تقرير: الحوثيون يزعمون استهداف مطار بن غوريون عقب ضربات إسرائيلية على صنعاء
يمن فيوتشر - الغارديان- ترجمة ناهد عبدالعليم الجمعة, 27 ديسمبر, 2024 - 08:53 مساءً
تقرير: الحوثيون يزعمون استهداف مطار بن غوريون عقب ضربات إسرائيلية على صنعاء

أعلن الحوثيون في اليمن أنهم ردّوا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء فجر الجمعة بإطلاق صاروخ على مطار بن غوريون الإسرائيلي وهجوم بطائرةٍ مسيّرة على تل أبيب.
وأعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها اعترضت الصاروخ الباليستي قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، فيما طُلب من السكان في وسط البلاد التوجه إلى الملاجئ خوفاً من تساقط الحطام. ولم تُسجل أي تقارير عن طائرات مسيّرة معادية فوق تل أبيب.
و جاء هذا التصعيد في سياق سلسلة من الضربات المتبادلة. وكانت الغارات الإسرائيلية يوم الخميس ردًا على إطلاق الحوثيين صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل، الأربعاء. 
وقد بدأ الحوثيون في شنّ هجمات تستهدف إسرائيل والشحن البحري الإسرائيلي مع بداية الحرب في غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قائلين إنهم يتحركون تضامنًا مع الفلسطينيين.
وأصدر الحوثيون بيانًا يوم الجمعة أكدوا فيه أن الضربات الإسرائيلية "لن تزيد الشعب اليمني العظيم إلا عزيمة وإصرارًا على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني."
و من جهته، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمواصلة الضربات الإسرائيلية على اليمن، مؤكدًا أن هدف إسرائيل في اليمن هو القضاء على التهديد الحوثي الذي وصفه بأنه "كيان إرهابي في محور الشر الإيراني."
وقال نتنياهو: "سنستمر حتى نكمل المهمة."
وأشرف نتنياهو ووزير دفاعه، يوآف غالانت، على الضربات الإسرائيلية على اليمن يوم الخميس من مركز قيادة القوات الجوية. ووفقًا لتقارير صحفية إسرائيلية، شاركت 25 طائرة مقاتلة في طلعاتٍ جوية على مسافة 2000 كيلومتر استهدفت عدة مواقع في اليمن. وكان الهدف الرئيسي مطار صنعاء الدولي، حيث أدت الهجمات إلى تدمير الجزء العلوي من برج المراقبة وتحطيم نوافذ مباني المحطة. وذكرت سلطات المطار أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 20 آخرين.
و ذكرت إسرائيل في بيانٍ لها أن القوات الجوية استهدفت أيضًا محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء يوم الخميس، بالإضافة إلى ميناء الحديدة ومحطة نفطية ومحطة كهرباء في محيط المدينة. وادعت أن هذه المنشآت تُستخدم "لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة ولتسهيل دخول مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى." وأفادت وسائل الإعلام الحوثية أن الغارات أسفرت عن مقتل ستة أشخاص إجمالاً.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد العملية: "كما قلنا، من يهاجم إسرائيل سنهاجمه. سنطارد جميع قادة الحوثيين وسنضرب معاقلهم كما فعلنا في أماكن أخرى."
وكان مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، موجودًا في مطار صنعاء ينتظر مغادرة الطائرة عندما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضرباتها يوم الخميس. وأصيب أحد أفراد طاقم طائرته خلال الهجوم.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس: "عندما وقعت الهجمات على مطار صنعاء، كان [تيدروس] وعدد من زملائه في الأمم المتحدة يقومون بختم جوازات سفرهم قبل التوجه إلى طائرة الأمم المتحدة." وأضافت: "تم إجلاؤهم من قبل فريق الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مركبات تحمل علامات الأمم المتحدة للاحتماء. وبقوا في المركبات حتى توقف القصف، وبعد ذلك غادر فريق الأمم المتحدة المطار إلى مكان أكثر أمانًا."

و تيدروس، الذي كان في اليمن للتفاوض بشأن إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المحتجزين وتقييم الوضع الإنساني، قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة إن عضو الطاقم الذي أصيب قد خضع لعملية جراحية وتم إجلاؤه.
وأضاف تيدروس أن وفده سافر مع المصاب على متن طائرة خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة من صنعاء إلى الأردن، حيث سيخضع لمزيد من العلاج الطبي.

من جهته، قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية، اللواء (تومر بار)، إن إسرائيل استخدمت حتى الآن جزءًا صغيرًا فقط من قوتها العسكرية ضد الحوثيين. وأضاف بار: "نحن قادرون على القيام بالمزيد."
وأشار محللون عسكريون في إسرائيل إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواجه صعوبة أكبر في التعامل مع عدو بعيد مثل الحوثيين مقارنة بالقضاء على قيادة حماس في غزة أو حزب الله في لبنان.
وكتب المعلق العسكري، يوسي يهوشواع، في صحيفة يديعوت أحرونوت: "في غزة، التي تبعد ساعتين بالسيارة -بدون ازدحام مروري- من مكتب الوزير في الكرياه [مقر وزارة الدفاع] في تل أبيب، استغرق الأمر وقتًا طويلًا للوصول إلى قادة حماس. وفي الشمال، تم جمع معلومات استخباراتية بشكل منهجي لتنفيذ عمليات اغتيال قيادة حزب الله العليا عندما صدر الأمر أخيرًا. على الرغم من ان اغتيال قادة إرهابيين متمرسين يعرفون كيف يختبئون في بلد بعيد وفوضوي ليس بالأمر السهل."

و لا يزال الجيش الإسرائيلي يقاتل حركة حماس وسط أنقاض غزة بعد ما يقرب من 15 شهرًا على غزوه للقطاع في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ردًا على هجوم حماس المفاجئ على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1,200 إسرائيلي. ويُقدَّر عدد القتلى في غزة بأكثر من 45,000 شخص.
و يوم الجمعة، دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان، أحد آخر المرافق الطبية العاملة في غزة، وأمرت جميع من بداخله بالخروج إلى ساحة المستشفى ومدرسة مجاورة، حيث بدأوا بتفتيش المرضى والطاقم الطبي، وفقًا لشهادات شهود عيان.
أما الآمال في تحقيق وقف لإطلاق النار قبل مغادرة إدارة بايدن للسلطة في الولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني، فلم تتحقق بعد، فيما يزداد الشتاء قسوة في القطاع. وتم الإبلاغ عن عدة وفيات بسبب البرد، بما في ذلك وفاة ممرض من المستشفى الأوروبي في جنوب القطاع. وعُثر عليه صباح الجمعة متوفًى داخل خيمته في منطقة المواصي غرب خان يونس.


التعليقات