مع تزايد معدلات الجفاف في الكثير من مناطق العالم، يوصي خبراء بزرع منتجات أقل اعتمادا على الماء ومقاومة للجفاف في المناطق التي تعاني من هذه الظاهرة الطبيعية.
وأشار الأستاذ الدكتور جنغيز تورا، رئيس قسم علم البيئة في جامعة أسكي شهير التقنية التركية إلى أن "أزمة المناخ" بدأت تتصاعد أخيرا بفعل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
تورا وهو عضو في المجلس الاستشاري لاتحاد المدن الصحية في تركيا، قال للأناضول إن الغازات المذكورة مصدرها البشر وأدت إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بنسبة كبيرة مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.
وأوضح أنهم أجروا أبحاثاً حول تأثيرات التغير المناخي على النظم البيئية والتنوع البيولوجي، مبيناً أنهم توصلوا إلى حدوث تغيرات كبيرة في نظام الأمطار ومعدلات هطولها خلال العقدين الماضيين.
وخلال هذه الفترة، تأثر نظام الأمطار بشكل كبير بسبب التغيرات المناخية، رغم عدم وجود تغيرات بالدرجة نفسها في معدلات كميات الهطول، بحسب الخبير التركي.
•زراعة خاطئة
يلخص تورا أبرز نتائج أبحاثهم التي أجروها، في أن التغير المناخي انعكس أيضا على كوكب الأرض عبر ازدياد انتشار حوادث الطقس المتطرفة والأيام شديدة الحرارة وتراجع الأيام ذات الحرارة المنخفضة.
الأكاديمي التركي يشير إلى ضرورة اختيار محاصيل مقاومة للجفاف وقليلة الاعتماد على المياه، من أجل الزراعة في المناطق التي تعاني من ظاهرة الجفاف.
وشدد على أن تنوع المنتجات الزراعية في منطقة ما يجب أن يراعي العوامل البيئية ونظام هطول الأمطار، بجانب كميات المياه المتوفرة.
كما دعا لضرورة استشارة الخبراء الزراعيين في اختيار المنتجات المراد زراعتها وكيفية ذلك في المناطق التي تعاني من ظاهرة الجفاف.
ويعد اعتماد هذا النهج في الزراعة، بحسب الأكاديمي التركي أحد طرق مكافحة الجفاف، إذ أن أساليب الزراعة والري الخاطئة تعززان الجفاف والتغيرات المناخية.
وفي الوقت الذي بلغ فيه أعداد حوادث الطقس المتطرفة 500 حادثة عام 2016، فإن هذا الرقم تجاوز الألف عام 2021، وفقا لتورا.
• أساليب بديلة
ويرجع الخبير التركي سبب الارتفاع الكبير في حوادث الطقس المتطرفة، إلى ارتفاع نسبة الغازات المؤدية إلى الاحتباس الحراري والتي مصدرها البشر.
ويوصي تورا بزراعة المحاصيل ذات الاحتياج الكبير للماء في المناطق التي تشهد معدلات هطول أمطار عالية، بينما يؤكد على ضرورة الزراعة قليلة الاستهلاك للمياه في المناطق التي تعاني من ظاهرة الجفاف.
وأوضح الأكاديمي التركي: "الخلاصة أنه يجب مراعاة الظروف البيئية والمناخية للمنطقة عند اختيار منتجات ما للزراعة".
من جانبه، يوصي سليمان بولوشان، رئيس غرفة زراعة "تبه باشي"، بزراعة الذرة والحمص بدلاً من أنواع الحبوب الأخرى في المناطق التي تعاني من ارتفاع معدلات الجفاف.
وفيما يخص المنتجات المروية، يشدد بولوشان على ضرورة الاعتماد على الري بالتنقيط بدلا من مياه الري بالرش.