أفادت حصيلة أولية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المجلس العسكري ببورما ، بمقتل ما لا يقل عن 144 شخصا بعدما ضرب زلزال قوي البلاد، متسببا بدمار واسع النطاق.
وامتدت الهزات العنيفة لتصل إلى تايلاند، حيث أعلنت رئيسة الوزراء التايلاندية، بيتونغتارن شيناواترا، حالة الطوارئ في العاصمة بانكوك فقد بلغت قوة الزلزال 7.7 درجات. فيما علق العشرات تحت أنقاض ناطحة سحاب قيد الإنشاء في العاصمة التايلاندية.
وأعلن مجلس المدينة في بانكوك تصنيفها منطقة كوارث وأضاف أن حاكم بانكوك كُلف بتنسيق جهود الاستجابة للكارثة.
كما أعلنت رئيسة الوزراء التايلاندية بايثونغتارن شيناواترا عن "اجتماع طارئ" بعد الزلزال. وقال دوانغجاي الذي يقطن مدينة شيانغ ماي السياحية الشهيرة: "سمعته. كنت نائما في منزلي. ركضت بأسرع ما يمكن من المبنى مرتديا ملابس النوم". وشعر السكان في أنحاء شمال ووسط تايلاند بالهزة.
وأحدثت الهزّات أضرارا واسعة النطاق، خصوصا في بورما، حيث انهارت أبنية وتصدّعت طرق فيما انهار أيضا جسر "أفا" الشهير قرب مركز الزلزال.
ووجّه المجلس العسكري الحاكم في بورما نداء نادرا من نوعه للحصول على مساعدات إنسانية دولية، فيما أعلنت الطوارئ في ست مناطق في البلاد.
ورأى مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية قائد المجلس مين أونغ هلاينغ لدى وصوله إلى المستشفى الرئيسي في نايبيداو حيث تجري معالجة المصابين. كما نقلوا أنهم شاهدوا مدخل قسم الطوارئ في المستشفى الذي انهار فوق سيارة.
وخضع المصابون عند المستشفى الذي يضم ألف سرير، للعلاج في الشارع خارج المنشأة. وكان بعضهم يتلوون من الألم بينما استلقى البعض الآخر وبجانبهم أقارب يحاولون التخفيف عنهم.
وحاول مسؤول في المستشفى إبعاد الصحافيين قائلا: "هذه منطقة تضم عددا كبيرا من الضحايا". وأفاد مسؤول آخر بأن مئات الجرحى وصلوا إلى المنشأة.
وأفاد طبيب: "لم أر شيئا كهذا من قبل. نحاول التعامل مع الوضع. أشعر بإرهاق شديد".
واكتظ الطريق المؤدي إلى المستشفى. وحاولت سيارة إسعاف المرور بين المركبات فيما صرخ مسعف "أفسحوا الطريق لتتمكن سيارة الإسعاف من المرور".
وفي المتحف الوطني في نايبيداو، انهارت أجزاء من السقف فيما بدأ المبنى يهتز. وهرع الموظفون إلى الخارج حيث كان بعضهم يرتجف ويبكي فيما حاول آخرون الاتصال بأحبائهم.
انهيار ناطحة سحاب
وعبر الحدود في تايلاند التي نادرا ما تشهد زلازل قوية، دفعت الهزات القوية سكان العديد من المدن للخروج إلى الشوارع وسط حالة من الذعر.
وفي بانكوك، انهار مبنى قيد الإنشاء من 30 طابقا وعلق عشرات العمال تحت أنقاضه، بحسب الشرطة ومسعفين. وتحوّل المبنى الضخم الذي كان مخصصا لمكاتب حكومية إلى كومة من الركام والمعدن في غضون ثوان، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورأى مصور وكالة الأنباء الفرنسية في الموقع سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ قرب سوق تشاتوشاك في المدينة الذي يعد وجهة شهيرة بالنسبة للسياح والسكان على حد سواء.
وأفاد وورابات سوختاي، نائب قائد شرطة منطقة بانغ سو: "عندما وصلت لتفقد الموقع، سمعت أشخاصا يستنجدون".
وأضاف: "نقدّر بأن مئات الأشخاص مصابين بجروح لكن ما زالنا نعمل على تحديد عدد الضحايا".
وفي بانكوك وشيانغ ماي، الوجهة السياحية الشهيرة، حيث انقطعت الطاقة لمدة قصيرة، سارع السكان الذين بدوا في حالة صدمة إلى الخارج إذ بدا عليهم الإرباك بشأن كيفية التعامل مع هذا الحدث الغريب على البلاد.
وقال ساي (76 عاما) الذي كان يعمل داخل متجر للتسوق عندما بدأت الهزة: "سارعت للخروج من المتجر مع عدد من الزبائن.. إنها أقوى هزة أشعر بها في حياتي".
تضرر أبنية
دفع الزلزال رئيسة الوزراء التايلاندية بايثونغتارن شيناواترا إلى إعلان حالة الطوارئ في بانكوك حيث تم تعليق بعض خدمات المترو والقطارات الخفيفة. لكن المطارات بقيت تعمل بشكل طبيعي.
وقالت رئيسة الوزراء في وقت سابق إنها قطعت زيارة رسمية كانت مقررة إلى جزيرة فوكيت (جنوب) لعقد "اجتماع طارئ" بعد الزلزال، بحسب منشور على منصة إكس.
وشعرت دول في أنحاء المنطقة بالهزة بينها الصين وكمبوديا وبنغلادش والهند.
وأظهر بث حي لـ"بكين نيوز" عشرات عناصر الطوارئ ببزات برتقالية وخوذ يقفون خلف حاجز في شارع انهارت فيه الحجارة في مدينة رويلي عند الحدود بين الصين وبورما.
وعرضت امرأة تعمل في متجر أُجريت معها مقابلة أثناء البث تسجيلا مصورا يظهر أشخاصا وهم يركضون إلى خارج المتاجر وأيديهم فوق رؤوسهم أثناء الهزات ليعودوا إلى الداخل بسبب انفجار أنبوب مياه قريب.
وأظهر تسجيل مصور انتشر على "دوين"، النسخة الصينية لتيك توك، وتمكنت وكالة الأنباء الفرنسية من تحديد موقعه، سيلا من المياه والركام من على سطح مبنى مرتفع في رويلي فيما هرب السكان عبر سوق في الأسفل.
وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأن بلاده مستعدة لتقديم "كل المساعدة الممكنة" لبورما وتايلاند موجّها السلطات للتأهب في حال طلب منها ذلك.
وتُعد الزلازل شائعة نسبيًا في بورما، حيث شهدت البلاد ستة زلازل بلغت شدتها 7 درجات أو أكثر بين عامي 1930 و1956 بالقرب من صدع ساجاينغ، الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب عبر وسط البلاد.
في عام 2016، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجات العاصمة القديمة باغان، وسط البلاد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وانهيار جدران المعابد في هذه الوجهة السياحية.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، شهد وسط البلاد أيضًا زلزالا بنفس القوة، 6.8 درجات، أدى إلى مقتل 26 شخصًا وإصابة مئات آخرين.
ويشير الخبراء إلى أن ضعف البنية التحتية، ونقص الخدمات الصحية، خاصة في المناطق الريفية، والتوسع العمراني غير المنظم، جعل السكان في المناطق المأهولة أكثر عرضة للخطر في حال وقوع كوارث طبيعية.