تقرير: السلحفاة البحرية "بهيني" تزور اليمن وجيبوتي بعد 18 الف كيلومتر
يمن فيوتشر - Aquareuim- ترجمة ناهد عبدالعليم الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 - 06:40 مساءً
تقرير: السلحفاة البحرية

كان العديد من أفراد مجتمعنا المتابعين للسلحفاة بهيني يتابعون بشغف التحديثات المثيرة لتتبع رحلته، وهو سلحفاة خضراء خضعت لأكثر من عام من التأهيل في مركز لحماية السلاحف.
و قد تم إنقاذ بهيني في ديسمبر/ كانون الأول 2022 وهو يُعاني من عدوى نشطة على درعه العلوي (الصدفة). وبفضل الرعاية الطبية الضرورية والراحة والعلاج، أُعيد إلى المياه النقية في محمية دي هووب الطبيعية بعد عامٍ كامل، ومنذ ذلك الحين، صنع بهيني الأمواج، وأثبت نفسه كرحّالةٍ عالمي!

ولمزيد من التفاصيل سنستمع لـ (تاليثا نوبل ترول)، مديرة مركز حماية السلاحف:
قبل 344 يومًا فقط، تم إطلاق بهيني في محمية دي هووب الطبيعية، وكانت تحركاته منذ ذلك الحين مذهلة بكل المقاييس.
و في الأيام الأولى، أمضى بهيني وقته في استكشاف المياه الساحلية الضحلة المليئة بالطحالب في المنطقة البحرية المحمية التابعة لمحمية دي هووب. لكن هذا لم يدُم طويلاً، إذ انطلق في مغامرةٍ كبيرة. و بدأ بالتحرك مع التيارات البحرية، حيث يرتد تيار أجولهاس (يتراجع) في جنوب شرق المحيط الأطلسي قرب كيب تاون. ثم تابع بهيني تيار أجولهاس شرقًا قبل أن يتجه شمالاً إلى المحيط الهندي عبر خط التلال الهندي الجنوبي الغربي.
مؤخرًا، سافر بهيني غربًا باتجاه الساحل الصومالي، حيث قضى بعض الوقت في دواماتٍ صومالية بحرية عميقة! و نحن نعلم أن التيار الصومالي هو تيار محيطي بارد يتميز بنظام صعود مياهٍ غني جدًا بالعناصر الغذائية، مما يجعل هذه المياه وفيرة بالمغذيات. ويبدو أن بهيني استمتع بوجباتٍ شهية في هذه الدوامات!
و بعد فترةٍ وجيزة، التقط بهيني التيار المتجه شمالاً نحو بحر العرب، مروراً بجزيرة سقطرى، إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو والمشهورة بتنوعها البيولوجي ووفرة أنواعها المستوطنة. و وصل بهيني إلى المياه اليمنية وتابع السباحة على طول هذا الساحل شرقاً لمدة أسبوعين تقريباً. بعد ذلك، غير اتجاهه وسبح عبر خليج عدن باتجاه جيبوتي، حيث يبدو الآن أنه يستكشف الساحل الشمالي لهذا البلد الواقع جنوب الصحراء الكبرى.
و حتى الآن، قطع بهيني مسافة 18,000 كيلومتر بمتوسط يزيد قليلاً عن 52 كيلومترًا يومياً!

لنتعرف قليلاً على السلاحف البحرية في اليمن وجيبوتي:
ثلاثة من أصل سبعة أنواع من السلاحف البحرية تعشش على طول الساحل اليمني والجزر المجاورة، وهي: السلاحف ضخمة الرأس، والسلاحف الخضراء، وسلاحف منقار الصقر. و تُعد جزيرة سقطرى موقعًا رئيسيًا لتعشيش السلاحف ضخمة الرأس، بينما تعشش السلاحف الخضراء بشكل رئيسي على الساحل اليمني.
و أثناء رحلة بيني شرقًا على طول الساحل اليمني، مر بالقرب من بعض المواقع الرئيسية لتعشيش السلاحف الخضراء. و يحدث تعشيش السلاحف الخضراء على مدار العام على هذا الساحل، مع ذروة موسم التعشيش بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول. و يتم وضع أكثر من 1,000 عش على الساحل اليمني كل عام، أما جيبوتي، فتمتلك بعض مواقع التعشيش للسلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر، لكن للأسف، تفتقر المنطقة إلى بيانات كافية. حيث تشير آخر الإحصائيات من عام 2003 إلى وجود حوالي 100 سلحفاة تعشش سنويًا.
و من حيث البيئة، تُعد هذه المنطقة مثالية للسلاحف الخضراء. فهي غنية بمروج الأعشاب البحرية في المناطق بين المد والجزر وتحت الماء، والتي تُعتبر الغذاء المفضل للسلاحف الخضراء النباتية، مع تمتعها بمياه دافئة تبلغ حرارتها 30 درجة مئوية. ومع ذلك، تواجه السلاحف في هذه المنطقة تهديدات عديدة، أبرزها أنشطة الصيد حيث يمكن أن تقع كصيد عرضي. أما السلاحف التي تعشش، فإن الصيد الجائر يشكل التهديد الأكبر لها.
وقد كان فريقنا في مركز حماية السلاحف متحمسًا لمعرفة المزيد عن تتبع السلاحف في هذه المنطقة. فهذه فرصة فريدة لا تتيح لنا فقط التعرف بشكل أعمق على البيئة التي وجد بهيني نفسه فيها، ولكنها تساعدنا أيضًا على توسيع منظورنا للحصول على رؤية شاملة على المستوى العالمي.

"للتعرف أكثر على مسارات السلاحف في هذه المنطقة والحصول على رؤية عالمية شاملة وفريدة، قمنا بسؤال صوفي بوديل من شركة CLS، الجهة المسؤولة عن خدمات أرجوس، لتخبرنا المزيد.

و تُقدم خدمات أرجوس من CLS حلولًا ذكية للحفاظ على البيئة باستخدام أحدث التقنيات مثل تحديد المواقع وجمع البيانات في الوقت الفعلي عبر الاتصال العالمي لشبكة كينيس، إلى جانب الوصول إلى بيانات مراقبة الأرض والذكاء الاصطناعي. و تُستخدم خدمات أرجوس في جميع أنحاء العالم لمراقبة الحياة البرية، وبفضل لوحات القيادة المصممة حسب الطلب، يمكن للمستخدمين تتبع هجرات الحيوانات والوصول إلى بيانات المحيطات والطقس والبيئة في مكان واحد. كما تُعد خدمات أرجوس متاحة عالميًا لمجموعة متنوعة من التطبيقات البيئية والعلمية.


التعليقات