اكد المبعوث الأممي هانس غروندبرع ان الوضع في اليمن لايزال "معقدًا ومتقلّبًا"، لكنه بدا متفائلا بأن تشهد المرحلة المقبلة خطوة محتملة لتغيير مسار النزاع المستمر في البلاد منذ 8 سنوات.
وقال الوسيط الأممي في احاطة جديدة لمجلس الأمن الدولي" نشهد حالياً نشاطاً دبلوماسياً مكثفا على الصعيد الإقليمي والدولي لحل النزاع في اليمن".
واشار غروندبرغ الذي كان يتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من صنعاء التي وصلها في وقت سابق اليوم الإثنين، إلى انه كان على تواصل مستمر مع الأطراف، وكذلك مع دول المنطقة حول خيارات تأمين اتفاق بشأن خفض التصعيد العسكري وتدابير لمنع المزيد من التدهور الإقتصادي وتخفيف تأثير النزاع على المدنيين.
وقال في احاطته التي لم تحمل في طياتها اي تطورات جديدة، "انه أجرى اليوم مناقشات إيجابية وبناءة مع قيادات الحوثيين في صنعاء، سبقها خلال الأسابيع الأخيرة مناقشات مثمرة مع الرئيس رشاد العليمي، وكذلك مع أصحاب المصلحة الإقليميين في الرياض ومسقط".
وأعرب عن أمله في التمكن من البناء على هذه المناقشات لضمان أن يتيح عام 2023 مستقبلًا أكثر سلامًا وازدهاراً لرجال ونساء اليمن.
وعبر المبعوث الأممي عن تقديره لإستمرار الأطراف مواصلة إظهار ضبط النفس على الجانب العسكري بشكل عام.
واوضح انه مازال الوضع العسكري العام في اليمن مستقرا.
وقال لم يكن هناك تصعيد كبير، ولا تغيرات في خطوط المواجهة الأمامية، لكنه أشار الى نشاطات عسكرية محدودة على خطوط الجبهات وتحديداً في محافظات مأرب وتعز والضالع والحديدة ولحج وكذلك على طول منطقة الحدود السعودية اليمنية أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.
واعتبر الوسيط الأممي عدم اتساع نطاق القتال أمر إيجابي لإستمرار البنود العاملة في ظل الهدنة.
وذكر أنه منذ أن دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل العام المنصرم، نقلت 97 رحلة تجارية ما يقرب من 50.000 مسافر بين صنعاء وعمان، تم تسيير 46 رحلة منذ انتهاء الهدنة في 2 تشرين أول/أكتوبر 2022. اضاف "على صعيد اخر، دخلت 81 سفينة وقود ميناء الحديدة، منها 29 سفينة دخلت بعد انتهاء الهدنة.
ورحب غروندبرغ باستمرار هذه التدابير التي تتيح لرجال ونساء اليمن بالاستمرار من الإنتفاع بفوائد الهدنة حتى بعد انقضائها بشكل رسمي في 2 أكتوبر.
ولفت الى ان المحادثات الجارية هي فرصة لا يجب إهدارها وتتطلب إجراءات مسؤولة.
وشدد على أن الدعم الإقليمي والدولي أمر حاسم في كل من مرحلتي التفاوض والتنفيذ لأي اتفاق.. مؤكدا على أهمية تولي اليمنيين زمام العملية.
وقال" لا يمكن معالجة العديد من القضايا المطروحة على الطاولة بشكل فعّال، خاصةً القضايا المتعلقة بمسائل السيادة، إلا من خلال حوار شامل بين اليمنيين".
واوضح انه من المهم أن يتم تأطير المناقشات حول طريق قصير المدى للمضي قدماً في سياق نهج أكثر شمولاً يرسم مساراً واضحاً نحو تسوية سياسية مستدامة.
واكد على انه في نهاية المطاف، يجب اتخاذ الخطوات لتسهيل عملية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة لحل النزاع بشكل مستدام.
وقال يحتاج اليمنيون لاتفاق يتضمن رؤية مشتركة للمضي قدمًا، لتجنب العودة للنزاع الكامل.
وحث الأطراف للاستفادة القصوى من مساحة الحوار التي خلقت بفضل عدم اتساع نطاق الإقتتال.
وأثنى على الموقف الموحد لمجلس الأمن، قائلا ان هذا الموقف يرسل إشارة واضحة إلى الأطراف اليمنية بأن المجتمع الدولي يتوقع، لا بل ويلتزم بمساعدتهم، لإحراز تقدم نحو تسوية شاملة ومستقبل أكثر سلاما.