تقرير: اغتيال العاروري.. دوي حرب غزة يتردد في بيروت
يمن فيوتشر - رويترز- ليلى بسام ونضال المغربي وعرفات بربخ: الاربعاء, 03 يناير, 2024 - 03:42 مساءً
تقرير: اغتيال العاروري.. دوي حرب غزة يتردد في بيروت

كثفت القوات الإسرائيلية قصفها لقطاع غزة يوم الأربعاء وأمرت المدنيين بمغادرة مخيم في شمال القطاع بعد أن امتدت الحرب إلى لبنان بمقتل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تنفيذ الاغتيال بضربة طائرة مسيرة في بيروت يوم الثلاثاء. لكن الأميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن القوات الإسرائيلية في حالة جاهزية مرتفعة ومستعدة لأي احتمالات.
والاغتيال علامة أخرى على أن الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة تمتد في أنحاء الشرق الأوسط باشتباكات في الضفة الغربية وتبادل لإطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع حزب الله إضافة لتأثير الصراع على مسارات الشحن في البحر الأحمر.
والعاروري (57 عاما)، الذي كان يعيش في بيروت، هو أول قيادي سياسي كبير لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتم اغتياله منذ شنت إسرائيل هجوما شرسا جوا وبرا وبحرا على الحركة قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر إثر هجومها المباغت على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس في رثاء العاروري "نقول للاحتلال المجرم المعركة بيننا وبينهم مفتوحة".
ودأبت إسرائيل على اتهام العاروري بتدبير هجمات على إسرائيليين. لكن مسؤولا من حماس قال إنه كان أيضا في "قلب المفاوضات" التي تجريها مصر وقطر بشأن تبعات الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
ومن المقرر أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خطابا في بيروت يوم الأربعاء. وكان قد حذر من قبل إسرائيل من مغبة تنفيذ أي اغتيالات داخل لبنان وتوعد بالرد بقوة عليها.
وقال حزب الله في بيان يوم الثلاثاء إنه استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين بصواريخ قرب منطقة مرج بعد اغتيال العاروري.
وتتبادل جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة والمتحالفة مع حماس إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر حدود لبنان الجنوبية منذ اندلاع حرب غزة في أوائل أكتوبر تشرين الأول. و في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، قتل أكثر من مئة من مقاتلي حزب الله وأكثر من 20 مدنيا في لبنان كما قتل تسعة جنود إسرائيليين على الأقل.
وبعد اغتيال العاروري، قالت كانديس أرديل المتحدثة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) يوم الأربعاء إن يونيفيل تشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق.
وأضافت "نواصل مناشدة جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، ومناشدة أي أطراف تتمتع بالنفوذ على أن تحث على ضبط النفس".


•مخيمات تحت القصف
قال الجيش الإسرائيلي في إفادة يومية إن "معارك طاحنة" مع مسلحين تتواصل في قطاع غزة يوم الأربعاء في مدينة خان يونس جنوب القطاع. وقال من قبل إنه يحاول طرد قيادات حماس من المنطقة.
وقال سكان ووسائل إعلام فلسطينية إن القوات الإسرائيلية قصفت مخيم النصيرات للاجئين في شمال القطاع خلال الليل وحتى يوم الأربعاء ودمرت عدة بنايات متعددة الطوابق.
وأسقطت طائرات إسرائيلية منشورات على المخيم تأمر الناس بإخلاء سبعة أحياء.
وكتب الجيش الإسرائيلي في المنشور "المنطقة التي تتواجدون بها تعتبر منطقة قتال خطيرة. جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل بشدة في منطقة سكنكم. من أجل سلامتكم حيش الدفاع الإسرائيلي يناشدكم بالإخلاء الفوري من هذه المنطقة والتوجه إلى المآوي المعروفة في دير البلح".
كما كثفت الطائرات الإسرائيلية والدبابات هجماتها على مخيم البريج للاجئين.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قتل عشرة جنود إسرائيليين في البريج واستهداف خمس دبابات وناقلات جنود. وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية في القطاع في 20 أكتوبر تشرين الأول وصل إلى 177.
وفي مخيم المغازي للاجئين، قال مسؤولون في قطاع الصحة إن أربعة على الأقل قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا وإن ثلاثة قتلوا أيضا في ضربة جوية على منزل في رفح جنوب القطاع.
وتقول إسرائيل إنها تحاول تجنب إيذاء المدنيين. لكن وزارة الصحة في غزة قالت في بيان يوم الأربعاء إن 22313 فلسطينيا قتلوا وأصيب 57296 في الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. وأضافت الوزارة أن نحو 128 فلسطينيا لقوا حتفهم وأصيب 261 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
واندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 واحتجاز نحو 240 واقتيادهم إلى قطاع غزة.
وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة في تدمير أغلبه وفي كارثة إنسانية لسكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة تركت الآلاف معدمين ومهددين بالمجاعة بسبب نقص إمدادات الأغذية ويتكدسون في مناطق آخذة في التقلص أملا في السلامة.


•"جذوة المقاومة"
خرج مئات الفلسطينيين إلى شوارع رام الله ومدن أخرى بالضفة الغربية للتنديد باغتيال العاروري ورددوا هتافات مطالبة بالثأر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "دماء الشهيد ستشعل بلا شك جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضا وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم". كما ندد كنعاني بانتهاك "النظام الصهيوني العدواني" سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
وقبل وقت قصير من مقتل العاروري، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي يعيش أيضا خارج قطاع غزة، إن الحركة سلمت ردها على اقتراح وقف إطلاق النار المصري القطري.
وأكد مجددا أن شروط حماس تتضمن وقفا كاملا للهجوم الإسرائيلي مقابل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين.
وقال "بعد دراسة الأفكار بإيجابية قدمت الحركة لقطر ومصر موقفها ورؤيتها التي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة".
وأضاف هنية "لن يطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة... قلنا ونكرر لن تمر مؤامرة التهجير".
وتعتقد إسرائيل بأن 129 لا يزالون محتجزين في قطاع غزة بعد إطلاق سراح بعضهم خلال هدنة قصيرة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني ومقتل آخرين في ضربات جوية ومحاولات إنقاذ أو هروب.
وتعهدت إسرائيل بمواصلة القتال لحين القضاء على حماس لكن لم يتضح بعد ما الذي تخطط لفعله بالقطاع إذا نجحت في السيطرة عليه وما مدى تأثير ذلك على آفاق قيام دولة فلسطينية مستقلة.


التعليقات