[ المهندسة لجين الوزير -صنعاء ]
وسط العاصمة اليمنية صنعاء، يبدو سطح منزل المهندسة، لجين الوزير، كمزرعة حيوانات متنوّعة، فيها الدواجن والأغنام والأرانب. تسعى لجين من خلال مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "الذهب الساري"، للحفاظ على الثروة الحيوانية من الانقراض، إضافة إلى كونها مصدر دخل لها، إذ هي تحقّق كسباً مادياً وتؤمن معيشة أسرتها منها. وتمكّنت لجين من خلق فرصة عمل تدرّ عليها المال في ظلّ سوء الأحوال الاقتصادية جرّاء الحرب المستعرة للعام السابع على التوالي.
تقول لجين الوزير لـ"العربي الجديد" إنّ حبّها للحيوانات منذ صغرها كان دافعها في دخول قسم الإنتاج الحيواني في كلية الزراعة، جامعة صنعاء. تعمّقت أكثر في التخصّص وخلال سنوات الحرب تدهورت الثروة الحيوانية في اليمن بشكل كبير، لذلك فكرت لجين بأن تسهم في وقف هذا التدهور.
وفي عام 2019، بدأت في تربية سلالة الدجاج البلدي والديك الرومي أو التركي، ومن ثم الدجاج البياض، من سلالة لوهمان الهولندية، إضافة إلى شرائها أربعاً من إناث الأغنام والماعز، بعد أن جمعت نقود أمها وأخواتها المخصّصة لكسوة العيد، وبدأت بعدها بمشروعها الصغير على سطح منزلها. وتضيف الوزير: "في عام 2020، تكاثرت الأغنام وبعتها وكانت الأرباح ممتازة، ثم اشتريت أغناماً جديدة وأصبحت حالياً أمتلك 14 رأساً من الأغنام وعشرين دجاجة بلدية وعشرين دجاجة بيّاضة، وفي عام 2021، بدأت في تربية الأرانب، وأفكر في تربية الماعز الهندي".
وتشير الوزير إلى أنّ الكثير من الناس باتوا يطلبون البيض البلدي منها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وصارت تبيع كميات كبيرة منه لأنّ الأطباء ينصحون الجرحى وأصحاب الكسور وهشاشة العظام والنساء الحوامل بتناول البيض البلدي، كما تناول لحم الدجاج البلدي لما له من فوائد صحية تساعدهم على الشفاء سريعاً. وتضيف، ازداد الطلب على البيض البلدي، خصوصاً مع انعدام وجوده في القرى. وتشير الوزير إلى أنّ مشروع الثروة الحيوانية، مشروع ناجح، فهي تحصل في اليوم الواحد على أربعين بيضة، وتبيعها في اليوم نفسه، إضافة إلى حليب الأغنام الطازج ولحم الأرانب. لقد أمّن مشروعها الصغير على سطح المنزل، دخلاً تعتاش منه مع أسرتها، وتطمح من خلاله إلى أن يكون لدى كل مواطن يمني مزرعته الخاصة على سطح منزله، "لنحقق الاكتفاء الذاتي ومن ثم نصدّر إلى بقية الدول العربية".
وعن الصعوبات التي واجهتها، تقول لجين، إن الحرب وارتفاع سعر الدولار، ضاعفا الأسعار، وباتت أسعار الأعلاف والحبوب باهظة جداً، إضافة إلى ارتفاع أسعار الدجاج والأغنام في الأسواق. وتشير إلى أنّها تعرّضت للتنمّر في بداية مشروعها من قبل زميلاتها في الجامعة، اللواتي أخبرنها أنّ ما تقوم به سيئ، وأنها فتاة مدينة وليست فتاة قرية لتقوم بتربية الحيوانات. وتضيف: "لكنني لم أستسلم وواصلت عملي ونجحت، كما عملت على توعية النساء والأسر الأكثر احتياجاً من خلال إقامة بعض الدورات التدريبية عن كيفية تربية الدواجن وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وبدأت العديد من زميلاتي في الجامعة بشراء الدجاج والأرانب، ليتمكنّ من إقامة مشاريعهنّ الخاصة بأقل تكلفة ممكنة".