في محاولة أخيرة لعقد جولة جديدة من المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أرسلت الولايات المتحدة مسؤولين كبارا إلى الشرق الأوسط، لكن هناك تحديات تواجه تلك الجهود، حسبما يشير تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
جهود دبلوماسية
وتضغط الولايات المتحدة من أجل عقد جولة جديدة من المحادثات بين إسرائيل وحماس هذا الأسبوع في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يقول الرئيس الأميركي، جو بايدن إنه "يزداد صعوبة".
والثلاثاء، اعتبر بايدن أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على اسرائيل ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران الذي أجج التوترات الإقليمية.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هدنة بين إسرائيل وحماس قد تحول دون وقوع هجوم إيراني، قال بايدن للصحفيين "هذا ما أتوقعه".
وأضاف للصحفيين في نيو أورلينز إنه على الرغم من أن المفاوضات "أصبحت صعبة"، إلا أنه "لن يستسلم".
وتتصاعد الضغوط الدبلوماسية الغربية منذ ذلك الحين في محاولة لتجنيب الشرق الأوسط مزيدا من التصعيد.
وتهدد إيران وحزب الله بشن هجوم على إسرائيل، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، ومقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
واتهمت حماس وإيران إسرائيل بـ"قتل هنية"، وتوعدتا بالرد، لكن الجانب الإسرائيلي لم يعلن مسؤوليته عن مقتل هنية أو ينف ضلوعه فيه.
وتوقفت المفاوضات بشأن الجهود الرامية إلى جلب الهدوء إلى غزة وتحرير الرهائن في القطاع بعد أكثر من عشرة أشهر من بدء الحرب.
ووجهت الولايات المتحدة ومصر وقطر الأسبوع الماضي دعوة علنية مشتركة غير اعتيادية لإسرائيل وحماس لإجراء مفاوضات تبدأ الخميس.
ودعا زعماء الولايات المتحدة وقطر ومصر، إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات إما في الدوحة أو القاهرة لتجاوز الخلافات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بيان مشترك، حض الوسطاء طرفي النزاع على استئناف المحادثات في 15 أغسطس "لسد كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل".
وللمساعدة في التغلب على العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق، طلب مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الإثنين، من منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكجورك، الذهاب إلى مصر.
كما طالب سولفيان المبعوث الخاص، آموس هوكشتاين، التوجه إلى لبنان، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي.
ومن المتوقع أيضا أن يسافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي آيه"، ويليام بيرنز، إلى المنطقة لإجراء المحادثات، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.
إسرائيل ترحب وحماس ترفض
الثلاثاء، قالت الولايات المتحدة، إنها ما زالت تأمل في أن تستأنف إسرائيل وحماس مفاوضات وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، فيما تعمل قطر على إقناع الحركة الفلسطينية بالمشاركة في المحادثات.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد مشاركة إسرائيل فيما "أكد لنا شركاؤنا القطريون أنهم يعملون على ضمان وجود تمثيل لحماس أيضا".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي "لذلك، سنترك هذه العملية تأخذ مجراها، لكننا نتوقع أن تمضي هذه المحادثات قدما، كما يفترض".
على جانب آخر، قال وسطاء عرب إن حماس رفضت حتى الآن المشاركة في المحادثات لأن مسؤوليها لم يروا فرصة حقيقية لتحقيق تقدم.
وقال الوسطاء العرب، الذين سيعودون بعد ذلك إلى حماس بأحدث شروط الصفقة المقترحة، إن المحادثات ستستمر حتى لو لم تشارك الحركة المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة.
معوقات وتحديات
وفي رسالة نقلت إلى الوسطاء العرب، مساء الإثنين، قال زعيم حماس، يحيى السنوار، إنه إذا كانت إسرائيل جادة بشأن المفاوضات وتريد مشاركة حماس، فيجب عليها أولا وقف عملياتها العسكرية في غزة، بحسب الوسطاء.
ومن غير المرجح أن تلبي إسرائيل مثل هذا الطلب، والتي قالت سابقا إنها عازمة على تحقيق هدفيها المزدوجين المتمثلين في هزيمة حماس وتأمين عودة الرهائن، حسبما تشير "وول ستريت جورنال".
وتعارض الأحزاب اليمينية المتطرفة في الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو موقف كرره وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي دخل، الثلاثاء، مع أكثر من ألفي إسرائيلي باحات المسجد الأقصى.
وقال بن غفير في فيديو من باحات المسجد الأقصى إن إسرائيل "ستهزم حماس"، داعيا إلى عدم الذهاب إلى أي مفاوضات".
وأضاف "يجب أن ننتصر في هذه المعركة، يجب أن ننتصر وألا نذهب إلى مباحثات في الدوحة أو القاهرة"، في إشارة إلى الدعوة الى مفاوضات الخميس.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط أكثر من 39929 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.