أثينا: قائد القوات البحرية الأوروبية يقول إن الإدارة الصحيحة يمكن أن تعيد حركة الشحن إلى البحر الأحمر
يمن فيوتشر - لويدز ليست- ترجمة ناهد عبدالعليم: الخميس, 05 ديسمبر, 2024 - 05:19 مساءً
أثينا: قائد القوات البحرية الأوروبية يقول إن الإدارة الصحيحة يمكن أن تعيد حركة الشحن إلى البحر الأحمر

تعاني المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي لحماية السفن في البحر الأحمر " اسبيدس" بفعل هجمات الحوثيين، من نقص في الموارد وتواجه معركة علاقات عامة، ومع ذلك، يؤكد الأميرال الخلفي المشرف على هذه المهمة غير المسبوقة أنه مع الإدارة الصحيحة للمخاطر، يمكن أن تعود ما لا يقل عن 15% من السفن بأمان إلى البحر الأحمر على الفور.
و وفقًا لقائد القوات البحرية الأوروبية المسؤول عن حماية السفن من هجمات الحوثيين، فإن ما لا يقل عن 15% من السفن التي تعيد توجيه مسارها حاليًا حول رأس الرجاء الصالح يمكن أن تعود إلى البحر الأحمر بأمان مع تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى.
وبالرغم من إقرار الأميرال الخلفي (فاسيليوس غريباريس)، قائد عملية أسبيدس للقوات البحرية الأوروبية، بأن السفن الثلاث الموجودة تحت قيادته غير كافية لتوفير الحماية لجميع السفن، إلا أنه يرى أن اتخاذ تدابير إدارة المخاطر الأساسية من قبل بعض مالكي السفن يمكن أن يكون كافيًا لتجنب التعرض للهجوم.
وقال غريباريس، في حديثه إلى "لويدز ليست" في لندن قبيل اجتماعاته مع قادة القطاع البحري والمنظمة البحرية الدولية "لا يمكننا حماية الجميع؛ نحن نمتلك فقط ثلاث سفن".
أضاف"ينبغي على الرؤساء التنفيذيين لشركات الشحن إجراء تحليل مخاطر خاص بهم قبل اتخاذ قرار بمواصلة تحويل جميع سفنهم حول رأس الرجاء الصالح، لأن هناك العديد من السفن التي لا تُدرج فعليًا ضمن قائمة التهديدات. وبالنسبة لأولئك الذين ليست لديهم علاقات مع الأميركيين أو البريطانيين أو الإسرائيليين، هناك عدد كبير من السفن التي يمكنها العبور دون أن تتعرض لأذى."
وتابع غريباريس "أعتقد أن 15% إضافية من السفن يمكنها العودة بأمان الآن".
كما أوصى الأميرال غريباريس باستخدام مزيج من إيقاف أنظمة التعريف التلقائي (AIS) والإبحار ليلاً عندما تتراجع قدرة الحوثيين على الاستهداف البصري.
و تم إطلاق عملية "أسبيدس" في فبراير/ شباط الماضي بعد أن مُنح غريباريس أربعة أيام فقط لوضع الاستراتيجية التشغيلية لهذه العملية البحرية غير المسبوقة للاتحاد الأوروبي، والتي عانت منذ اليوم الأول من صعوبة الحصول على الدعم اللازم من الحكومات.
و في تقييمه الأولي، أوضح غريباريس أنه يحتاج إلى حد أدنى من 10 سفن بحرية، ستة منها يجب أن تكون متمركزة في البحر الأحمر، إلى جانب دعم جوي واسع النطاق.
لكن بعد مرور تسعة أشهر على إطلاق العملية، لم يتجاوز عدد السفن البحرية في "أسبيدس" متوسط ثلاث سفن، دون توفر أي دعم جوي.
أما الأسطول الحالي، الذي يتكون من ثلاث سفن قدمتها إيطاليا وفرنسا واليونان، فإن الفرقاطة اليونانية من بين هذه السفن يزيد عمرها على 25 عامًا وتعمل بتكنولوجيا محدودة وقديمة.
ويشمل نطاق العمليات الذي من المفترض أن تغطيه عملية "أسبيدس" كامل البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، ومضيق هرمز، والخليج العربي، وجزءًا كبيرًا من شمال غرب المحيط الهندي.
وقال غريباريس "لست ساحرًا. أعطوني الأدوات، وسأوفر لكم النتائج، ولكن ما حققناه بما هو متاح لنا يعد إنجازًا استثنائيًا".


•الحماية المباشرة محدودة:
وفرت عملية "أسبيدس" 305 عمليات حماية مباشرة للسفن منذ إطلاقها، وساهمت في "تسهيل" عبور ما لا يقل عن 480 سفينة إضافية. ومع ذلك، فإن عرض الحماية المباشرة يظل محدودًا ولا يُخصص إلا للسفن ذات المخاطر الأعلى. و حتى في هذه الحالات، يبلغ متوسط عمليات العبور المحمية عبر منطقة الخطر عملية واحدة فقط يوميًا.
و تُتخذ قرارات تخصيص الحماية المباشرة بناءً على تقييم يومي للمخاطر، حيث يجب مراعاة التكاليف بقدر أهمية التهديدات المحتملة.
وقال أحد المسؤولين:
"بعض هذه الصواريخ تكلف الملايين. وعلينا التفكير في ذلك، أي كم عدد الصواريخ التي نطلقها، وأين وكيف يمكننا استبدالها.  فلا يمكنك ببساطة الذهاب إلى السوبرماركت للحصول على هذه المعدات، حيث تقع مسؤولية التمويل مباشرة على عاتق الدول التي توفر السفن".
و من بين السفن التي استفادت من خدمات الحماية المباشرة، 75% منها كانت مرتبطة بدول الاتحاد الأوروبي من خلال الملكية، ولكن العديد منها ترفع أعلام دول غير أوروبية.
ورغم أن دور غريباريس استراتيجي من الناحية التشغيلية، إلا أنه يجد نفسه في جولة مستمرة لتعزيز الوعي بما تقوم به عملية "أسبيدس"، بهدف الحصول على الدعم السياسي اللازم للحفاظ على كفاءة العمليات.
و هذه العملية لا تقتصر على التغلب على التحديات السياسية الأوروبية فقط. فعلى الرغم من أن "أسبيدس" تعمل ظاهريًا في نفس المسرح العملياتي مع قوات بحرية غربية أخرى، إلا أن تفويض القوات البحرية الأوروبية يظل دفاعيًا بحتًا ويركز على تهدئة التوترات.


