حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن الحرب "حوّلت غزة إلى مقبرة لآلاف الأطفال"، إذ قُتل آلاف منهم منذ اندلاعها، بحسب مسؤولين في غزة، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إنه "يتخذ جميع الاحتياطات الممكنة" لتجنب مقتل مدنيين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن "تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين قتلوا في غزة، في خضم حملة قصف شرسة، مع انهيار المستشفيات، وفقدان الأطفال، والجثث تحت الأنقاض والأحياء في حالة خراب، هي مهمة صعبة".
واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع.
في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن 5000 طفل فلسطيني قتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، و"ربما مئات آخرين". ويقول العديد من المسؤولين والخبراء الدوليين المطلعين على الطريقة التي يتم بها تجميع أعداد القتلى في غزة، إن "الأرقام الإجمالية موثوقة بشكل عام"، وفق الصحيفة.
وترى "نيويورك تايمز" أنه "إذا كانت الأرقام قريبة من الدقة، فقد "قُتل أطفال في غزة في الأسابيع الستة الماضية، أكثر من 2,985 طفلا قتلوا في مناطق الصراع الرئيسية في العالم مجتمعة، عبر 20 دولة، خلال العام الماضي بأكمله، حتى مع الحرب في أوكرانيا"، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة للوفيات التي تم التحقق منها في النزاع المسلح.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه على عكس "الهجوم القاتل ضد النساء والأطفال والمسنين والمعاقين" من قبل حماس في 7 أكتوبر، تتخذ القوات الإسرائيلية "جميع الاحتياطات الممكنة لتخفيف الضرر" على المدنيين.
ويضيف الجيش الإسرائيلي، أنه يشن "حربا بقوة لتفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية".
ويشير تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن "القوات الإسرائيلية طلبت من السكان الفرار إلى جنوبي غزة"، وتقول إنها "تصدر تحذيرات قبل الغارات الجوية، عندما يكون ذلك ممكنا".
لكن وتيرة الضربات التي وصلت إلى أكثر من 15,000 حتى الآن، وفقا للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك في جنوب غزة أيضا، تجعل حملة القصف الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية "واحدة من أشد الحملات في القرن الـ21".
ويحدث ذلك في جيب صغير يقبع تحت الحصار، به كثافة سكانية عالية من المدنيين، وخاصة الأطفال، مما يثير قلقا عالميا متزايدا، حتى من بعض أقرب حلفاء إسرائيل.
ويتم إحضار الكثير من الأطفال إلى المشرحة في مستشفى الأقصى في دير البلح، لدرجة أن مدير المشرحة، ياسر أبو عمار، يقول إنه "اضطر إلى تقطيع الأكفان إلى أجزاء بحجم الأطفال، للتعامل مع تدفق الجثث".
ويضيف: "تأتي جثث الأطفال إلينا مكسورة وممزقة. إنه أمر تقشعر له الأبدان"، وفق نيويورك تايمز.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيفة، وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر، مما تسبب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزة، غالبيتهم مدنيون. وبين القتلى أكثر من 5000 طفل و3300 امرأة، وفق سلطات القطاع.