل أبيب، أو إيلات، ولا حتى في أعماق البحر الأحمر. ولا في خارج إسرائيل.

 

ماذا تقولون للإسرائيليين؟

أنتم وقود مشروع صهيوني شيطاني. عليكم مغادرة أرض كنعان والعودة إلى دياركم. المشروع الصهيوني سيقودكم إلى الهلاك. نقول لكم: راجعوا أنفسكم واتركوا الأرض التي لا تنتمون لها قبل أن تهب عاصفة الغضب من اليمن، ولبنان، وغزة وغيرها. إذا اخترتم البقاء في بلادنا، فإن نهايتكم سوف تشبه نهاية كل الغزاة على مر التاريخ.

----------

 

إغلاق ميناء إيلات بالكامل بسبب هجمات الحوثيين

ذكر موقع ذا ماركر، في 16 يوليو 2025، أن ميناء إيلات تراكمت عليه ديونٌ بملايين الشواقل للبلدية، بسبب عدم سداد ضريبة الأملاك في الأشهر الأخيرة. وتوقفت حركة الميناء إلى حد كبير في نوفمبر 2023، مع بدء الحصار البحري الذي فرضه الحوثيون على السفن المتجهة إلى إسرائيل.

منع الحصار الحوثي السفن من الإبحار عبر البحر الأحمر. وبدلًا عن ذلك، دارت حول القارة الأفريقية ووصلت إلى موانئ إسرائيل المطلة على البحر الأبيض المتوسط -مينائي أشدود وحيفا. ونتيجةً لذلك، انهارت إيرادات ميناء إيلات بنسبة 80% عام 2024، مقارنةً بالعام 2023.

عام 2023، بلغت إيرادات الميناء 212 مليون شيكل. بالمقابل، انخفضت عام 2024، إلى 42 مليون شيكل. ترددت على الميناء 134 سفينة عام 2023، بينما لم ترسُ فيه سوى 16 سفينة فقط العام الماضي، ومن مطلع العام 2025، حتى منتصف مايو -لم ترسُ فيه سوى ست سفن فقط.

أوائل يونيو، قبل الحرب مع إيران، وافقت الحكومة على تحويل تعويضات للميناء تقدر ب 15 مليون شيكل، على دفعتين، إلا أن هذه المدفوعات لم تُحوّل بعد إلى الميناء، ويتعذر عليه سداد مستحقات للبلدية.

إن إغلاق الميناء سيؤدي إلى توقف النشاط الضئيل المستمر فيه -تصدير الفوسفات على نطاق محدود وخدمة السفن الحربية.

ذكر موقع جلوبس أن بلدية إيلات اضطرت إلى الحجر على حسابات الميناء وفقًا للقانون، بعد التخلف عن دفع ضريبة الأملاك، التي تقدر بنحو 600 -700 ألف شيكل شهريًا. نتيجة لذلك، من المتوقع أن يُغلق الميناء أبوابه بدءًا من الأحد المقبل.

 

-----------

لماذا استأنف الحوثيون هجماتهم على السفن وكيف سيرد ترامب؟

ذكر موقع نيوز وان العبري، في 9 يوليو 2025، أن سفينة “Eternity C” التي ترفع العلم الليبيري، وتديرها شركة يونانية، غرقت في البحر -وفقًا للحوثيين كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي -بعد هجوم عنيف شنه الحوثيون على بُعد حوالي 50 ميلًا بحريًا جنوبي غرب ميناء الحديدة شمال اليمن.

إنها الحادثة الثانية من نوعها: لقد هاجم الحوثيون، في 8 يوليو، السفينة اليونانية “Magic Seas”، التي ترفع العلم الليبيري أيضًا، وغرقت بعد أن اضطر طاقمها لمغادرة السفينة إثر هجوم مماثل، في حين أنقذت سفينة تجارية عابرة جميع أفراد طاقمها، ونُقلوا بأمان إلى جيبوتي.

