استأنف الحوثيون في اليمن هجماتهم، معلنين عن هجماتٍ جديدة على ثلاث سفن يوم الاثنين، اثنتان في بحر العرب وثالثة في البحر الأحمر.
وفي الهجمات الأخيرة، زعمت الجماعة أن السفن كانت متجهة إلى موانئ في إسرائيل. وكانت السفن الثلاث مسجلة في ليبيريا، و إحداها متجهة إلى شنغهاي وفقًا لرويترز، التي استشهدت ببيانات مجموعة بورصة لندن.
وكانت إحدى السفن الثلاث التي تعرضت للهجوم، وهي إس سي مونتريل، في طريقها أيضًا إلى صلالة، عُمان، قادمة من سيشيل. و غادرت سفينة أخرى صلالة و هي ميرسك كولون.
وقد شنت الجماعة المدعومة من إيران عددًا أقل من الهجمات على السفن منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول تقريبًا، عندما شنت هجومًا مشتبهًا به بطائرة مُسيّرة على سفينة، وفقًا للبيانات التي جمعها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط.
و منذ ذلك الحين وقعت عدة حوادث، بما في ذلك اقتراب قوارب صغيرة من النوع الذي يستخدمه الحوثيون، حسبما تقول عمليات التجارة البحرية البريطانية التي تقوم بالتنسيق بين السفن التجارية والقوات العسكرية في المنطقة.
ويدعي الحوثيون أنهم يهاجمون السفن التي لها صلات بإسرائيل ومؤيديها، كجزء من حملة الضغط التي يقومون بها بشأن الحرب في غزة. لكن معظم السفن المستهدفة ليس لها أي صلة بإسرائيل أو بالصراع، وقد أدت حملتهم إلى تعطيل المساعدات الغذائية لبعض أفقر دول العالم - بما في ذلك اليمن.
وكانت الهجمات المسجلة على الشحن البحري في سبتمبر/ أيلول منخفضة، وفقًا لمنظمة Acled، وهي منظمة لمراقبة الصراعات تقوم أيضًا بجمع بيانات الهجوم.
وقال أحد المصادر التي تتابع الأزمة عن كثب لصحيفة ذا ناشيونال إن الهجمات انخفضت إلى ثلاث شهريًا في شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول. ويتناقض هذا بشكل كبير مع بداية حملة الجماعة في نوڤمبر/ تشرين الثاني، والتي تضمنت عملية بطائرة هليكوبتر للاستيلاء على سفينة شحن وطاقمها، غالاكسي ليدر، وموجات من الهجمات بطائرات مُسيّرة والهجمات الصاروخية، والتي شملت العديد منها 20 طائرة مُسيّرة أو أكثر.
وعلى النقيض من ذلك، أشار (مايكل نايتس) من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى كيف أكملت الجماعة 11 هجومًا ضد الشحن في أغسطس/ آب. وحذر من أنه في الشهر الماضي، لا تزال الجماعة قادرة على إطلاق وابل من الصواريخ - في حادث واحد استهدف سفينة حربية أمريكية في 27 سبتمبر/ أيلول.
ويختلف الخبراء حول سبب ارتفاع وهبوط هجمات الجماعة، حيث تشير نظريات مختلفة إلى نقص في الذخائر، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة، أو ضعف التنسيق مع داعميهم الإيرانيين، الذين قدموا في السابق معلومات استخباراتية إلى الجماعة حول السفن التي يجب استهدافها باستخدام " سفينة تجسس” في البحر الأحمر.
وحذر السيد نايتس، في تقرير حديث، من أن الجماعة لا تزال لديها قنوات إمداد بحرية من إيران، ويقول إن الجماعة من المرجح أن تستمر في شن هجمات على الرغم من النكسات.
كما أن الهجومين الإسرائيليين دمرا البنية التحتية للنفط والطاقة في الحديدة، وغارة جوية أمريكية ضخمة مؤخرًا على مخزن أسلحة تحت الأرض، و هذه الضربات ربما هزت الجماعة أيضًا.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين لصحيفة ذا ناشيونال: "من الواضح أن قيادة الحوثيين تشعر بالقلق من استهدافها، ويبدو أنها معزولة بشكل متزايد في عملية صنع القرار. وقد أوضحت إسرائيل والغرب عواقب استهداف المدنيين والشحن البحري بشكل واضح للغاية".
وقال المصدر "الحوثيون يحاولون يائسين صرف انتباه السكان عن تكاليف خوض حرب خارجية. فقد تعرض ميناء الحديدة لأضرار جسيمة في الجولة الأخيرة من القتال مع إسرائيل. و هناك مؤشرات على توتر العلاقات".
وقال الدبلوماسي إن الحوثيين يفرضون إجراءات صارمة بشكل متزايد على السكان، ويمارسون "قمعًا شديدًا" على أي شخص متهم بالاحتفال بيوم استقلال اليمن الشمالي عام 1962، والذي تم الاحتفال به قبل سيطرة الجماعة على جزء كبير من شمال البلاد.
و أضاف: "هناك أيضًا دعم قليل للمراسيم الجديدة التي تقيد حفلات الزفاف. وعلى الرغم من وجود لعبة جيدة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا إن قيادة الحوثيين تبدو يائسة بشكل متزايد، وتحت الضغط وليس لها نهاية".
• ضربة قاذفة أمريكية ثقيلة:
وفي غياب معلومات الاستهداف، تم استهداف العديد من السفن التي لا علاقة لها بإسرائيل، وبعض السفن المرتبطة بدول متعاطفة، مثل روسيا.
وسواء كان النقص في الذخائر أو التغيير في التكتيكات هو المسؤول عن تراجع الهجمات لمدة ثلاثة أشهر، فإن الضربات الجوية الأمريكية المكثفة على الجماعة في 18 أكتوبر/تشرين الأول كان من الممكن أن تغير عملياتها بشكل أكبر.
وقد أصابت الضربات ضد المجموعة باستخدام قاذفات B-2 "خمسة مواقع محصنة لتخزين الأسلحة تحت الأرض"، وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية. وكانت الضربات، التي استخدمت فيها قنابل قوية "خارقة للتحصينات" يبلغ وزنها 1360 كيلوغرامًا، أقوى بكثير من الضربات الأمريكية السابقة على المجموعة، والتي شملت طائرات وحاملة طائرات وصواريخ كروز.
وقال الحوثيون في اليمن إنهم سيواصلون هذه الأعمال حتى توقف إسرائيل هجومها على غزة ولبنان. وهذا يشكل مخاطر كبيرة على الشحن التجاري في المنطقة، وهو طريق حاسم للتجارة العالمية يربط البحر الأحمر بخليج عدن.