تقرير: عودة مزيد السفن إلى البحر الأحمر فور التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار
يمن فيوتشر - ذا نيويورك تايمز- ترجمة ناهد عبدالعليم: السبت, 25 يناير, 2025 - 05:41 مساءً
تقرير: عودة مزيد السفن إلى البحر الأحمر فور التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار

شهدت حركة الشحن العالمية اضطرابًا مكلفًا استمر لعدة أشهر، لكنه قد يقترب من نهايته الآن بعد أن أعلن الحوثيون في اليمن عن تعليق هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ومع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتًا حتى تعود الأمور إلى طبيعتها. حيث أعلنت خطوط الشحن أنها لن تعود إلى البحر الأحمر إلا بعد التأكد من أن سفنها لن تتعرض لهجمات. وقد يستغرق هذا بعض الوقت، خاصة أن الحوثيين تعهدوا باستئناف هجماتهم في حال انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، أو إذا استُهدفوا من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة وحلفائها.
حتى في حال عودة سفن الشحن إلى البحر الأحمر، وهو الممر المائي الذي يربط بين المحيط الهندي وقناة السويس، فقد تحتاج شركات الشحن إلى وقت لإعادة ترتيب عملياتها بالكامل، بحسب ما يقول بعض المحللين.
وقد بدأت هجمات الحوثيين على السفن في أواخر عام 2023 عقب اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل. وأعلن الحوثيون في نهاية الأسبوع الماضي أنهم سيوقفون هجماتهم.
ولتجنب الطائرات المُسيّرة والصواريخ التي أطلقها الحوثيون، توقفت شركات الشحن عن المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ولجأت السفن إلى الدوران حول الطرف الجنوبي لأفريقيا للوصول إلى أوروبا من آسيا. و هذا المسار أطول بحوالي 3,500 ميل بحري ويستغرق 10 أيام إضافية مقارنة بالمرور عبر قناة السويس، مما أدى إلى ارتفاع كبير في تكاليف الشحن.

و بحسب بيان صادر عن شركة "MSC" السويسرية الكبرى للشحن: "الوضع في قناة السويس لا يزال غير مستقر، والوضع الأمني غير واضح"، و أضافت أنها ستواصل في الوقت الراهن استخدام المسار الأطول.
و من جهتها، قالت شركة "ميرسك" الدنماركية العملاقة للشحن إنها ستبدأ باستخدام البحر الأحمر عندما يصبح المرور آمنًا. وأضافت الشركة في رسالة بريد إلكتروني: "ما زال من المبكر التكهّن بشأن التوقيت، لكن هذه التطورات تمثل خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح".
ويرى المحللون أن هذا الحذر مبرر.

وقال (غريغ ميلر)، كبير مراسلي الشؤون البحرية في "لويدز ليست"، وهي نشرة تجارية متخصصة: "لن ترغب شركات الشحن في إعادة تحويل جميع خدماتها إلى قناة السويس فقط لتكتشف لاحقًا أنها غير آمنة، مما يجبرها على تغيير عملياتها مرة أخرى".
فقد كانت تحويلات السفن من بين أكبر الاضطرابات في قطاع الشحن مؤخرًا. ووفقًا للأمم المتحدة، كانت قناة السويس قبل هجمات الحوثيين تمرر 10% من التجارة العالمية وأكثر من خمس الشحنات البحرية للحاويات.
ووفقًا لمنظمة بيانات مواقع النزاعات والأحداث المسلحة (ACLED)، نفذ الحوثيون حوالي 130 هجومًا على سفن تجارية.
وبينما استمرت بعض السفن التجارية في استخدام البحر الأحمر، إلا أن الغالبية تجنبت الممر. وقد أرسلت شركة الخدمات اللوجستية الفرنسية "CMA CGM" معظم سفنها حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، لكنها حافظت على خدمة أسبوعية عبر البحر الأحمر وقناة السويس. نتيجة لذلك، قال المحللون إن "CMA CGM" قد تكون أول شركة خطوط حاويات تعود إلى المسار بشكل جاد.

و قالت شركة "CMA CGM" في بيان: "تتابع الشركة عن كثب التطورات الجارية في المنطقة وتأمل في عودة الاستقرار والأمان للجميع".
ونظرًا لأن الإبحار حول أفريقيا يستغرق وقتًا أطول، لجأت خطوط الشحن إلى إضافة المزيد من السفن والرحلات لضمان وصول البضائع إلى العملاء في الوقت المحدد بعد التكيف الأولي. ومن حسن الحظ، كانت الشركات قد طلبت عدداً كبيراً من السفن الجديدة في عامي 2021 و2022، حين كانت تجني أرباحاً كبيرة من طفرة التجارة التي سببتها جائحة كورونا. ومع تزايد الطلب على هذه السفن الجديدة، ارتفعت أسعار الشحن.
أما الآن، فقد تواجه شركات الشحن فائضاً في عدد السفن، حيث يمكن لكل سفينة إكمال رحلاتها بسرعة أكبر، ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الشحن.
 و وفقاً لمنصة "Freightos" الرقمية المتخصصة في سوق الشحن، انخفض متوسط تكلفة شحن الحاوية بنسبة 30% مقارنة بذروة الأسعار في العام الماضي، ولكنه لا يزال أعلى بنسبة تقارب 200% مما كان عليه قبل بدء الهجمات.
ويرى بعض المحللين أن انتقال السفن من الطريق الأطول إلى الطريق الأقصر قد يؤدي إلى اختناقات في بعض المناطق.
حيث قال (سالفاتوري ميركوجليانو)، المؤرخ البحري وأستاذ مشارك في جامعة كامبل في نورث كارولينا: "سنواجه وجود عدد كبير جداً من السفن في البحر في الوقت ذاته. وستفضل تلك السفن التوجه إلى الموانئ والانتظار هناك، مما سيؤدي إلى ازدحام في الموانئ".
لكن آخرين أكدوا أن قطاع الشحن سيتكيف مع الوضع.
وقال السيد ميلر من "لويدز ليست": "مع العودة إلى طريق قناة السويس، أتيحت لخطوط الشحن الوقت الكافي للتخطيط للتغيير، لذا من المفترض أن تكون أي اضطرابات انتقالية محدودة ويمكن إدارتها".
كما ستشكل زيادة حركة السفن عبر قناة السويس انفراجة مرحبًا بها للشركات التي عانت من التأخيرات وارتفاع تكاليف الشحن على مدار خمس سنوات. بالإضافة إلى هجمات الحوثيين، تعرض قطاع الشحن لاضطرابات بسبب طفرة التجارة أثناء الجائحة، وتقليل عمليات العبور في قناة بنما، والاضطرابات العمالية في الموانئ الواقعة على الساحلين الشرقي والخليجي للولايات المتحدة.
وقد تلوح تحديات أخرى في الأفق. حيث أشار السيد (ميركوجليانو) إلى أن تهديد الرئيس ترامب بفرض تعريفات جمركية قد يدفع الشركات الأمريكية إلى طلب المزيد من الأجزاء والبضائع الأجنبية قبل تطبيق الرسوم الجديدة، مما قد يؤدي إلى ازدحام الموانئ بالحاويات واستمرار ارتفاع تكاليف الشحن. وقال: "الوضع الحالي يشهد الكثير من التقلبات".

لقراءة المادة من موقعها الاصلي على هذا الرابط:

https://www.nytimes.com/2025/01/24/business/shipping-red-sea-houthis.html


التعليقات