فيما يتعلق بالسبب وراء استئناف الحوثيين الهجوم، وهل يعد انتهاكًا للاتفاق المبرم مع الرئيس الأمريكي ترامب، قال إيلي كلوتستين[1]، على موقع ماكور ريشون، في 11 يوليو 2025، إنه عند النظر في البيان الذي أصدره الوسيط العماني بشأن وقف إطلاق النار، في مايو، نجد أن الحوثيين وعدوا بعدم استهداف السفن الأمريكية فقط. أكدت جماعة الحوثيين “الشيعية” أنها لن توقف هجماتها على إسرائيل، ولكنها لم تهدد بمواصلة الحصار على منفذ البحر الأحمر -ومنذ ذلك الوقت توقفت الهجمات على السفن، حتى الأسبوع الماضي.

عزا كلوتستين أسباب استئنافهم للهجوم إلى عدة احتمالات، منها:

· قد يكون استمرارًا للانتقام من الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي تعرض له الحوثيون نهاية الأسبوع. ردًا على ذلك، أطلقوا طائرة مُسيّرة وعدة صواريخ، اقترب للهدف صاروخ واحد فقط ولم يتفكك في الجو، لكنه اعتُرض أيضًا. ربما يرى الحوثيون أن الهجوم على السفن خطوةً أخرى في هذا السياق. علاوةً على ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي، من جملة أمور، سفينة “جالاكسي ليدر”، التي سيطر عليها الحوثيون في بداية الحرب، ووضعوا عليها رادارًا. لذلك، قد يكون الهجوم على سفن أخرى في البحر الأحمر في سياق “العين بالعين” نظرًا لضرب هدف أصبح رمزًا في نظر الحوثيين.

· ربما يحاول الحوثيون صرف الانتباه الأمريكي والإسرائيلي والدولي عما يحدث في إيران. لا تزال الهجمات على الجمهورية الإسلامية حاضرة في أذهان العالم، وقد يرى قادة “محور المقاومة” أن تأجيج حرب في مكان آخر قد يسمح لطهران بالتواري عن الأنظار، والبدء في إعادة إعمار الدمار الذي حل بمنشآتها النووية وبرنامجها الصاروخي، بينما ينصب الاهتمام على ساحة أخرى.

· الضغط على ترامب، وتحديدًا في الوقت الذي يُروَّج فيه لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. يُذكرنا استئناف إطلاق النار في البحر الأحمر، بهجوم 7 أكتوبر، عندما حاولت عناصر من “المحور” إحباط التطبيع الإقليمي عبر شن حملة على إسرائيل. ولعل توقيت هجمات الحوثيين الآن -على خلفية محاولة ترامب الترويج لخطوة إقليمية جديدة -يُمثل نفس المسعى.

مع ذلك، إنه ليس هجومًا كبيرًا قد يعرقل النقاشات التي تقودها الولايات المتحدة. ما يُثير التساؤل هو أن الرسالة الموجهة إلى ترامب قد تكون مختلفة في الواقع: لقد واصل الحوثيون هجماتهم على إسرائيل بزعم نصرة سكان غزة، ومن المُحتمل أن يكون هدفهم من تصعيد الصراع، مع جرّ المنطقة بأكملها إليه، هو لفت انتباه الأمريكيين إلى أنه من الأفضل التوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع في أقرب وقت ممكن، لأن الثمن قد يكون باهظًا.

 

-----------

هل يرد ترامب؟

قال كلوتستين إن اهتمام ترامب الرئيسي ينصبّ هذه الأيام على قضايا أخرى أكثر أهمية من وجهة نظره: أولها وأهمها “الصفقة الكبرى” التي تهدف إلى تغيير سمات المنطقة، وربما حتى صفقة أصغر لوقف إطلاق النار في غزة. إضافةً إلى ذلك، توجد مفاوضات مع إيران، ومحاولة ثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مواصلة تصعيد الحرب في أوكرانيا، وكذلك مساعي ترامب لفرض رسوم جمركية على دول العالم.

