تقرير: مبادرات ذاتية لمواجهة غياب الوعي بأساليب تنظيم الأسرة
يمن فيوتشر - أمة الله عبدالله الثلاثاء, 29 أغسطس, 2023 - 06:50 صباحاً
تقرير: مبادرات ذاتية لمواجهة غياب الوعي بأساليب تنظيم الأسرة

[ تعبيرية ]

عندما عجزت النساء في اليمن عن الحصول على الخدمات الصحية بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، برزت مبادرات نسائية هادفة إلى توفير الدعم والتوعية الصحية للمرأة.
أم فاروق (27)عاما، أم لطفلين، نزحت من الحديدة إلى تعز بداية الحرب، تعد مثالا ملهما لاصحاب هذا النوع من المبادرات الاجتماعية الذاتية.
انتقلت أم فاروق مع أسرتها إلى مديرية ذبحان محافظة تعز، وهناك وجدت النساء بحاجة للتوعية والاقناع فقررت أن تنفذ مبادرة ذاتية في المنطقة ويكون لها بصمة في مساعدة الأهالي.
تقول أم فاروق"في قريتي كنت انزل للبيوت أوعي عن وسائل تنظيم الأسرة، عن أهميتها وفوائدها ،أقدم لهم النصائح في المباعدة بين الولادات، لأني أرى أن وسائل تنظيم الأسرة ضروري حتى يأخذ الطفل حقه من الرعاية وهذا أطبقه في حياتي، لأنك تقدري تربي الطفل بطربقة جيدة ويأخذ كل حقوقه، إضافة  الى ان عدم المباعدات بين الولادات يأثر على صحة الأم.
استغلت أم فاروق ذهابها لأحد المساجد التي كانت تحفظ فيه القرآن واستهدفت النساء المتواجدات معها والمتوافدات إلى المسجد لتوعيتهن بأهمية وسائل تنظيم الأسرة، حيث كانت تأخذ بعض الأدوية والوسائل في حقيبتها حتى تشرح لهن بها الطريقة الصحيحة لاستخدامها .
تقول أم فاروق إن "سبب قيامها بالتوعية في جانب تنظيم الأسرة اكتشافها في بعض القرى النائية إن وعي النساء بهذا الجانب ضعيف جدا، بل يكاد  يكون غائبا تماما".
وتضيف "كنت اصادف امهات أنجبن عشرة اطفال، حتى أنني وجدت تجمعا لنازحين من مناطق مثل المخا، كانت بعض النساء تعيل اطفالا  عددهم عشرة او أكثر، كما شاهدت أسرا تجبر أطفالها على التسول لتتمكن من توفير لقمة العيش بسبب الفقر وكثرة عدد الافراد داخل الاسرة، و اطفالا في سن الخامسة والسادسة يتعرضون للضرب والاهانات اثناء التسول، تأثرت من تلك المواقف فقررت أوعي النساء بهذا الجانب بل كثفت جهودي في التوعية سواء للسكان أو النازحين الذين قدموا للمنطقة". 
وتشير الى أن الفقر الشديد حال بين جهودها المبذولة في توعية النساء وتطبيقهن لما علمتهن، 
 لإن كثير منهن وجدن صعوبة في شراء وسائل تنظيم الأسرة لعدم توفر المال، ما يضطرها لشراء وسائل تتظيم اسرة للكثير منهن وصرفها على النساء اللاتي عجزن عن شرائها.
تقول أم فاروق أنها ساهمت في توعية النساء في المنطقة التي نزحت لها، ودفعها وضع النساء هناك إلى توسيع دورها في التوعية إلى مخيمات النازحين في محافظة تعز.
 واستطاعت من خلال جروب عبر الوتساب باسم المجلة الصحية أن تجيب عن استفسارات الكثير من النساء حول كيفية استخدام وسائل تنظيم الأسرة "وعن انواع الحبوب،  اللولب،  الخرزة، و الوسائل الموضوعية، كما كنت أتلقى أسئلة من النساء في الجروب وارد عليها في الخاص، كانت النساء تطرح عليّ الكثير من التساؤلات في هذا الجانب واحرص على الإجابة عليها وشعرت أن الكثير منهن تحسن وضعهن واصبحن منتظمات سواء في استخدام الوسائل أو المباعدة بالولادات.
 وحسب أم فاروق أنها لا تكتفي بالتوعية في نزولها إلى المناطق و الجامع الذي كانت تدرس فيه بل كانت توعي أي امرأة تواجهها في أي مكان، حتى تصل توعيتها بأهمية مباعدت الولادات والاستخدام الأمثل لوسائل، وتنظيم الأسرة من أجل صحة الام والطفل وحياة الأسرة.
وتشير أم فاروق الى إن الجانب الصحي بأمس الحاجة لبذل المزيد من الجهود في التوعية والتعبئة المجتمعية لاسيما مع تفاقم رقعة الفقر الذي جعل النساء يعجزن عن مواجهة مضاعفات الولادة والحصول على الرعاية الصحية، وما يسببه فيروس كورونا من مخاطر على النساء وصحتهن.
لم تتوقف أم فاروق عن  التوعية في جانب تنظيم الأسرة ووسائله في المناطق التي زارتها أو سكنت بها ، بل توسع نشاطها إلى إنشاء مبادرة بأسم Her For،  في 17/3/2022م مع مجموعة من الفتيات والشباب وتسعى لنقل صوت المعاناة والتخفيف عن المرأة.
 أنشئت المبادرة في ظل استمرار الصراع وتفاقم اثاره خصوصا على النساء والفتيات، حيث تتمحور أهدافها في، نشر ثقافة السلام والتعايش، وإقامة حملات الكترونية توعوية لقضايا المراة، واقامة انشطة مجتمعية ،تتعلق بتنمية مهارات الشباب.
تقول " نسعى لشراكة مع منظمات محلية ودولية من أجل تقديم خدمات افضل، في مجال حقوق الانسان، تشجيع العمل التطوعي للنساء والفتيات، 
تضيف" إن آخر حملة إلكترونية نفذتها المبادرة كانت عن الابتزاز الكتروني و تم إنشاء منصة توعية للحماية الرقمية من اجل حماية النساء والفتيات التي يتعرضن للابتزاز والتهديد.


التعليقات