•تمييز عملية "أسبيدس" عن العمليات الهجومية بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة:
أقر الأميرال غريباريس بأن التمييز بين عملية "أسبيدس" والضربات الهجومية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد منشآت الحوثيين خلال العام الماضي قد تسبب في مشكلات ثقة مع الدول الإقليمية. ومع ذلك، أكد أن هناك الآن على الأقل تفهمًا بأن "أسبيدس" موجودة للدفاع والمساعدة.
كما يسعى غريباريس إلى إشراك جهات فاعلة غير أوروبية، حيث التقى مؤخرًا بالبحرية الهندية لاستطلاع دعمها للانضمام كشريك.
وقال"رسالتي للقطاع البحري هي أن يعودوا إلى بلدانهم ويزيدوا الضغط لدفع المزيد من الدول للمشاركة في عملية أسبيدس".


•فهم تهديد الحوثيين هو أساس التخفيف من المخاطر:
في غضون ذلك، أكد غريباريس أن التخفيف الأكثر فاعلية للمخاطر يعتمد على فهم طبيعة تهديد الحوثيين.
وقال "الخوف هو السلاح الأكثر فاعلية لدى الحوثيين".
وأشار إلى أن دقة هجمات الحوثيين لا تتجاوز 7%، وأن اتخاذ تدابير أساسية لإدارة المخاطر يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية تعرض السفن للهجوم.
وأضاف غريباريس أن قطاع الشحن لا يزال مرئيًا بشكل مفرط لاستهداف الحوثيين، مشيرًا إلى أن وفرة البيانات المجانية وغير الدقيقة حول ملكية السفن هي نقطة ضعف يجب أن يركز عليها القطاع.
وقال: "هذه هي نقطة الضعف في الحضارة الغربية، لأن جميع هذه الشركات تترك بصمة إلكترونية ملحوظة للغاية، والحوثيون يحصلون على كل ما يحتاجونه مجانًا".


•توصيات تشغيلية للسفن:
عند الحديث عن تتبع السفن فعليًا، أوصت "أسبيدس" بأن تقوم السفن بإيقاف تشغيل أنظمة التعريف التلقائي (AIS) قبل 70 ساعة على الأقل من دخول المناطق عالية الخطورة، مع تغيير مسارها وسرعتها بانتظام.
و بحسب معلومات استخباراتية من "أسبيدس"، فإن أنظمة الاستهداف والأسلحة لدى الحوثيين قد تحسنت بشكل كبير خلال العام الماضي. ومع ذلك، فإن الاستهداف الدقيق باستخدام الزوارق الهجومية غير المأهولة والطائرات المسيّرة يعتمد بشكل كبير على الصيادين كمراقبين وخط رؤية مباشر من مشغليها. وأشارت المعلومات إلى أن تنفيذ العمليات الليلية صعب للغاية بالنسبة للحوثيين بسبب عدم امتلاكهم لكاميرات الرؤية الليلية حاليًا.
و بينما يؤكد الأميرال غريباريس أن النتائج تتحدث عن نفسها (إذ لم يتم استهداف أي سفينة قامت بإيقاف أنظمة التعريف التلقائي (AIS) بنجاح، وفقًا للقوات البحرية الأوروبية "EU Navfor")، لا تزال غالبية السفن العابرة للمناطق الأكثر خطورة تُبحر مع تفعيل أنظمة AIS الخاصة بها. بل على العكس، يتم استخدام نظام AIS بشكل أكبر. ووفقاً لبيانات لويدز ليست انتيلجينس، فإن 5% فقط من إجمالي عمليات العبور تمت مع تعطيل نظام AIS في أكتوبر، مقارنة بـ7% في أبريل/ نيسان.
تختلف النصائح المقدمة للقطاع البحري بشأن تشغيل أنظمة AIS.
و ذكرت كل من الإدارة البحرية الأمريكية (US Maritime Administration) ومركز المعلومات البحرية المشترك (Joint Maritime Information Centre) أن تشغيل نظام AIS في مناطق تهديد الحوثيين أو بالقرب منها يزيد من المخاطر على السفن، حيث يساعد ذلك الحوثيين في استهدافها.
و في المقابل، يرى البعض أن الحوثيين قد يكونون قادرين على استهداف السفن التي لا تبث إشارات AIS، ويشيرون إلى أن السفن التي تُعطل هذه الأنظمة قد يصعب تحديد موقعها في حالة وقوع حادث.
و في النهاية، يبقى قرار الإبحار عبر باب المندب والبحر الأحمر مع تشغيل أو إيقاف نظام AIS بيد ربان السفينة.


التعليقات