قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، الخميس، إن الرئيس الأميركي جو بايدن قد يلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لأول مرة الشهر المقبل على أقرب تقدير.
وأضافت الشبكة نقلا عن مصادر متعددة أن الاجتماع سيأتي بعد أشهر من الفتور الذي شاب العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن اللقاء يمثل تحولا لبايدن الذي قال في وقت سابق أن المملكة العربية السعودية بلد "منبوذ" ولا يمتلك "قيما اجتماعية".
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن مسؤولي إدارة بايدن يجرون محادثات مع السعوديين بشأن ترتيب لقاء شخصي محتمل أثناء رحلة خارجية للرئيس الأميركي مقررة الشهر المقبل.
وأشارت المصادر إلى أن المملكة العربية السعودية تتولى حاليا رئاسة مجلس التعاون الخليجي، لذا فإن أي لقاء بين بايدن ومحمد بن سلمان من المرجح أن يتزامن مع اجتماع المجلس في الرياض.
ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي سابق مطلع على المناقشات القول إنه "يجب أن تعتمد على حدوث أمر كهذا، فالأمر يتعلق بالوقت فقط، وليس إذا ما كان اللقاء سيحدث أم لا".
وبينت الشبكة أن مسؤولين سعوديين لم يردوا على طلبها للتعليق على هذه المعلومات.
ووفقا للشبكة فإن الاجتماع بين القادة الأميركيين والسعوديين كان يعد أمرا روتينيا، لكنه يمثل الآن تحولا كبيرا بسبب التوترات الأخيرة في العلاقات بينهما.
ومن المحتمل أيضا أن يثير اللقاء بعض الجدل داخل الولايات المتحدة بالنسبة لبايدن، الذي انتقد بشدة سجل السعوديين في حقوق الإنسان، وحربهم في اليمن والدور الذي لعبته الحكومة السعودية في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وفقا للشبكة.
ويأتي الحديث عن التقارب مع السعوديين، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، مع استمرار ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
ولم يتواصل بايدن بشكل مباشر مع محمد بن سلمان، الذي يعتبر الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، منذ توليه منصبه في يناير 2021، واختار بدلا من ذلك التحدث مباشرة مع والد محمد بن سلمان، الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاما.
وقال مسؤولون أميركيون إن بايدن عارض التعامل مع الأمير محمد بن سلمان كمسألة مبدأ بسبب دوره في مقتل خاشقجي.
وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين سعوديين يعتقد أنهم كانوا جزءا من فريق اغتيال خاشقجي، لكنها لم تذهب أبعد ذلك وتعاقب محمد بن سلمان نفسه.
وقال مسؤولون إن بايدن يعتقد أن اتخاذ إجراءات ضد الأمير بشكل مباشر قد يتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لعلاقة مهمة لمكافحة الإرهاب ومواجهة إيران.
وذكر مسؤولون أن بايدن نفسه ظل حذرا في كيفية التعامل مع السعودية، على أمل تجنب الانهيار الكامل للعلاقات مع الحفاظ على التزامه بتعزيز الديمقراطية في الخارج.
وكشفت الشبكة أن المنسق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك ومستشار وزارة الخارجية لأمن الطاقة العالمي آموس هوشتاين عملا وراء الكواليس لإصلاح العلاقة مع السعودية.
وأضافت أن الرجلين زارا المملكة العربية السعودية أربع مرات منذ ديسمبر الماضي، حسبما قال مسؤول كبير، وكان آخرها إلى الرياض في فبراير حيث التقيا بمحمد بن سلمان مباشرة في محاولة لإظهار نوايا دبلوماسية حسنة ووضع الأساس لاجتماع محتمل بين بايدن وولي العهد.
وتابعت أن المناقشات أصبحت أكثر إلحاحا خلال الشهرين الماضيين، حيث حاولت الولايات المتحدة عزل روسيا عالميا بسبب غزوها لأوكرانيا.
والثلاثاء الماضي زار الأخ الأصغر لمحمد بن سلمان، خالد بن سلمان، إلى واشنطن والتقى بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وهوشتاين ومسؤولين آخرين.
ومن المؤمل أيضا أن يشارك خالد بن سلمان في اجتماع لجنة التخطيط الاستراتيجي المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية هذا الأسبوع في البنتاغون.