يضيف كلوتستين أنه في الوقت نفسه، يصعب على الرئيس الأمريكي أن يتجاهل مثل هذا الانتهاك لوقف إطلاق النار. آخر ما يحتاجه الآن هو جبهة في اليمن، ولكن يجب أن نتذكر أن سبب توقف الهجمات العسكرية الأمريكية على اليمن هو “تحقيق الهدف” بالموافقة على إنهاء حصار الحوثيين للبحر الأحمر. قد يُفسّر عدم الرد على استئناف الهجمات على أنه ضعف من ترامب، وربما يُشير إلى أنه لا يلتزم بتعهداته في هذا الشأن.

رجَّح كلوتستين امتناع ترامب، في هذه المرحلة على الأقل، عن استهداف الحوثيين، بأنهم لم يهاجموا السفن الأمريكية، ولم يوسِّعوا نطاق هجماتهم، ولم يكررونها بشكل يومي. أي، طالما لم يهددوا بإغلاق مدخل البحر الأحمر. يرى ترامب أن لديه أمورًا أكثر أهمية على جدول أعماله، ويمكنه مهاجمة اليمن في أي مرحلة لاحقة.

أشار أيضًا، إلى أن ترامب شخصية منفتحة، مغرورة، تحب الاستعراض في كل ما تفعله. غارة جوية أخرى باستخدام طائرات 2־B لتصفية قيادة الحوثيين، إذا سنحت الفرصة، هي تحديدًا ذلك النوع الذي يستمتع به لإيصال رسالة قوة ساحقة. ليس بالضرورة أن يتطور هذا الهجوم إلى حرب شاملة، ولا داعي لإيذاء الجنود الأمريكيين. من ناحية أخرى، قد يستغرق تنظيم مثل هذا الحدث وقتًا، وكما ذُكر، لدى الرئيس أمور أكثر أهمية على جدول أعماله.

كما قال يوني بن مناحيم[2]، على مدونة arabexpert، في 13 يوليو 2025، إن مصادر أمنية إسرائيلية ترى أن الولايات المتحدة لن ترد إلا إذا تعرّضت قواتها أو سفنها لضربة مباشرة، حتى إسرائيل ليست ضمن حسابات واشنطن، وفقًا للاتفاق مع الحوثيين.

ويضيف أن ترامب لا يُريد حاليًا شنّ حملة جديدة على الحوثيين، بعد تقليص حجم الخسائر في الحملة الأولى والتوصل إلى اتفاق معهم.

مع ذلك، تُحذّر مصادر أمنية من أن استمرار هجمات الحوثيين في الساحة البحرية قد يؤدي إلى فقدان السيطرة، وإلحاق أضرار بالغة بممرات البضائع، وانهيار اتفاق الهدنة البحرية الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع الحوثيين.

في نهاية المطاف، لن يغض ترامب الطرف عما يحدث في البحر الأحمر إذا استمرت الهجمات وتفاقمت، وواصل الحوثيون تهديد ممرات الشحن الدولية، ويقدر مصدر أمني رفيع المستوى أن الحوثيين، بتشجيع من إيران، يُبالغون مجددًا في شد الحبل أكثر من اللازم، وقد ينقطع.

مع ذلك، قال إيتي بلومنتال[3]، في صفحته على موقع إكس، يوم 10 يوليو، إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة استئناف هجماتها على اليمن، معربة عن رغبتها في بناء تحالف من عدة دول لاستهداف جماعة الحوثيين، في ظل تصعيد الأخيرين وإغراقهم سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر.

ويقول نتصان سادان[4]، على موقع كالكاليست، في 15 يوليو 2025:”إن قيادتهم (الحوثيين) منظمة للغاية، لكن قواتهم نفسها تتألف من قبائل متحاربة غير منظمة. إنهم يتصرفون بطريقة يصعب التنبؤ بها، وقد يخرج قائد منطقة مع قائده ويطلق النار عليه في سيارة تويوتا”، ويضيف: “من الصعب جدًا دراسة روتين هيكل عمل لا يتبع نظامًا محددًا، ولا يعرف من سيكون القائد بعد شهر. كما أن القوات التي تُشغّل الصواريخ، والمسؤولة عن صيانتها وإطلاقها، وحدات صغيرة ومنضبطة للغاية، يتعذر تتبع آثارهم الاستخبارية، لأنها محدودة جدًا”.

