حثت الأمم المتحدة يوم الجمعة الدول المانحة على تقديم 80 مليون دولار لعملية طارئة لنقل مليون برميل من النفط الخام من سفينة ترسو قبالة ساحل اليمن منذ عام 1988، والتي يمكن أن تنفجر وتتسبب بكارثة بيئية كبرى في البحر الأحمر وخارجه.
و أصدر ديفيد جريسلي، المنسق الإنساني المقيم للأمم المتحدة في اليمن النداء قائلاً إن ناقلة صافر هي "قنبلة موقوتة" لأن تسربا نفطيا كبيرا منها "من شأنه أن يطلق العنان لكارثة بيئية وإنسانية ضخمة تتمحور حول بلد دمرته بالفعل سبع سنوات من الحرب".
وقال: "بدون تمويل خلال الأسابيع الستة المقبلة أو نحو ذلك، لن يبدأ المشروع في الوقت المحدد وستستمر هذه القنبلة الموقوتة بالتهديد".
في أوائل مارس، وقعت الأمم المتحدة والمتمردون الحوثيون في اليمن مذكرة تفاهم بعد سنوات من المحادثات تسمح بعملية طارئة لمدة أربعة أشهر للقضاء على التهديد الفوري عن طريق نقل النفط من ناقلة صافر إلى سفينة أخرى.
على المدى الطويل، تدعو مذكرة التفاهم إلى استبدال ناقلة صافر بسفينة أخرى قادرة على الاحتفاظ بكمية مماثلة من النفط في غضون 18 شهرًا.
وقال جريسلي الذي وقع مذكرة التفاهم نيابة عن الأمم المتحدة إن النقل الطارئ للنفط من صافر يجب أن يبدأ في أوائل يونيو، وينتهي بنهاية سبتمبر لتجنب الرياح والتيارات المضطربة التي تبدأ في أكتوبر، ما يزيد من مخاطر تفكك الناقلة وعملية النقل.
وقال: "الانتظار لما بعد ذلك الوقت قد يعني تأخير بدء المشروع لعدة أشهر وترك القنبلة موقوتة".
ويسيطر الحوثيون على موانئ اليمن الغربية على البحر الأحمر، بما في ذلك رأس عيسى على بعد 6 كيلومترات فقط (حوالى 4 أميال) من حيث ترسو السفينة صافر. وتتفاوض الأمم المتحدة مع الجماعة المتمردة منذ سنوات لمحاولة ارسال خبراء لفحص الناقلة.
وقال جريسلي، إن البعثة التي قادتها الأمم المتحدة في مارس إلى شبه جزيرة رأس عيسى بالقرب من حيث ترسو الناقلة صافر أكدت أنها تتحلل بسرعة ولا يمكن إصلاحها، و "معرضة لخطر وشيك لانسكاب كمية هائلة من النفط بسبب التسربات أو الانفجار".
وعلى سبيل المثال اشار جريسلي الى ان "الهواء الخامل المستخدم لمنع الانفجارات قد اختفى منذ فترة طويلة".
وبقي طاقم من حوالي نصف دزينة على متن ناقلة صافر وقاموا "بعمل بطولي على مر السنين لمنع الهيكل من الانهيار" ، لكنه قال ان هناك حدًا لما يمكنهم فعله، اذ "بالكاد الحصول على موارد".
الناقلة Safer هي سفينة يابانية الصنع تم بناؤها في السبعينيات وبيعت للحكومة اليمنية في الثمانينيات لتخزين ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط المُصدَّر الذي يتم ضخه من حقول مأرب، وهي محافظة في شرق اليمن تُعد حاليًا ساحة معركة. يبلغ طول السفينة 360 مترا (1181 قدما) وبها 34 صهريج تخزين.
وقال جريسلي، إن الأمم المتحدة قدرت تكلفة عملية الطوارئ البالغة 80 مليون دولار، و تشمل عملية الإنقاذ، وتأجير سفينة كبيرة للغاية لنقل مليون برميل من النفط الخام، ومدفوعات لأفراد الطاقم والصيانة لمدة 18 شهرًا.
وقال إن هولندا التي كانت لاعبا رئيسيا في دعم جهود الأمم المتحدة، ستستضيف مؤتمرا للتعهدات في النصف الأول من مايو.
وقال جريسلي إنه سيقود الأسبوع المقبل، بعثة لمناقشة الخطة وطلب الدعم في السعودية وأبو ظبي وقطر والكويت.
وقال إن جمع الأموال لاستبدال الناقلة Safer يجب أن يبدأ الآن أيضًا.
و في حين لم يتم تحديد التكلفة النهائية، قال جريسلي إنه من المحتمل أن احتياج " حوالى 25 مليون دولار" لسفينة مستعملة ربما لم تعد مناسبة لنقل النفط الخام ولكنها لا تزال مناسبة لتخزين النفط.
وأوضح أنه سيتعين تعديل أي سفينة لأنها تحتاج إلى قطع كبيرة من المعدات التي تعلق على مقدمة السفينة لربطها بخط أنابيب النفط.