أعلنت وزارة الصحة السودانية (السبت)، مقتل 17 وإصابة عدد آخر من المدنيين في استهداف من قوات «الدعم السريع» لعدد من الحارات شمال مدينة أم درمان، في موازاة تجدد الاشتباكات في مناطق عدّة بالعاصمة الخرطوم.
وقالت الوزارة، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن هذا السلوك المتكرر من قبل «المتمردين يعدّ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وأكدت أن استهداف المواطنين، «يزيد العبء الذي يقع على المؤسسات الصحية، التي تعمل في أوضاع في غاية التعقيد، حيث تسعى الوزارة مع الشركاء لتوفير الخدمة الطبية للمواطنين».
وذكر البيان، أن نحو 30 مستشفى من أصل 130 لا تزال تعمل في العاصمة الخرطوم، وسط ظروف معقدة وصعوبات كثيرة، «حيث تأثرت المؤسسات الصحية بالاعتداء المباشر من ميليشيا (الدعم السريع)، على المواطنين من خلال استهداف أماكن سكنهم ودور العبادة».
وبحسب شهود عيان، فقد تعرّضت 4 حارات بمنطقة الثورات إلى قصف مدفعي، وبالطائرات المسيّرة عقب صلاة الجمعة، وسقطت إحدى القذائف المدفعية بالقرب من مسجد الحارة 25، وتسببت في وقوع قتلى وإصابات.
وأفاد الشهود بأن عديداً من مناطق شمال أم درمان تشهد يومياً سقوط قتلى وإصابات وتهجير للمواطنين جراء الاشتباكات المستمرة دون انقطاع، والقصف المدفعي المتبادل بين قوات الجيش و«الدعم السريع».
وأفاد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، نبيل عبد الله، ليل الجمعة -السبت بمقتل 17 شخصاً على الأقل «في قصف عشوائي لقوات (الدعم السريع) على أحياء سكنية شمال أم درمان»، وعدّ ذلك «جريمة تستهدف المدنيين العزل، ولا تراعي قواعد الاشتباك، وفق القانون الدولي الإنساني».
ووفق بيان لهيئة «محامو الطوارئ»، فقد شيع أهالي المنطقة أكثر من 20 قتيلاً بينهم أطفال ونساء، سقطوا جراء قصف مدفعي وبالأسلحة الثقيلة انطلق من مواقع قوات «الدعم السريع» من مدينة بحري.
وأفادت الهيئة، التي تعمل في رصد الانتهاكات ضد المدنيين، بأن الخدمات الصحية في المنطقة سيئة للغاية، وأن متطوعين يديرون المراكز الصحية التي تعالج الحالات البسيطة.
ومنذ اندلاع الحرب، التي تدخل شهرها السابع، شهدت مدينة أم درمان 3 مجازر بشرية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المواطنين خلال المواجهات العنيفة بين طرَفي الصراع وسط الأحياء السكنية.
وفي موازاة ذلك تجددت المعارك بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في مناطق عدة بمدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان)، بعد أيام من توقفها. وقالت مصادر محلية لــ«الشرق الأوسط»، إن الجيش أطلق قذائف مدفعية بأعداد كبيرة، استهدفت مواقع متفرقة لقوات «الدعم السريع» بأحياء أم درمان.
في المقابل، ردّت قوات «الدعم السريع» من مناطق تمركزها بقصف مدفعي مكثف على عدد من الأحياء السكنية شرق الخرطوم.