عندما سُئل عن طريقة هزيمة الحوثيين، اقترح سادان استراتيجية مختلفة: “للتخلص من مشكلة الحوثيين، يجب إشغالهم بالتركيز على أمور داخلية. تتطلع الحكومة اليمنية، المتمركزة في جنوب وشرق البلاد، بشدة إلى التغلب على الحوثيين واستعادة الأراضي التي استولوا عليها. ستحتاج الحكومة إلى مساعدة عسكرية عبر تحالف سعودي أمريكي إماراتي”. وأوضح: “في مثل هذه الحالة، إن شن هجوم على الحوثيين داخليًا سيؤثر أيضًا عليهم ثقافيًا، لأن القبائل المقاتلة، وقدرتها على الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها، تحدد أيضًا مكانتها في المجتمع”.

وفقًا لسادان، “الحرب الأخيرة هي حرب صواريخ، وأسلحة بعيدة المدى. معظم الحوثيين لا يشاركون في الحرب على الإطلاق. إذا سنحت لهم فرصة القتال وجهًا لوجه، كما يعلمون، فمن المرجح أن تُوجَّه جميع موارد الحوثيين إلى هذا القتال”.

 

------------

جماعة الحوثيين تجاوزت جميع الخطوط الحمراء

قال مسؤول رفيع في الحكومة جنوب اليمن، معارض للحوثيين، لصحيفة إسرائيل اليوم، في 10 يوليو 2025، إن “إغراق جماعة الحوثي للسفينتين، هذا الأسبوع، هو استمرار لنشاطاتها الإرهابية الجبانة، التي تهدد الأمن البحري العالمي، وتمثل إعلان حرب على المجتمع الدولي بأسره، وليس على دول المنطقة فقط”.

ولمواجهة الحوثيين؛ أشار المسؤول إلى “ضرورة دعم القوات الجنوبية التي أثبتت جدارتها ميدانيًا، مستخدمةً أسلحة نوعية ومتطورة. إن الضربات الجوية وحدها (ضد الحوثيين)، مهما بلغت دقتها، لا يمكنها حسم المعركة ضد جماعة تستخدم المدنيين دروعًا بشرية، وتتخذ من المناطق الجبلية ملاذًا. لن يتحقق النصر الكامل على هذه الجماعة إلا بدمج القوة الجوية مع قوة برية مدربة ومجهزة جيدًا. في النهاية، يواجه المجتمع الدولي اختبارًا حقيقيًا -إما إثبات جديته في مكافحة الإرهاب، أو تحمل تبعات تناميه”.

 

-------

إسرائيل تشن موجة هجمات استثنائية على موانئ الحوثيين في اليمن

قال داني سيترينوفيتش[5]، على منصة x، في 7 يوليو 2025، إن سياسة تكرار الشيء نفسه مرارًا (في استهداف الحوثيين) مع توقع نتيجة مختلفة لن تُجدي نفعًا حتى لو هُدد الحوثيون علنًا، أو “قضينا على عشرات المسلحين”. إن الطريقة الوحيدة لوقف القصف من اليمن هي وقف إطلاق النار في غزة، أو تغيير نمط العمليات في اليمن، وهو أمر مكلف ونتائجه غير واضحة.

ويضيف: إن التعامل مع “رأس الأفعى” لم يُجدِ نفعًا أيضًا، ولا ينبغي أن نتفاجأ في ضوء العلاقات المعقدة بين إيران والحوثيين. الأمر لم ينتهِ بعد، ولم نفرغ منه.

