ستوكهولم: نوبل للسلام 2021 للصحفيين الفلبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف
يمن فيوتشر - ‏DW- الجزيرة-متابعات: الجمعة, 08 أكتوبر, 2021 - 03:58 مساءً
ستوكهولم: نوبل للسلام 2021 للصحفيين الفلبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف

أعلنت لجنة نوبل النرويجية اليوم الجمعة منح جائزة السلام للصحفية الفلبينية الأمريكية ماريا ريسا والصحفي الروسي دميتري موراتوف مكافأة لهما على "كفاحهما الشجاع من أجل حرية التعبير" في بلديهما، وهي المرة الاولى التي يحصل فيها صحفيون على الجائزة منذ 1935.
وأضافت رئيسة اللجنة بيريت ريس-أندرسن في أوسلو أن ماريا ريسا ودميتري موراتوف "يمثلان جميع الصحافيين المدافعين عن هذا المثل الأعلى في عالم تواجه فيه الديمقراطية وحرية الصحافة ظروفاً غير مواتية بشكل متزايد". وأضافت "تعمل الصحافة الحرة المستقلة القائمة على الحقائق على الحماية من إساءة استخدام السلطة والأكاذيب والدعاية للحرب".
وفي أول رد فعل لها على منحها الجائزة، قالت الصحفية الفلبينية ماريا ريسا إن نبأ فوزها جعلها في حالة ذهول. وقالت في حديث على الهواء مباشرة مع موقع رابلر الإخباري الذي شاركت في تأسيسه: "أنا في ذهول". وأسست ماريا ريسا موقع الصحافة الاستقصائي "رابلر" على الإنترنت، وركزت معظم أعمالها على الحملة العنيفة المثيرة للجدل التي شنها الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي على المخدرات في بلاده.
أما موراتوف، فقد شغل، منذ عام 1995، عدة مرات منصب رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا التي شارك في تأسيسها الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف عام 1993، وهي اليوم من المنصات الصحفية المستقلة القليلة في روسيا التي تنتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد تعرض ستة من الصحفيين العاملين بالصحيفة للقتل منذ عام 200، بمن فيهم الصحافية الاستقصائية الأبرز  آنا بوليتكوفسكايا ، التي كانت من أشد المنتقدين لبوتين وحروب الكرملين في الشيشان وقُتلت بالرصاص في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2006، في مدخل مبنى شقتها في وسط موسكو، وكانت تبلغ من العمر 48 عامًا.
وهنأ الكرملين موراتوف بفوزه بالجائزة، على الرغم من أن صحيفته كثيراً ما تنتقد السلطات الروسية. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "يمكننا أن نهنئ دميتري موراتوف". وأضاف "إنه يعمل باستمرار وفقا لمُثُله العليا، وهو مخلص لها، وهو موهوب وشجاع".
وهذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها صحفيون على الجائزة منذ أن فاز بها الألماني كارل فون أوسيتسكي عام 1935 لكشفه عن برنامج بلاده السري لإعادة التسلح بعد الحرب. 
وهنأ مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الفايزيين، وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب في إفادة للصحفيين في جنيف "على مر الأعوام شهدنا زيادة في الهجمات التي تستهدف الصحفيين وخلال الإغلاق المرتبط بكوفيد-19 أيضا". وأضافت "اعتقد أنني اتحدث نيابة عن المفوضة السامية ميشيل باشيليت عندما أهنيء كل الصحفيين الذين يقومون بعملهم كي نستمر في  معرفة ما يحدث حولنا ولتوصيل أصوات الضحايا في كل مكان".
وستمنح جائزة نوبل للسلام في العاشر من كانون الأول/ديسمبر، في ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجوائز المرموقة في وصيته عام 1895.

•من هو ديمتري مراتوف
يبلغ ديمتري مراتوف من العمر 59 عاما، وهو أحد أكثر الصحافيين الروس الذين يحظون بالتقدير.
وقد شغل، منذ عام 1995، عدة مرات منصب رئيس تحرير نوفايا غازيتا التي شارك في تأسيسها الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف في عام 1993.
وتعتبر نوفايا غازيتا من أهم الصحف في روسيا، وهي صحيفة يومية معروفة بموقفها النقدي في الشؤون السياسية والاجتماعية الروسية، كما تعتبر واحدة من وسائل الإعلام القليلة التي ما زالت تنتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت لجنة نوبل عن موراتوف، إنه منذ عقود دافع عن حرية التعبير في روسيا في ظل ظروف صعبة بشكل متزايد.
وأشارت اللجنة إلى أنه رغم عمليات القتل والتهديدات، رفض رئيس التحرير ديمتري موراتوف التخلي عن السياسة المستقلة للصحيفة، ودافع باستمرار عن حقوق الصحفيين.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن موراتوف قوله بعد الإعلان عن الجائزة "لا يمكنني أن أستأثر بكل الفضل في ذلك. الفضل يرجع إلى نوفايا جازيتا؛ إنه يرجع إلى من ماتوا وهم يدافعون عن حق الناس في حرية التعبير".
ومنذ عام 2000، قُتل ستة من الصحفيين والمساهمين في الصحيفة على خلفية عملهم بمن فيهم الصحافية الاستقصائية الأبرز من بينهم آنا بوليتكوفسكايا.
ويوم الخميس الماضي، ترأس موراتوف في مقر تحرير الصحيفة حفل تكريم بوليتكوفسكايا التي قُتلت قبل 15 عاما.
وكانت بوليتكوفسكايا من أشد المنتقدين لبوتين وحروب الكرملين في الشيشان وقُتلت بالرصاص في 7  أكتوبر/تشرين الأول 2006، في مدخل مبنى شقتها في وسط موسكو، وكانت حينها تبلغ من العمر 48 عامًا.

•من هي ماريا ريسا؟
هي صحفية فلبينية تقيم في العاصمة مانيلا، وقالت في وقت سابق، إنها تعيش منذ 2016 على وقع التهديدات بالاغتصاب والقتل.
وقالت لجنة نوبل في بيانها إن ريسا، تستخدم حرية التعبير لفضح إساءة استخدام السلطة والعنف، وتنامي الاستبداد في بلدها الأم الفلبين.
وعام 2012، شاركت الصحفية ريسا في تأسيس "رابلر" Rappler، وهي شركة وسائط رقمية للصحافة الاستقصائية في الفلبين.
واستعرضت الصحفية الفلبينية ماريا ريسا في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (washingtonpost) الأميركية، في مايو/أيار الماضي، تجربتها الصحفية وما تتعرض من تهديدات ومضايقات.
وأكدت أنها تتعرض باستمرار للتعليقات المسيئة والعنصرية والتشهير، وتُتهم بترويج الأخبار الكاذبة، ولا يتوقف الأمر على المس من كرامتها والتشكيك في مصداقيتها، بل يتعداه إلى مخاطر حقيقية تواجهها في أحد أخطر دول العالم حسب مؤشرات حرية الصحافة.
وأضافت ريسا أن تلك الهجمات والتعليقات المسيئة عبر الإنترنت مهدت الطريق لمقاضاتها وإدانتها في يونيو/حزيران الماضي بتهمة "التشهير الإلكتروني".
وصدرت في حقّها 10 مذكرات توقيف في أقل من عامين، واحتُجزت مرتين في ظرف 6 أسابيع، وهي تواجه حاليا 9 دعاوى منفصلة، وإذا تمّت إدانتها بجميع التهم، فقد تقضي بقية حياتها في السجن.
وفي ظل ما تعيشه من تحديات، حصلت ريسا قبل أيام على جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة لعام 2021.


التعليقات