جراء فيضانات مباغتة ضربت وسط ولاية تكساس الأمريكية، لقي 13 شخصا على الأقل مصرعهم في وقت مبكر الجمعة، وفق ما أفاد مسؤولون، فيما لا تزال أكثر من 20 فتاة من المشاركات في مخيم صيفي في عداد المفقودين.
وقال لاري ليثا، قائد شرطة مقاطعة كير في تكساس، للصحافيين "حددنا 13 حالة وفاة" بسبب الفيضانات المميتة التي اجتاحت منطقة تقع شمال غرب مدينة سان أنطونيو، محذرا من احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا.
وصرح دان باتريك نائب حاكم ولاية تكساس أن بعض القتلى هم من الأطفال.
وقال باتريك إن "نحو 23 فتاة" من مخيم ميستيك على ضفة نهر غوادالوب الذي ارتفع منسوبه ثمانية أمتار في 45 دقيقة خلال الليل، لم يتم العثور عليهن.
وأضاف "هذا لا يعني أنهن فقدن، ربما يكن قد تسلقن الأشجار أو لا تملكن وسيلة اتصال".
وحذر مسؤولون محليون وفدراليون السكان من السفر إلى المنطقة التي تنتشر فيها المخيمات على طول النهر، مع وجود عشرات الطرق المقطوعة.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي منازل جرفتها الفيضانات المباغتة الناتجة عن هطول أمطار غزيرة.
وشارك غريغ أبوت حاكم ولاية تكساس مقطع فيديو على منصة اكس يظهر فيه رجل إنقاذ يتدلى من مروحية ويسحب شخصا من أعلى شجرة حاصرتها مياه الفيضانات.
وتم نشر نحو 500 رجل إنقاذ و14 طائرة مروحية بمؤازرة من الحرس الوطني في تكساس وخفر السواحل الأمريكي.
وحذر مارتن قائلا "لقد توقف المطر، لكننا نعلم أن هناك موجة أخرى قادمة"، مشيرا إلى أن المزيد من الأمطار ستضرب المناطق المحيطة بسان أنطونيو وأوستن.
وأصدرت الأرصاد الجوية تحذيرا من وقوع فيضان بالنسبة الى وسط جنوب مقاطعة كير، داعية السكان إلى تجنب أي تنقل وطالبة ممن يقيمون في جوار نهر غوادالوب التوجه "إلى مناطق أكثر ارتفاعا".
حرائق في كاليفورنيا
وفي كاليفورنيا، أعلنت السلطات الخميس أن أكثر من 300 عنصر إطفاء يُكافحون أكبر حريق غابات تشهده كاليفورنيا هذا العام، مبدية خشيتها من صيف خطر للغاية يتهدّد الولاية في ظلّ محاربة الرئيس دونالد ترامب للوكالات الفدرالية المُكلّفة مكافحة الكوارث المناخية.
واندلع "حريق مادري" الأربعاء في مقاطعة سان لويس أوبيسبو، وهي منطقة ريفية تقع في وسط الولاية.
وأصدرت السلطات أوامر إخلاء لنحو 200 شخص في المنطقة حيث تتهدّد النيران عشرات المباني.
لكنّ الأخطر من الأضرار المُحتملة هو سرعة انتشار الحريق، ففي غضون 24 ساعة، أتت النيران على ما يقرب من 213 كيلومترا مربّعا، وفقا لآخر نشرة أصدرتها هيئة الإطفاء في الولاية.
وأظهرت صور نشرها نظام الإنذار في الولاية أعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد فوق تلال هذه المنطقة المترامية الأطراف.
وقال مكتب حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم في منشور على منصة إكس إنّ "الولاية ستكون دائما حاضرة لحماية كل المُجتمعات، بغضّ النظر عن مكان اندلاع الحريق".
وأعلن المكتب إرسال تعزيزات إلى سان لويس أوبيسبو للمساهمة في إطفاء النيران.
ويأتي هذا الحريق بعد حرائق أخرى عديدة شهدتها كاليفورنيا في الأيام الأخيرة واستدعت عمليات إخلاء وأثارت مخاوف من صيف صعب ينتظر الولاية
وشهد جنوب كاليفورنيا خلال فصلي الشتاء والربيع جفافا غير معتاد مما جعل الغطاء النباتي اليوم جافّا كما لو كان في عزّ الصيف، وفقا لدانيال سوين، المتخصّص في الظواهر الجوية المتطرفة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس.
ويأتي هذا الخطر المتزايد في الوقت الذي ينفّذ فيه ترامب تخفيضات كبيرة في ميزانيات الوكالات الفدرالية المعنية بالتصدّي للتغير المناخي وفي مقدّمها دائرة الغابات، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، والوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث.
والأربعاء، اتّهم الحاكم نيوسوم، المرشح الديموقراطي المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2028 ترامب بعدم توفير التمويل الكافي لعمليات إزالة الأشجار والحرق المُحكم لمنع حرائق الغابات، مشيرا إلى أنّ "57% من أراضي هذه الولاية تخضع للسلطة الفدرالية".