اليمن: التمويل الدولي يكشف زيف الذرائع التي ساقتها جماعة الحوثي في اختطاف التربويين بصنعاء
يمن فيوتشر - ازهار فؤاد الجمعة, 13 سبتمبر, 2024 - 07:03 مساءً
اليمن: التمويل الدولي يكشف زيف الذرائع التي ساقتها جماعة الحوثي في اختطاف التربويين بصنعاء

لا يزال الخبير والمدرب بوزارة التربية والتعليم، مجيب المخلافي، قابعًا في سجون الحوثيين بصنعاء منذ قرابة عام، بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية.

والتهمة الملفقة على خلفية مشاركته إعداد بعض الأدلة التدريبية الممولة من البنك الدولي ومنظمات أخرى، فيما تواصل الجماعة الدينية تنفيذ البرامج التدريبية عينها الممولة من ذات الجهات.

اختُطف المخلافي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما كان في طريقه إلى محافظة إب مع زميله صبري الحكيمي، الذي قضى تحت التعذيب بعد ستة أشهر من اختطافه، كما طالت الاختطافات شخصيات تربوية بارزة: محمد المخلافي، عامر الأغبري وشايف الهمداني، الذين اتهموا بالعمل لصالح جهات خارجية والتجسس.

في الأشهر الأخيرة، بثت جماعة الحوثي عبر قنواتها الإعلامية مقاطع فيديو تظهر اعترافات المختطفين بتنفيذ "أجندات أمريكية" تستهدف التعليم في اليمن وتغيير المناهج الدراسية بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية. 

وظهر عامر الأغبري في أحد التسجيلات يتحدث عن عمله في مشاريع تمولها الوكالة الأمريكية، زاعمًا، تحت الإكراه، "نشر الفساد الأخلاقي في المجتمع".

وفي تسجيل آخر، تحدث محمد المخلافي عن "الأهداف الخفية" لمشروع "منهج القراءة المبكر"، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية ومنظمة "كرييتف".

وسخر ناشطون وحقوقيون من الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب والإكراه، وفق ما أكدوا، حيث تسعى الجماعة المدعومة إيرانيًا لتبرير اختطافها المروع للتربويين.

 

ويستمر الحوثيون، في منحى متناقض، بتنفيذ البرامج نفسها، الهادفة، حد زعمهم، إلى "تدمير التعليم ونشر الفساد الأخلاقي"، بتمويل من الجهات ذاتها المتهمة من قبلهم بخدمة أجندات تجسسية غربية. 

وفقًا لمصادر في وزارة التربية والتعليم، لا علاقة للمختطفين بإقرار أو اعتماد أي من البرامج، الخاضع اعتمادها في الأساس للوزير والوكلاء.

 

وترى مصادر حقوقية من جهتها أن حملة الاختطافات ممنهجة لتصفية العقول اليمنية، بهدف إجبار المتبقي منها على الهجرة، مشيرة إلى دوافع سياسية وانتقامية بحق التربويين، بعد رفضهم تعديلات الجماعة الشيعية للمناهج التي باتت تكرس الطائفية والانقسام.

وفي السياق، أشارت تقارير إلى تنفيذ وزارة التربية والتعليم التابعة للحوثيين دورات تدريبية ممولة من البنك الدولي والشراكة العالمية للتعليم التابعة لليونيسيف، وهي البرامج ذاتها التي كان يديرها الخبير التربوي عامر الأغبري.

ووفقًا للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، أفادت عائلة الأغبري أن الخلاف بينه والحوثيين كان خلافًا ماليًا، حيث تسعى الجماعة للاستحواذ على مبلغ مليون دولار، حصل عليه الأغبري مقابل توريد معامل لـ150 مدرسة بتمويل من اليونيسيف.

ورغم استمرار الاختطافات بحق العاملين في المنظمات الدولية والوكالات الأممية وفق تهم ملفقة، لا تزال جماعة الحوثي تتلقى تمويلًا من عديد المنظمات، بينها اليونيسيف، لدعم برامج تعليمية، مثل توفير الحقائب المدرسية ولوازم التعلم الأساسية.


التعليقات