تجاوزت الحرب في اليمن عقدًا من الزمن دون أي بوادر لحل قريب. وقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية الشهر الماضي الصفوف العليا من حكومة صنعاء، ما دفع الحوثيين إلى تشكيل حكومة جديدة بوجوه مختلفة، فيما تشهد الحكومة المعترف بها دوليًا صدامات داخلية داخل مجلس القيادة الرئاسي حول الشرعية وآلية اتخاذ القرار. ويكافح الطرفان للحفاظ على تماسكهما.
في برنامج Divergences، يرى خلدون باكحيل، المستشار في مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن، أن البلاد وصلت إلى مرحلة من الجمود الشامل، إذ تواجه كل من حكومة عدن المعترف بها دوليًا وحكومة الأمر الواقع في صنعاء تحديات سياسية وعسكرية واقتصادية متفاقمة.
ويقول باكحيل إن الدعم الخارجي هو ما أبقى الحكومة المعترف بها دوليًا على قيد الوجود الرمزي، منتقدًا ما وصفه بـ "سياسة اللا سياسة" الأميركية التي تضر بالمصالح القومية لواشنطن أكثر مما تنفعها.
وفيما يحذر من أن الغياب الدبلوماسي الأميركي يفتح الباب أمام الروس والصينيين لملء الفراغ في المنطقة، يشير إلى أن الصين تتعامل بذكاء مع الملف اليمني عبر سياسة حياد تتيح لها التواصل مع جميع الأطراف، من الحوثيين إلى الحكومة اليمنية، مع الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج.
ويخلص باكحيل إلى أن أي تسوية محتملة للنزاع لن تتحقق إلا عبر مفاوضات شاملة بين النخب تضم الحوثيين والإصلاحيين والقبائل، لأن "الاستقرار الحقيقي في اليمن لن يقوم إلا بجمع كل هذه القوى على طاولة واحدة".
