تقرير: هدنة ترامب مع الحوثيين تُبقي إسرائيل معزولة في ظل استمرار الهجمات
يمن فيوتشر - ترجمة خاصة- The Week الجمعة, 09 مايو, 2025 - 09:23 مساءً
تقرير: هدنة ترامب مع الحوثيين تُبقي إسرائيل معزولة في ظل استمرار الهجمات

توصلت الولايات المتحدة إلى هدنة مع جماعة الحوثي في اليمن، تقضي بوقف الضربات الجوية الأميركية مقابل وقف الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر. وقد كشف الرئيس (دونالد ترامب) عن هذا الاتفاق بشكلٍ مفاجئ خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الكندي في 13 مايو/ آيار، مما أثار دهشة حتى كبار مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون).

و جاء هذا الإعلان عقب حملة قصف أميركية استمرت سبعة أسابيع، كلّفت الكثير، وكانت تهدف إلى ردع الحوثيين عن استهداف حركة الشحن الدولية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن قد حققت هذا الهدف فعلاً. ورغم أن ترامب وصف الاتفاق بالناجح، يشير منتقدون إلى أن نشاط الحوثيين في الممرات البحرية كان قد بدأ بالتراجع بالفعل قبل إبرام الهدنة.
أما إسرائيل، فقد وجدت نفسها مهمَّشة ومباغَتة. وأعرب رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) عن استيائه، مؤكداً أن "إسرائيل ستدافع عن نفسها بمفردها" في مواجهة الجماعة المدعومة من إيران. وقبيل ساعات فقط من إعلان الاتفاق، شنّت القوات الإسرائيلية هجوماً جوياً واسعاً على مطار اليمن الدولي وبُنى تحتية مرتبطة بالحوثيين، وذلك رداً على ضربة صاروخية باليستية استهدفت مطار بن غوريون في إسرائيل.
ونقلت شبكة CNN عن مسؤول إسرائيلي قوله إن القدس لم تتلقَ إخطاراً مسبقاً بشأن الهدنة الأميركية مع الحوثيين. وقال نتنياهو في مقطع فيديو نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا انضم إلينا آخرون ، كأصدقائنا الأميركيين، فذلك أفضل، وإن لم يفعلوا، فسندافع عن أنفسنا وحدنا".
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستُعلّق عملياتها ضد الحوثيين مقابل ضمان من الجماعة بعدم استهداف السفن العسكرية أو التجارية الأميركية. غير أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، إذ تم اعتراض طائرة مُسيّرة انطلقت من اليمن من قِبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد ساعاتٍ فقط من التوصل إلى الاتفاق مع واشنطن.
ورغم إشادة ترامب باستعداد الحوثيين للتفاوض، لم يأتِ على ذكر هجماتهم ضد إسرائيل، رغم الضربة الصاروخية الأخيرة التي تسببت بأضرار جسيمة وأدت إلى تعليق رحلات الطيران من وإلى إسرائيل. وقد أثار هذا التجاهل قلقاً في الأوساط الإسرائيلية من احتمال تراجع واشنطن عن التزاماتها تجاه أمن إسرائيل.
وتجاوزت تكلفة الحملة الأميركية ضد الحوثيين حتى الآن حاجز المليار دولار، وشهدت خسارة الجيش الأميركي لسبع طائرات مُسيّرة من طراز MQ-9 ريبر وطائرتي مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنيت. في المقابل، يرى منتقدون أن الضربات الأميركية في اليمن لم تُسفر عن تغييرات ملموسة في سلوك الحوثيين. ومن اللافت أن آخر هجوم حوثي مؤكّد ضد سفينة تجارية وقع في نوڤمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو ما يثير تساؤلات حول جدوى الخطوة الأميركية وتوقيتها.
ويرجّح محللون أن تكون الهدنة قد تمّت بوساطة إيرانية. فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولَين إيرانيين قولهما إن طهران أقنعت الحوثيين بوقف الهجمات على المصالح الأميركية كخطوة حسن نية في ظل المفاوضات النووية الجارية مع واشنطن. وعلى الصعيد العلني، يواصل القادة الإيرانيون نفي أي سيطرة مباشرة على الجماعة، مؤكدين أن الحوثيين يتصرفون بشكلٍ مستقل.
من جانبهم، أشار الحوثيون إلى أنهم سيواصلون استهداف إسرائيل. واعتبر القيادي البارز في الجماعة (محمد علي الحوثي)، الاتفاق مع الولايات المتحدة "انتصاراً" يفصل بين المصالح الأميركية وتلك الإسرائيلية، واصفاً إياه بأنه ضربة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومؤشّر على تزايد عزلة الحكومة الإسرائيلية إقليمياً.
و من جهته، جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي (يسرائيل كاتس)، تمسّك بلاده بحقها في الرد، قائلاً: "يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد وأي عدو".
ورغم إثبات إسرائيل قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة في عمق اليمن، يحذّر محللون من أن الحوثيين يمتلكون خبرة طويلة في حرب العصابات، وقد تكيفوا مع سنوات من القصف الجوي. كما أن التضاريس الوعرة في اليمن والدعم الشعبي الواسع للهجمات ضد القوى الأجنبية من شأنهما أن يعقّدا قدرة إسرائيل على تحييد هذا التهديد.
وعلى الرغم من أن ترامب اعتبر الاتفاق دليلاً على خضوع الحوثيين، فقد استخدم نبرة مختلفة واصفاً المقاتلين الحوثيين بأنهم "شجعان" لتحمّلهم قصفاً كثيفاً. وقال: "كان من المذهل ما استطاعوا تحمّله".
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الهدنة ستصمد، وما إذا كانت إسرائيل ستبقى هدفاً محتملاً، في المرحلة المقبلة.

لقراءة المادة من موقعها الأصلي: 

 


التعليقات