صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار ضربت أهدافاً في مناطق مختلفة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، حيث تصادمت الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما مع المجموعات المتشددة المتحالفة مع إيران.
وتمت الهجمات في ممرات الشحن البحرية الحيوية في البحر الأحمر، وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية التي هجرها السكان، وفي عواصم المنطقة المكتظة والمواقع العسكرية الأمريكية.
و كانت إسرائيل وحلفاؤها في الولايات المتحدة يواجهون معاً حقيقتين كانوا يعرفونها جيداً وهما تخوضان الحرب في غزة: إن جماعة حماس المتشددة المتمركزة في غزة ليست بعيدة عن الوحدة في معركتها من أجل البقاء.
وبإطلاق حملةٍ شاملة للقضاء على حماس كقوة قتالية، يواجه القادة الإسرائيليون والأمريكيون أيضاً هجمات متزامنة من تحالف دفاعي قوي يضم مجموعاتٍ مسلحة أخرى مرتبطة بحماس وإيران.
و هذا الأسبوع، كبرت مخاطر أن تتورط الولايات المتحدة وإسرائيل في صراع أوسع وأكثر فوضى وأكثر فتكاً مع مجموعة من الأعداء الإقليميين.
وكان وزير الخارجية (أنتوني بلينكن) ومبعوثون آخرون كبار من إدارة بايدن يسافرون، الجمعة، إلى عواصم الشرق الأوسط لتهدئة التوترات وردع المزيد من الهجمات.
و فيما يلي تفصيل للمجموعات المسلحة التي تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط، ونظرة على ما يجمع بين بعضها، وما يختلف في كل منها.
• الوضع الحالي:
تسعى الولايات المتحدة إلى محاولة السيطرة على الهجمات التي تشنها مجموعة متنوعة من المجموعات المسلحة المتحالفة مع إيران ومع بعضها البعض.
وهذه المجموعات هي:
- حماس في غزة.
- حزب الله القوي، القوة السيدة في لبنان.
- الميليشيات الصغيرة في العراق وسوريا.
- الحوثيين في اليمن الفقير، والذين يُنظر إليهم في بعض الأحيان على أنهم أكثر تهوراً في التحالف.
و جميع هذه المجموعات زادت من هجماتها على أهداف أمريكية أو إسرائيلية أو عالمية في متناولها منذ أن بدأت إسرائيل حربها في غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، عقب هجمات حماس القاتلة عبر الحدود. و تهدف إيران والمجموعات المسلحة بشكلٍ عام إلى مساعدة حماس من خلال هجمات تشتت تركيز إسرائيل والولايات المتحدة، وتجعل التكاليف العسكرية والاقتصادية والسياسية لمواصلة الحرب ضد حماس كبيرة جداً على إسرائيل والولايات المتحدة.
و وفقاً للخُبراء، فإن هذه المجموعات لا ترغب بالضرورة في مزيد من التصعيد، نظراً لاحتمالاتها في أي مواجهةٍ شاملة مع واحدتين من أقوى القوات العسكرية في العالم.
ولكن بقيادة الجنرال الإيراني الراحل (قاسم سليماني)، الذي قتلتهُ الولايات المتحدة في عام 2020، و تمكنت شبكة الميليشيات المتحالفة مع إيران المنتشرة على نطاق واسع من تكوين شبكة مرنة ومتماسكة.
ونمت لديهم أيضاً فهم مشترك، وفقاً لـ (راندا سليم)، محللة إقليمية في معهد الشرق الأوسط ومقره في واشنطن: عندما يتعرض أي منهم للتهديد، سيجتمعون للدفاع عنه.
• اللاعبون:
- حماس
تتمركز في قطاع غزة، تأسست في عام 1987 خلال فترة احتجاجاتٍ واسعة من قبل الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، لها صلاتٍ مُبكرة بواحدة من أبرز المجموعات السُنّية في العالم، جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر في العشرينات.
تعهدت بتدمير إسرائيل ونفذت تفجيرات انتحارية وهجمات قاتلة أخرى على المدنيين والجنود الإسرائيليين.
وفرضت حماس سيطرتها على قِطاع غزة بالقوة في عام 2007، بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية هناك بنسبة 44٪. و منذ ذلك الحين، فرضت إسرائيل حصاراً مدمراً على غزة، مما يقيد ذلك حركة الأشخاص والسلع داخل القطاع وخارجه. كما تتلقى حماس الدعم من الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك قطر وتركيا.
وعلى الرغم من أن حماس تعتبر مجموعة سنية، إلا أن قادتها اقتربوا من إيران الشيعية وحلفائها على مر السنين.
واعتُبرت هجمات حماس في إسرائيل أكتوبر/ تشرين الأول بوصفها محاولة لاستعادة الأهمية على المستوى العالمي.
وكانت الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل قد حجبت أي محاولةٍ للتوصل إلى اتفاقٍ سياسي إسرائيلي فلسطيني، مما ادى الى تلاشى الاهتمام العالمي.
- حزب الله
تأسس في عام 1982 رداً على الغزو الإسرائيلي للبنان، حيث يتمركز، ويعد واحداً من أقوى أعضاء المجموعة المتحالفة مع إيران من الناحية العسكرية والتنظيمية.