أشار موقع هاآرتس، في 8 يوليو 2025، إلى إن إسرائيل تدرس عدة سيناريوهات محتملة لوقف إطلاق الحوثيين النار على إسرائيل، وهي:

· اتفاق سياسي مع حماس أو إيران ينطوي، صراحةً أو ضمنًا، على وقف القصف من اليمن.

· استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية، وربما حتى جيوش أخرى، لاستهداف الحوثيين، التي قد تضعف تدريجيًا قوتهم ودوافعهم لاستهداف إسرائيل.

· اتخاذ خطوة طموحة، لا تزال تداعياتها مبهمة، لتشجيع الحكومة اليمنية على تنفيذ إجراءات ضد أهداف تابعة للجماعة.

وذكر موقع هاآرتس أن الخيار الأكثر ترجيحًا -وفقًا لمصادر إسرائيلية -هو التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة، لدحض ذريعة إطلاق النار من اليمن.

وأضاف أن إسرائيل تواجه صعوبة بالغة في تقييم إمكانية التعويل على حل طويل الأمد يتضمن وقف النشاط العسكري في قطاع غزة. قال مصدر مطلع على مناقشات القيادة السياسية بهذا الشأن: “أوضح الحوثيون أنهم سيوقفون القصف إذا تحقق هدفهم، وهو وقف الحرب في غزة… لكن يجب أن نتذكر أنه لا يمكن الوثوق بهم. إنهم لا يشبهون حتى حزب الله، الذي يتخذ قراراته بناءً على مسوغات معينة”. كما تخشى إسرائيل استئناف إطلاق النار من اليمن مستقبلًا مع أي احتدام للصراع مع الفلسطينيين في الضفة الغربية أو غزة، أو حتى على خلفية الاشتباكات في المسجد الأقصى.

وصرح مصدر سياسي لصحيفة هآرتس: “إن التوصل إلى حل مع إيران سيكبح أيضًا إطلاق النار من اليمن، شأنها شأن أي جماعة وكيلة لإيران”.

مع ذلك، فإن مدى إمكانية بلورة اتفاق ملزم للحوثيين لا تزال مبهمة في هذه المرحلة، إضافة إلى أن موعد تطبيقه ليس واضحًا. حتى ذلك الحين، فإن وسائل إسرائيل المتاحة هي مواصلة الهجمات في عمق اليمن. لكن وفقًا للمصدر، “ليس واثقًا من أن هذا سيُجدي نفعًا”. وقدَّر المصدر أن إسرائيل ستواجه صعوبة في وقف إطلاق النار بهذه الطريقة، وقال: “يجب أن نتذكر أن الحوثيين لا يُهددون إسرائيل فحسب، بل دولًا أخرى في المنطقة، مثل السعودية…كل الجهود المبذولة، في السنوات الماضية، لإلحاق الضرر بالحوثيين فشلت في وقف أنشطتهم”. حسب قوله: “الحوثيون عدو لا ينبغي الاستهانة به. يُنظر إليهم على أنهم عدوٌّ يرتدي النعال، لكن هذا ليس صحيحًا. لديهم صواريخ إيرانية متطورة، وكل الصواريخ التي يطلقها الحوثيون يصاحبها خبراء لتحسين دقة الإطلاق التالي”.

تتمكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية من اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المُسيّرة، مما يجعل الهجمات المُستمرة إلى مصدر إزعاج في الغالب. لكن إسرائيل تدرك جيدًا المخاطر التي تفوق بكثير استمرار إطلاق النار: قتل مدنيين، وإلحاق أضرار مباشرة بالبنية التحتية، أو ردع شركات الطيران الأجنبية عن السفر إلى إسرائيل.

أحد المخاوف هو سيناريو مماثل لما حدث في مايو الماضي، عندما أُطلق صاروخ باليستي من اليمن وسقط بالقرب من صالة رقم 3، مما أدى إلى موجة من إلغاء الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل.

 

لقراءة المادة الأصلي عبر الرابط التالي: 

 

 


التعليقات