تقرير: هوية بصرية تُميّز اليمن.. "القمريات" تُواجه مخاطر الإندثار
يمن فيوتشر - التلفزيون العربي الخميس, 18 ديسمبر, 2025 - 01:51 مساءً
تقرير: هوية بصرية تُميّز اليمن..

على مدى عدة قرون، ظلّت النوافذ المقوّسة المصنوعة من الجص والمُطعّمة بالزجاج المُلوّن تُزيّن المنازل في مدن يمنية مثل صنعاء، وتُضفي على ضوء الشمس ألوانًا زاهية داخل البيوت.

وتُعرف هذه التقنية باسم "القمريات"، التي تُشكّل سمة مميزة للعمارة اليمنية التقليدية، ويقال إنّها ظهرت لأول مرة في البلاد منذ أكثر من أربعة آلاف عام.

ويخشى يمنيون في العاصمة صنعاء من اندثار تصميم النوافذ التقليدي مع ظهور تقنيات البناء الحديثة.

وفي هذا الإطار، رأى محمد أبو علي صانع القمرية أنّه عمل بدأ ينقرض بنسبة كبيرة، داعيًا الجهات المُختصّة إلى الالتفات إليه وحمايته من الانقراض.

وقال: "عمل القمريات انقرض بنسبة 80%، إلا الإنسان الذي يتمتّع بذوق رفيع ويُحافظ على التراث اليمني يستخدم القمريات، هذا شيء أساسي".

وأضاف: "أتمنى من الجهات المختصة من الدولة أو من البلدية أن تهتم بالبناء هذا، أو إلزام أصحاب المنازل عندما يبنون بأن يكون النمط نمط صنعاني جديد يُحافظ على الموروث الشعبي، هذا ما أتمناه".

 

تحديات تُواجه "القمريات"

وحذّر المؤرخ عبد الله إسحاق من أنّ أساليب البناء الحديثة التي تعتمد على الخشب والألمنيوم، تؤدي إلى تراجع صناعة القمريات.

وتحدّث عن تاريخ القمريات والتحوّلات التي حصلت فيها عبر الفترات التاريخية، مشيرًا إلى أنّها "بدأت بالعقود الملونة والعقود المقوسة بالزجاج الملون، سواء كان أصفر أو أحمر"، موضحًا أنّها ألوان تعكس إضاءة جميلة جدًا للمنظر أو مكان الجلوس.

وأضاف أنّه مع تطور عملية التصنيع بدأ استعمال الألمنيوم، ممّا أثّر على الطراز اليمني في تزيين النوافذ اليمنية، وأدى إلى تراجع فن عملية تصنيع العقود التي هي بالجصّ والزجاج المُلوّن".

 

محو هوية بصرية تُميّز بلادهم

ويخشى اليمنيون من أنّ هذا التراجع يُهدّد بمحو هوية بصرية تُميّز بلادهم عن بقية العالم.

وقال المواطن اليمني أكرم الكبسي: "أنا أفتخر بهذه العقود وأتغزّل فيها، أوقات كثيرة أكون جالس وأتغزل في هذه العقود، لأنّها تُمثّل حضارة وتراث وأصالة، شيء ننفرد بها في العالم كله".

وقال بفخر: "عندما يزورني شخصي أجنبي، ينبهر بها ويُصوّرها ويصوّر نفسه معها".


التعليقات