ويعتبر حزباً شيعياً، شارك في هجماتٍ متكررة ضد الولايات المتحدة حتى منتصف التسعينيات، بما في ذلك التفجير القاتل لثكنة مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، عاصمة لبنان، في عام 1983.
وشارك أيضاً في حكومة لبنان منذ عام 1992، ويُعد جناحه العسكري أقوى من القوات المسلحة في البلاد.
و في عام 2006 شنت حرب مع إسرائيل نتيجة لاختطاف حزب الله لجنود إسرائيليين، مما تسبب في دمارٍ هائل في جنوب لبنان وبيروت. لذا يشعر الكثيرون من اللبنانيين العاديين بخوف شديد من حرب جديدة مع إسرائيل عقب المعارك في غزة، وحذراً من تكرار الحرب نفسها، قام حزب الله بإطلاق صواريخ وقذائف عبر الحدود الجنوبية إلى إسرائيل منذ بداية الحرب في غزة، ويُفقد مقاتلين يومياً في الردود المتبادلة، لكنه امتنع عن التصعيد.
وقد يكون هذا قد تغير مع الضربة الإسرائيلية المفترضة هذا الأسبوع التي أودت بحياة قائد حماس الذي كان يختبئ في لبنان، حيث صرح زعيم الحزب (حسن نصر الله)، الجمعة، بأنه يجب على مجموعته الرد، وإلا ستكون لبنان بأكمله عرضة لهجوم إسرائيلي.
-الحوثيين
يتمركزون في اليمن، ويشرفون على واحدة من أهم ممرات الشحن في العالم للنفط والتجارة الأخرى.
قاموا بإطلاق صواريخ و قذائف وطائراتٍ مُسيّرة على السفن التجارية خلال حرب غزة، مما أجبر بعض شركات الشحن الكبرى على تغيير مسارها لذا يشكلون تهديداً كبيراً على الاقتصاد العالمي.
يُعرفون رسمياً باسم "أنصار الله"، كانت نشأتهم كواحدة من العديد من المجموعات المسلحة التي تتنافس داخلياً على السُلطة في اليمن المشتت والفقير.
وعلى الرغم من أنهم مسلمون شيعة، إلا أنهم ينتمون إلى فرعٍ مختلف عن إيران.
كما يدعو شعار هذه المجموعة إلى تدمير إسرائيل والولايات المتحدة، على الرغم من أنها تركز بشكل كبير على الشؤون في اليمن.
و في صراعٍ مع حكومة اليمن، استولى الحوثيين على عاصمة اليمن في عام 2014 وسيطروا في وقت قريب على الكثير من مناطق الشمال.
في عام 2015، قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بإنشاء تحالف في محاولةٍ فاشلة لطرد الحوثيين، كما اقترب الحوثيون بشكل متزايد من إيران كمصدر للدعم المادي.
و لم تنجح محاولات السعودية والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، ولكنها نجحت في وقف الهجمات المتقطعة بواسطة الحوثيين باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد جيرانهم الأغنى في الخليج.
ويُعتبر الحوثيون، الذين لديهم دعم شعبي محدود في اليمن خارج قاعدتهم الفورية، أكثر استقلالية عن إيران في تصرفاتهم مقارنة ببعض المجموعات الأخرى في التحالف.
وتُعد الهجمات على الشحن منذ بدء إسرائيل حملتها في غزة، هجمات موجهة نحو الخارج، بخلاف هجماتهم على أعداءهم في الخليج.
- الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق
و هي مجموعة متنوعة من الميليشيات المدعومة من إيران التي تقاتل مع القوات الأمريكية والتحالف في العراق وسوريا منذ سنوات. وتقوم بشن هجماتٍ متقطعة ضد القواعد في المنطقة التي تنتشر فيها القوات الأمريكية لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
و هناك زيادة كبيرة في الهجمات من قبل وكلاء إيران في البلدين منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس. و تقول العراق إنها تعمل مع الولايات المتحدة لاحتواء الميليشيات في البلاد.
ويوم الخميس، قامت الولايات المتحدة بشن ضربة جوية على مقر إحدى الميليشيات المدعومة من إيران في وسط بغداد، مما أسفر عن مقتل قائد رفيع في الميليشيا.، حيث كانت محاولة للحد من المزيد من الهجمات.
- تنظيم الدولة الإسلامية، القاعدة وغيرها من المجموعات المسلحة السنية
و هي مجموعة من القوات العسكرية القاتلة التي تُثير دعوات للتصعيد من قبل المجموعات المتطرفة العنيفة التي قاتلت الغرب وأعداء آخرين طويلاً.
و دعا، الخميس، المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية المسلمين في جميع أنحاء العالم لشن عمليات قتل واسعة وصفها بالانتقام لأهل غزة.
و قال أبو حذيفة في خطاب نقلته مجموعة المخابرات SITE: "يا أسود الإسلام، اصطادوا فريستكم - اليهود والمسيحيين وحلفائهم - في شوارع أمريكا وأوروبا والعالم. اقتحموا منازلهم، اقتلوهم وعذبوهم بكل وسيلة ممكنة".