القدس: إسرائيل والولايات المتحدة تتعهدان بالتصدي للطموحات النووية الإيرانية في محادثات القدس
يمن فيوتشر - يو آن نيوز- ترجمة: ناهد عبدالعليم  الإثنين, 17 فبراير, 2025 - 11:49 صباحاً
القدس: إسرائيل والولايات المتحدة تتعهدان بالتصدي للطموحات النووية الإيرانية في محادثات القدس

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، الأحد، أن إسرائيل والولايات المتحدة عازمتان على إحباط الطموحات النووية الإيرانية والتصدي لنفوذ طهران في الشرق الأوسط، وذلك عقب لقائه بوزير الخارجية الأميركي (ماركو روبيو).

وفي تصريحاتٍ أدلى بها بعد اجتماعه مع روبيو في القدس، قال نتنياهو إنهما ناقشا عدة قضايا، "وأهمها بلا شك إيران".

وأضاف: "إسرائيل وأمريكا تقفان صفًا واحدًا في مواجهة التهديد الإيراني"، مشددًا على أن الجانبين اتفقا على أنه لا يجوز للإيرانيين امتلاك أسلحة نووية، كما توافقا على ضرورة كبح العدوان الإيراني في المنطقة.

و من جانبه، قال روبيو: "خلف كل جماعة إرهابية، وكل عمل عنف، وكل نشاط مزعزع للاستقرار، وكل تهديد للسلام والاستقرار في هذه المنطقة، هناك إيران".

وتعود العداوة بين إسرائيل وإيران لعقود، اتسمت بحروب سرية وهجمات عبر البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني.

إيران، التي تقول إنها تخصّب اليورانيوم لأغراض سلمية، تدعم أيضًا مجموعات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط تصف نفسها بأنها "محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل والنفوذ الأميركي في المنطقة. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور على طلب للتعليق.

و يضم المحور، إلى جانب حماس—الفصيل الفلسطيني الذي أشعل حرب غزة بمهاجمته إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2023—حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثيين في اليمن، ومجموعاتٍ مسلحة شيعية في كل من العراق وسوريا.

وتنفي إيران توجيهها المباشر لهذه الفصائل في هجماتها، مؤكدة أنها تتصرف وفق قراراتها الخاصة.

وخلال الأشهر الـ16 منذ اندلاع حرب غزة، اغتالت إسرائيل قياديين بارزين في حماس وحزب الله، كما تبادلت إسرائيل وإيران هجمات انتقامية محدودة.

قال نتنياهو إن إسرائيل وجهت "ضربة قوية" لإيران منذ بدء الحرب في غزة، مؤكداً أنه بدعم من الرئيس الأميركي (دونالد ترامب)، "ليس لديّ أدنى شك في أننا قادرون وسننجز المهمة".

وأعرب نتنياهو عن شكره لروبيو على دعمه لسياسة إسرائيل في غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب تتشاركان استراتيجية موحدة في التعامل مع القطاع، حيث يسود وقف هش لإطلاق النار.

وأضاف: "أود أن أُطمئن الجميع الذين يستمعون إلينا الآن، أن الرئيس ترامب وأنا نعمل بتنسيق وتعاون كامل بيننا".

و في الليلة السابقة، تسلمت إسرائيل شحنة من قنابل MK-84 الثقيلة، بعد أن رفع ترامب الحظر الذي فرضته عليها الإدارة السابقة برئاسة جو بايدن.

 

• بلورة استراتيجية بشأن سوريا:

من جانبه، قال روبيو: "لا يمكن لـ حماس أن تستمر كقوة عسكرية أو كجهة حاكمة، وطالما أنها قادرة على الإدارة أو التهديد باستخدام العنف، فإن تحقيق السلام سيكون مستحيلاً".

في الوقت الحالي، لا يزال البيت الأبيض يعمل على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يومًا إلى مرحلة ثانية، وفقًا لما صرّح به المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط (ستيف ويتكوف)، بينما من المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية يوم الاثنين لمناقشة الأمر.

و خلال المرحلة الأولى، وافقت حماس على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، من بينهم نساء وأطفال ورجال مسنّون، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كما وافقت إسرائيل على سحب قواتها من بعض مواقعها في غزة.

حتى الآن، تم الإفراج عن 19 رهينة إسرائيلية، بالإضافة إلى خمسة رهائن تايلانديين أُطلق سراحهم في عملية غير مجدولة، بينما شهدت إسرائيل احتجاجات تطالب باستمرار وقف إطلاق النار حتى عودة جميع الرهائن.

وإسرائيل شنت هجومها على غزة بعد أن اقتحم مقاتلو حماس جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1,200 شخص وأسر أكثر من 250 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

أما في غزة، فقد قُتل أكثر من 48,000 شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، فيما دُمّرت أجزاء كبيرة من القطاع، وتعرض معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة للنزوح عدة مرات، وفقًا للمنظمات الإنسانية.

وقد أثار ترامب غضب العالم العربي وفاجأ حلفاء الولايات المتحدة بإعلانه أن واشنطن ستتولى السيطرة على غزة، وتعيد توطين سكانها الفلسطينيين، وتحولها إلى منتجع شاطئي دولي.

وقد عززت هذه الطموحات المخاوف الفلسطينية من تكرار "النكبة" عام 1948، حين تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم خلال الحرب التي رافقت قيام دولة إسرائيل.

و وصف روبيو خطة ترامب بأنها "ليست مجرد تكرار للأفكار القديمة، بل شيء جريء تطلب الشجاعة والرؤية لطرحه".

وأضاف: "قد تكون صدمت وفاجأت الكثيرين، لكن ما لا يمكن أن يستمر هو تكرار نفس الدائرة مرارًا وتكرارًا لننتهي في نفس المكان".

و في المقابل، تعمل الدول العربية على تقديم رؤية بديلة لمستقبل غزة، التي كانت تعاني من الفقر والبطالة حتى قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.

كان روبيو حذرًا في حديثه عن سوريا، التي دمرتها حرب أهلية طويلة وستحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة الإعمار بعد سقوط الرئيس السوري (بشار الأسد)، الحليف المقرب من إيران.

وقد أطيح بـ الأسد على يد متمردين يقودهم (أحمد الشرع)، وهو قيادي سابق في تنظيم القاعدة وزعيم هيئة تحرير الشام.

وأُعلن الشرع رئيسًا للبلاد في مرحلة انتقالية أواخر يناير/ كانون الثاني، مما عزز قبضته على السلطة بعد أقل من شهرين من قيادته لحملة أطاحت بالأسد.

وقال روبيو: "بينما يُعد سقوط الأسد تطورًا مهمًا وواعدًا، فإن استبدال قوة مزعزعة للاستقرار بأخرى لا يمثل تطورًا إيجابيًا".

وأضاف: "سنراقب هذا الوضع عن كثب أثناء صياغة استراتيجيتنا الخاصة حول كيفية التعامل مع التطورات في سوريا".


التعليقات