سلطت الهجمات الصاروخية في سوريا ولبنان والعراق واليمن يوم السبت الضوء على الخطر المتزايد للحرب في غزة والتي قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وقالت إيران إن خمسة من أفراد الحرس الثوري الإيراني قتلوا في هجوم صاروخي على منزل في دمشق متهمة إسرائيل بالوقوف وراءه. وقال مصدران أمنيان في لبنان إن ضربة إسرائيلية هناك أدت لمقتل عضو في جماعة حزب الله.
وفي وقت لاحق يوم السبت قالت القيادة المركزية الأمريكية إن ميليشيات مدعومة من إيران في العراق استهدفت قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات أمريكية بصواريخ وصواريخ باليستية. وذكرت في بيان أن عددا من الجنود الأمريكيين يخضعون لفحوصات لتقييم مدى تعرضهم لإصابات في المخ، مضيفة أن جنديا عراقيا واحدا على الأقل أصيب.
وقالت الولايات المتحدة أيضا إنها استهدفت صاروخا أعدته حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران لضرب أهداف في البحر الأحمر، ووصفته بأنه كان يمثل تهديدا لحركة الشحن البحري.
واندلعت أحدث حرب في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما اقتحم مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدفاعات الحدودية لمهاجمة قواعد وبلدات إسرائيلية، مما أدى بحسب المسؤولين الإسرائيليين إلى مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز ما يزيد على 200 رهينة.
وقال سكان إن إسرائيل قصفت أهدافا في أنحاء قطاع غزة يوم السبت مع إسقاط طائراتها منشورات على رفح تحث فيها الفلسطينيين النازحين هناك على المساعدة في تحديد مواقع الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وحماس جزء من (محور المقاومة) الإيراني، وهو تحالف في المنطقة يضم أيضا حزب الله وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وفصائل شيعية مسلحة في العراق والحوثيين الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن.
ووسط التوتر الإقليمي المتصاعد، ذكرت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي توعد بمعاقبة إسرائيل على الهجوم في سوريا، ووصفه بأنه "جرائم" لن تمر دون رد. ولم يصدر تعليق من إسرائيل التي لا تعلق عادة على هذه الهجمات بشكل علني.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن ثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في غارة إسرائيلية، مشيرة إلى الضباط بلقب شرفي يستخدم فقط للجنرالات، مما يشير إلى أن القتلى من القادة الكبار.
ولم تصدر إسرائيل أي تعقيب، وعادة لا تناقش مثل هذه الهجمات علنا.
وسرعان ما أثار القصف الإسرائيلي المكثف على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول اشتباكات على الحدود بين إسرائيل وحزب الله. وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إن الهجمات الإسرائيلية قتلت ما يقرب من 25 ألفا من الفلسطينيين.
•هجمات وهجمات مضادة
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية ضربت إسرائيل مرارا أهدافا إيرانية في سوريا أيضا، في حين أطلقت الجماعات المتحالفة مع إيران في سوريا والعراق النار على أهداف أمريكية في هذين البلدين.
وصار للصراع في غزة تداعيات دولية أوسع بعدما بدأ الحوثيون في استهداف السفن العابرة للبحر الأحمر التي يقولون إنها متجهة إلى إسرائيل أو على صلة بها. وتتجنب الآن بعض شركات الشحن الكبرى مرور سفنها عبر هذا الممر المائي مما يضر بحركة التجارة العالمية.
وتستهدف ضربات أمريكية وبريطانية منذ أسبوع قوات الحوثيين في اليمن.
وعبر وزير الخارجية السعودي عن قلقه من أن يؤدي التوتر في منطقة البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين والضربات الأمريكية المضادة إلى خروج الوضع عن نطاق السيطرة في الشرق الأوسط.
وقال الأمير فيصل بن فرحان في مقابلة مع فريد زكريا مقدم برنامج جي.بي.إس على محطة (سي.إن.إن) تبث يوم الأحد "أعني، بالطبع، أننا قلقون للغاية. أعني، كما تعلمون، أننا نمر بوقت صعب وخطير للغاية في المنطقة، ولهذا السبب ندعو إلى وقف التصعيد".
وتقول مصادر إيرانية ومصادر أخرى في المنطقة إن لدى إيران وحزب الله أفرادا في اليمن يساعدون في شن الهجمات المباشرة على سفن الشحن غير أن الحوثيين ينفون ذلك.
وقال سكان ومسلحون يوم السبت إن مقاتلين فلسطينيين واجهوا دبابات حاولت التقدم مجددا إلى الضواحي الشرقية لمنطقة جباليا في شمال غزة حيث بدأت إسرائيل سحب القوات والانتقال إلى عمليات أضيق نطاقا.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت مجموعات من المسلحين حاولت زرع متفجرات قرب القوات وإطلاق صواريخ على دبابات في شمال غزة، وأضاف أنه يقصف أهدافا في أنحاء القطاع.