تحليل: ما جدوى قصف الولايات المتحدة لليمن إذا كان الحوثيون يحصلون على مكونات صواريخهم من إيران؟
يمن فيوتشر - Defense Express- ترجمة خاصة: الأحد, 13 أبريل, 2025 - 03:09 مساءً
تحليل: ما جدوى قصف الولايات المتحدة لليمن إذا كان الحوثيون يحصلون على مكونات صواريخهم من إيران؟

تشن الولايات المتحدة حالياً حملة من الغارات الجوية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، بهدف الحد من قدرة جماعة أنصار الله على مهاجمة السفن المدنية في البحر الأحمر. ويستدعي ذلك تحليلًا لما يشكل هذه القدرة بالضبط، وكيف يُعيد الحوثيون في اليمن تزويد ترسانتهم من الطائرات المسيّرة الهجومية، وصواريخ الكروز، والصواريخ الباليستية.

حاول مركز الأبحاث البريطاني "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" (IISS) أن يجيب عن هذا السؤال في مقال جديد للباحث فابيان هينز. ومن جانبها، تسلط Defense Express الضوء على النقاط الرئيسية فيه، مع تغيير طفيف في زاوية الطرح نحو سؤال عملي: ما الجدوى من قصف اليمن إذا كانت مكونات الصواريخ تأتي من إيران؟

 

تقييم ترسانة أنصار الله الصاروخية
تشير الدراسة إلى أن مهندسي جماعة أنصار الله يمكنهم تصنيع بعض الأجزاء البسيطة من صواريخ الكروز بشكل مستقل، مثل هياكل الطائرات المركبة لصواريخ "قدس" (المعروفة إيرانياً باسم "باوه").
لكن الحوثيين لا يملكون القدرة على إنتاج مكونات أكثر تعقيدًا مثل محركات التوربوجيت أو أنظمة توجيه الصواريخ. وغالباً ما تقوم إيران بإرسال مجموعات جاهزة يتم تجميعها في اليمن فقط.

 

الصواريخ الباليستية
الوضع مع الصواريخ الباليستية أكثر تعقيدًا. يُعتقد أن بعض الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يبلغ مداها حتى 200 كيلومتر يتم تصنيعها في اليمن، لكن أنظمة التوجيه الخاصة بها تُورد من إيران. تشمل هذه الأنظمة صواريخ "فالق"، "ميون"، "البحر الأحمر"، و"محيط" — الأخير ناتج عن تعديل صواريخ مضادة للطائرات من نظام S-75 للدفاع الجوي.
أما الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBMs) التي يستخدمها الحوثيون لضرب إسرائيل، فتُزود بها إيران مباشرة كمعدات جاهزة. والحوثيون مجرد وكلاء تنفيذ لإطلاقها. من بين هذه الصواريخ:

"ذو الفقار" الإيراني العامل بالوقود السائل (الاسم الإيراني: "رضوان")

"فلسطين 1" و"فلسطين 2" العاملان بالوقود الصلب (المشتقان من "خيبر شكن" أو "فتاح" الإيرانيين).

 

صواريخ "فاتح-110" المضادة للسفن
ما تزال هناك غموض يكتنف النسخة المضادة للسفن من صاروخ "فاتح-110"، الذي استخدمه الحوثيون أيضًا لضرب سفن في البحر الأحمر. وقد تكون هذه الصواريخ إما واردة بشكل كامل من إيران أو مجمعة جزئيًا في اليمن.

 

الطائرات المسيّرة
وضع الطائرات المسيّرة لدى الحوثيين مثير للاهتمام. على سبيل المثال، تشير البيانات إلى أن أنصار الله يمكنهم تصنيع طائرات "صماد-3" الهجومية أحادية الاتجاه محليًا، لكنهم لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على قطع غيار إيرانية، مثل الجيروسكوبات، ومحركات DLE-170 الصينية. أما طائرات "شاهد-131/136" و"يافا"، فمعظم مكوناتها من أصل إيراني.

 

خلاصة الدفاع إكسبريس
تشير نتائج الدراسة بوضوح إلى أن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يستخدمها الحوثيون مصدرها فعليًا من الخارج، أي من إيران، ويبدو أن هذه الشحنات تُنقل بحرًا. وبالتالي، يبدو أن قصف اليمن ليس ذا جدوى كبيرة، في حين أن استهداف طرق التهريب البحري لقطع الأسلحة سيكون خيارًا أكثر فعالية.


التعليقات