تقرير: كفيفات لحج يتطوعن لتعليم قريناتهن في المحافظة
يمن فيوتشر - محيي الدين عبد الغني الثلاثاء, 04 فبراير, 2025 - 12:29 مساءً
تقرير: كفيفات لحج يتطوعن لتعليم قريناتهن في المحافظة

لم تقف الإعاقة البصرية عائقًا أمام سناء علي دهمس (39 عامًا) من فئة المكفوفين عن تحقيق حلمها في التعليم الجامعي في مجال علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة عدن، على الرغم من بُعد المسافة بين مسقط رأسها في منطقة الفيوش بمديرية تبن وكلية الآداب بخور مكسر، التي تُقدر بنحو 40 كيلومترًا.

عقب نيلها درجة البكالوريوس بسبع سنوات، تتقدم الكفيفة سناء دهمس لنيل درجة الماجستير في ذات التخصص والكلية ذاتها، كما تقول. وفي نفس الوقت، تستمر بتعليم العشرات من أقرانها المكفوفين من مناطق شتى في محافظة لحج بمقر جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين الكائن بمدينة الحوطة، المركز الإداري لمحافظة لحج.

 

إصرار وعزيمة

ليست سناء الوحيدة في مقر جمعية تأهيل ورعاية المكفوفين التي تقوم بالتطوع، بل هي واحدة من ثماني أخريات يحملن مؤهلات جامعية في تخصصات القرآن الكريم، التربية الإسلامية، اللغة العربية، التسويق، واللغة الإنجليزية. يقمن بالتطوع لتدريس زهاء 200 كفيف وكفيفة في مقر الجمعية، بحسب دهمس.

تقول دهمس إن المسافة كانت من أكبر المصاعب التي واجهتها أثناء رحلتها نحو كلية الآداب بجامعة عدن لنيل شهادة البكالوريوس، وهي ذاتها التي ما فتئت تعاني منها حاليًا وهي على وشك إنهاء السنة التمهيدية لنيل الماجستير في علم الاجتماع. لكن إرادتها جعلتها تتخطى العثرات التي تقف عائقًا في طريق تحقيق طموحها.

مشيرة إلى أنها تتطوع حاليًا في مقر جمعية المكفوفين لتدريس أقرانها من هذه الفئة بشكل تطوعي منذ عدة سنوات، وذلك من أجل شحذ همم الأطفال من هذه الفئة لمواصلة مسيرتهم في الحياة التعليمية ونيل حقهم في التعليم والحصول على الوظيفة بموجب قانون الخدمة المدنية الذي حدد ما نسبته 5% من الوظائف العامة لذوي الإعاقة.

 

تطوع

من بلدة المناصرة شرق مديرية تبن، تقطع زميلتها رندا حسين، بكالوريوس لغة عربية، قرابة 20 كيلومترًا للوصول إلى مقر الجمعية لتدريس المكفوفين. وهي التي تخرجت من قسم اللغة العربية بكلية التربية في منطقة صبر، لحج، قبل عامين.

لا تتلقى رندا مقابلًا ماديًا نظير تطوعها في جمعية المكفوفين، وهي تقوم بذلك، وفق حديثها، للشعور بأهمية تأدية رسالتها التعليمية التي كافحت من أجلها وتحدت ظروف الإعاقة أثناء دراستها في الكلية.

وتشير رندا إلى أنها تأمل الحصول على وظيفة تعاقدية قبل الحصول على وظيفة ثابتة خلال الفترة القليلة القادمة، لمساعدتها في توفير المتطلبات الأساسية. متمنية أن تحصل الخريجات الجامعيات من هذه الفئة على حقهن في التوظيف لكي يقمن بدورهن في رفع قدرات المكفوفين التعليمية في المحافظة.

ويقول مهدي العجيلي، والد إحدى الكفيفات اللواتي يتلقين التعليم في الجمعية، إن المعلمات الكفيفات المتطوعات أسهمن كثيرًا في الدفع بعشرات الفتيات الكفيفات لتلقي التعليم في الجمعية.

وأشاد العجيلي بدور المديرة التنفيذية للجمعية، إقبال قشاش، التي قال إنها تتعامل تعاملًا راقيًا مع جميع المكفوفين وتعد أمًّا للجميع. وتعمل في متابعة أمور الجامعيات الكفيفات بجهود ذاتية في ظل تواضع إمكانيات الجمعية والمستفيدين من الجمعية الذين غالبيتهم من الفئات الفقيرة، ولا يستطيعون دفع المال لمكافأة هؤلاء الكفيفات المتطوعات.

ويعود تاريخ تأسيس جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين إلى العام 2001، حيث بدأ التعليم من خلال 15 كفيفًا ممن التحقوا بالجمعية في تلك الفترة بعد دراسة تم إجراؤها على منطقة بئر الكدمة في تبن، وتبين أن ربع سكان هذه القرية مصابون بالإعاقة البصرية.

 

صعوبات

وتقول المدير التنفيذي لجمعية تأهيل ورعاية المكفوفين في لحج، إقبال قشاش، إن الجمعية بدأت عملها من خلال 15 طالبًا، وتزايد العدد بعد ذلك ليصل إلى 200 كفيف وكفيفة يتلقون التعليم حاليًا في الجمعية من خلال ثماني متطوعات كفيفات يحملن مؤهلات تتنوع بين البكالوريوس والدبلوم في تخصصات القرآن الكريم، التربية الإسلامية، اللغة العربية، علم الاجتماع، سياحة وفنادق، رياض الأطفال، واللغة الإنجليزية، ويقمن بالتطوع دون الحصول على مقابل مادي.

وأوضحت قشاش أن المصاعب التي تواجه الخريجات الكفيفات والجمعية في هذا السياق تتمثل في عدم وجود وسائل تعليمية مساعدة، وتعطل بعض الأجهزة خلال الفترة الماضية، وعدم قدرة الجمعية على شراء أو صيانة تلك الأجهزة بسبب شح الإمكانيات.

وتضيف قشاش أن الخريجات الجامعيات من هذه الفئة المتطوعات في الجمعية لا يحصلن سوى على 5 آلاف ريال، لا تغطي مصاريف يوم واحد، وأن ثمة أخريات متعاقدات تم إجراء التعاقد معهن قبل عدة سنوات.

من جانبه، يوضح مدير مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة، صائب شكري، أن دور مكتبه إشرافي على عمل الجمعيات بمختلف مسمياتها، وأنه يقوم بدعم هذه الجمعية من خلال توجيه المنظمات نحوهم بما من شأنه الإسهام في تطوير ورفع قدرات هذه الفئة لولوج سوق العمل، في حين أن المسؤولية في مجال التوظيف تتبع وزارة الخدمة المدنية.

ويضيف: "من جانبنا رفعنا بأسماء المستحقين من هذه الفئات لغرض إعطائهم حقهم المكفول في قانون الخدمة المدنية المقدر بـ 5% من الوظائف، ولكن التوظيف حاليًا متوقف."

 

تم نشر هذه المادة في منصة هودج

https://www.hodaj.net/posts/kfyft-lhj-yttwaan-ltaalym-qrynthn-fy-lmhfz


التعليقات