توقع محللون سياسيون ضربة عسكرية وشيكة بقيادة الولايات المتحدة ضد اهداف للحوثيين في اليمن، ردا على هجمات الجماعة المدعومة من ايران على خطوط الملاحة الدولية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب.
وقال استاذ علم الفلسفة في جامعة صنعاء معن دماج لـ"يمن فيوتشر" "اتصور اننا على أعتاب ضربة أمريكية لقوات الحوثي"، لكن السؤال يبقى عن حدودها وقوتها، والتي اتوقع ان تكون محدودة ورمزية لإيصال رسالة للحوثي وإيران، من خلال استهداف منشأت بحرية وزوارق ومخازن أسلحة في الحديدة الساحلية على البحر الاحمر.
ويستبعد "دماج" حتى الان توسيع العمليات العسكرية الامريكية نحو استهداف "مواقع ومخازن في صنعاء وبقية البلاد، أو ضرب شخصيات قيادية".
وكانت صحيفة التايمز نشرت امس الاحد تقارير تفيد بان المملكة المتحدة تستعد لشن موجة من الضربات الجوية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في أعقاب الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
واكدت الصحيفة البريطانية ان لندن ستنظم إلى الحلفاء الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وربما دولة أوروبية أخرى، لإطلاق صواريخ منسقة ضد أهداف في البحر الأحمر أو في البر الرئيسي لليمن، حيث يتمركز الحوثيون.
تأتي هذه التقارير بعد ساعات من تحذير شنه وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس باتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة في حال استمرار الحوثيين باستهداف خطوط الشحن التجاري.
وقال رئيس مركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي ان الاستجابة الدولية لما يشكله الحوثيين من تهديدات ومخاوف، اصبحت قريبة جدا لاعادة مفهوم تكريس الرد الامريكي والغاء مساحة المشاغبة لمجموعة ايران في المنطقة وعلى راسها جماعة الحوثيين التي قامت بمد اصابعها في منطقة حساسة للغاية للمصالح الدولية.
وخلافا لمعن دماج يتوقع المذحجي ان تكون الضربة كبيرة وموسعة حتى اذا كانت ضربة واحدة.
"ستسعى العملية الى تفكيك جزء كبير من القدرات الصاروخية الحوثية عبر استهداف بنك اهداف يقوض قدرتهم على اعادة تجميع الصواريخ والطائرات المسيرة التي تشكل الاساس الضمني ليدهم الطولى ومغامراتهم العسكرية"، يقول المذحجي لـ"يمن فيوتشر".
• تعطيل مسار السلام
واشار رئيس مركز صنعاء إلى أن تداعيات العملية العسكرية ستذهب فورا باتجاه تعطيل المسارات السياسية الحالية وفرص السلام الموجودة بين السعودية والحوثيين، الامر الذي سيفسد على الرياض مسار طويل من التفاهمات بذلت فيه الكثير من الجهد والسمعة والمال للوصول الى اتفاقية مع الحوثيين.
وقال "المذحجي" ان الضربة الامريكية البريطانية والتصعيد الحوثي يجر السفن الى خارج ما تشتهيه السعودية وايضا اطراف عدة، بما فيها الحوثيين الذين سيخسروا كثيرا وسيؤدي هذا الى تقويض قدرتهم على البقاء.
أضاف "جماعة الحوثي تستفيد سياسيا من ضرباتهم على السفن التجارية في البحر الاحمر ونحو اسرائيل، لكن مع انتهاء معركة غزة، ستذهب الجماعة لمواجهة حقائق اقتصادية سيئة للغاية، مع تبدد صفقتهم مع السعودية".
وكان مبعوث الامم المتحدة الى اليمن هانس غروندبرغ، اعلن في 23 ديسمبر الشهر الماضي عن توصل اطراف النزاع الى مجموعة من التدابير الرامية لبناء الثقة تمهيدا لاستئناف عملية سياسية جامعة حول خارطة طريق لانهاء الحرب في البلاد.
وقال الوسيط الاممي ان التدابير التي تم التوصل اليها، تشمل التزام الاطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.
واكد انه سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها وصولا لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة.
وحظي اعلان الوسيط الاممي بترحيب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ودعم اقليمي واسع، فيما لم يصدر حتى الان تعليق من جانب الحوثيين كطرف رئيس في الحرب المستمرة في اليمن منذ قرابة عشر سنوات.
اما استاذ علم الفلسفة في جامعة صنعاء معن دماج يؤكد عزم السعودية للمضي قدما نحو الخروج من الحرب في اليمن، من خلال إجبار الحكومة المعترف بها الذهاب في هذا الطريق مهما كانت المحاذير، في حالة عدم توسع العمليات العسكرية الامريكية.
ومن المتوقع أن تصدر المملكة المتحدة والولايات المتحدة بيانًا مشتركًا غير مسبوق في الساعات المقبلة يحذر الحوثيين من الاستمرار في مهاجمة السفن التجارية، والا سيواجهون القوة العسكرية للغرب، وفقًا لصحيفة التايمز.
وتبنت جماعة الحوثيين امس الاحد هجوما جديدا على خطوط الملاحة الدولية هو الحادي عشر الذي تتبناه الجماعة المدعومة من ايران من اصل 24 عملية هجومية على السفن التجارية في البحرين الاحمر والعربي منذ 19نوفمبر الماضي.
وفي 19ديسمبر 2023، اعلن وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن، تشكيل تحالف "حارس الازدهار" متعدد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة لحماية خطوط الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة قوة المهام المشتركة 153 كرد على الهجمات التي تشنها الجماعة المدعومة من ايران.
وكانت مصادر سياسية وثيقة الاطلاع، أكدت في 22ديسمبر الماضي لـ"يمن فيوتشر" ان الولايات المتحدة ودولا غربية مارست ضغوطا من خلال سلطنة عمان على الحوثيين، لوقف استهداف السفن التجارية في البحر الاحمر، غير ان الجماعة استأنفت عملياتها في اعقاب مقتل القائد العسكري الكبير في الحرس الثوري الايراني رضى موسوي بغارات للطيران الاسرائيلي في سوريا.