في مشهد إنساني مؤثر، أعاد القدر جمع عدد من طلاب ثانوية الشهيد عبدالرحمن قحطان بمدينة يافع اليمنية، بمعلمهم المصري محمد عبدالعال أحمد، بعد فراق دام قرابة خمسين عامًا.
وشدّ الطلاب، وهم من خريجي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، الرحال إلى مصر لزيارة معلمهم في منزله بقرية أولاد يحيى الحاجر، التابعة لمركز دار السلام شرقي محافظة سوهاج، في لقاء غلبت عليه مشاعر الشوق والامتنان واستحضار الذكريات.
وجاءت الزيارة عرفانًا بالدور التربوي والإنساني الذي أدّاه المعلم، والذي لم يقتصر على تدريس مادة الكيمياء، بل امتد لغرس القيم وبناء الوعي، تاركًا أثرًا عميقًا في نفوس طلابه، الذين استعادوا خلال اللقاء محطات من أيام الدراسة الأولى، وتأثير أسلوبه وكلماته في مساراتهم العلمية والعملية.
وتعود بداية القصة إلى قرار اتخذه عدد من طلاب دفعة 1987–1988 بالبحث عن معلمهم بدافع الاطمئنان عليه بعد سنوات طويلة من الانقطاع، ورغم صعوبة المهمة، واصلوا محاولاتهم حتى قادتهم الصدفة، وبمساعدة أحد أبناء الصعيد، إلى الوصول لرقم هاتفه.
وبعد التأكد من تمتع معلمهم بصحة جيدة، تحولت الفكرة إلى رحلة، لتتوج بلقاء إنساني نادر، أكد أن أثر المعلم الصادق لا يبهت بمرور الزمن، وأن التعليم الحقيقي يُقاس بما يتركه من أثر خالد في النفوس، لا بعدد السنوات.