ملف التدخل السعودي في اليمن بين ترامب وبايدن
يمن فيوتشر - القدس العربي: الاربعاء, 17 فبراير, 2021 - 04:03 مساءً
ملف التدخل السعودي في اليمن بين ترامب وبايدن

في الأسابيع الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، صعّدت الولايات المتحدة اعتبارا من 21 سبتمبر/ أيلول 2020 ضغوطها على إيران بفرض عقوبات على أي كيان أو شخص يبيع أسلحة لطهران أو يتفاوض على بيعها.
واتخذت الإدارة سلسلة من الإجراءات والقرارات العقابية على الجماعات المسلحة الحليفة لإيران سواء في العراق أو سوريا أو اليمن، من بينها إدراج جماعة أنصار الله “الحوثيين” على لائحة المنظمات الأجنبية الإرهابية في يناير/ كانون الثاني الماضي، قبيل تسليم السلطة للإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن.
وينوء اليمن تحت وطأة أسوأ أزمة إنسانية عرفها العالم في العصر الحديث، فاقمت من تداعياتها جائحة كورونا والسياسات الأمريكية الخاطئة في اليمن، وفق محللين، وتأثيرها على المساعدات الإنسانية.
كما يعاني سكان اليمن من آثار حرب أهلية بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والشريك في التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وجماعة الحوثي المصنفة أمريكيا حتى تاريخ 12 فبراير/ شباط على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وهذه الجماعة المدعومة من إيران والحليفة لها، استدعت رغبة سعودية بالتدخل باليمن لدرء أخطار محتملة مصدرها إيران عبر هذه الجماعة، على الرغم من الإعلان بأن التدخل العسكري وتشكيل التحالف العربي في مارس/ آذار 2015، أي قبل سبع سنوات، جاء بدعوة من حكومة اليمن المعترف بشرعيتها دوليا.
وتسببت حرب السنوات السبع بوفاة ما لا يقل عن مائتي ألف يمني، بعضهم في القتال، والجزء الأكبر منهم بسبب تداعيات الحرب على الجانب الإنساني وعدم وفرة الغذاء والدواء والبيئة الصالحة للعيش.
وأعلنت الخارجية الأمريكية في 10 يناير/ كانون الثاني الماضي عزمها تصنيف جماعة الحوثي “منظمة إرهابية”، وفرض عقوبات على زعيمها عبد الملك الحوثي وقيادييْن اثنين في الجماعة، على أن يدخل حيز التنفيذ في 19 من الشهر المذكور، أي قبل يوم واحد من إنتهاء ولاية ترامب.
فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، قرار إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب لصلتهم بإيران، وكذلك بهجوم دامٍ على المطار في عدن يوم 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ورحبّت السعودية والإمارات والبحرين واليمن بقرار ترامب تصنيف جماعة الحوثي على أنها منظمة إرهابية.
وعلى الرغم من معارضة مشرعين في الكونغرس الأمريكي، بينهم جمهوريون، واصلت الولايات المتحدة دعم التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015 بالأسلحة والتدريب والمعلومات الاستخباراتية.
كما أنها تستهدف الجماعات الإرهابية في اليمن في عهدي الرئيسين الأمريكيين باراك أوباما وترامب، لكن تسببت الضربات الجوية الأمريكية بمقتل عدة آلاف من المدنيين اليمنيين بالإضافة إلى عناصر وقيادات من تنظيمي القاعدة وداعش.

• مراجعة تصنيف الحوثي إرهابية
وبعد تولي بايدن، أعلنت إدارته أنها بدأت في مراجعة تصنيف جماعة الحوثي في اليمن منظمة إرهابية، وهي المنظمة التي تتبنى شعار “الموت لأمريكا”.
وفي 6 فبراير/ شباط أبلغت الخارجية الأمريكية الكونغرس عزم الوزارة إلغاء تصنيف جماعة الحوثي في اليمن “منظمة إرهابية”، وهو التصنيف الذي ترى فيه الوزارة أنه أضر بتقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين في اليمن، وهو ما تتفق عليه المنظمات الإغاثية الدولية.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الخارجية الأمريكية بقاء قادة جماعة الحوثي تحت العقوبات الأممية، اعتبر الحوثيون ذلك “خطوة متقدمة” لتحقيق السلام في اليمن.
ومن المنتظر أن يأخذ القرار الأمريكي الجديد مساره التنفيذي قريبا (الثلاثاء) بالتزامن مع قرار الإدارة الأمريكية إنهاء الدعم للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن بما في ذلك مبيعات الأسلحة.
مع التأكيد المتكرر على أن هذا القرار لا علاقة له بالموقف الأمريكي من الهجمات الحوثية على المدنيين في السعودية والالتزام بمساعدة المملكة في الدفاع عن أراضيها ضد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي بالطائرات المسيرة أو الصواريخ أو غيرها.
وفي أول خطاب موجه للأمة، أكد بايدن في 5 فبراير/ شباط من مقر وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارته ستعزز جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن التي تسببت بكارثة إنسانية، وأن هذه الحرب يجب أن تنتهي.
وفي سياق السياسات الأمريكية الجديدة في اليمن، عين بايدن مبعوثا أمريكيا جديدا هو “تيم ليندركينغ”، وأعفى منظمات إنسانية وإغاثية لمدة شهر واحد من العقوبات الناجمة عن تصنيف إدارة ترامب جماعة الحوثي منظمة إرهابية، وعقوبات على الجهات والدول والمنظمات التي تتعامل معها.

#يمن_فيوتشر


التعليقات