يعاني النظام الإيراني من أزمة حادة ومزدوجة، مع تصاعد الانتقادات الدولية للجمهورية الإسلامية، بسبب تدخلاتها في العديد من دول المنطقة، والتصعيد السياسي الإسرائيلي الكبير، المدعوم أمريكيا، ضد طهران، وتمثل الجانب الآخر في هذه الأزمة المزدوجة في اشتعال الشارع الإيراني، وخصوصا المرأة الإيرانية.
وبعد تراجع حركة الاحتجاجات، شكل اتفاق الصلح الإيراني السعودي الخطوة الرئيسية في تخفيف الخناق على الجمهورية الإسلامية على المستوى الإقليمي، ويبدو أن هذه الخطوة لم تكن سوى جزء من استراتيجية جديدة في العلاقات الدولية تطبقها طهران، وقال عنها علي منتظري مراسلنا في العاصمة الإيرانية "تسارعت وتيرة التحركات الدبلوماسية الايرانية في الشهرين الأخير بشكل لافت للنظر. سلطنة عمان بعد الاتفاق الإيراني السعودي بدأت محاولات لعب دور الوسيط في مجال احياء الاتفاق النووي وفتحتباب الحوار في هذا المجال مع إيران ومع الدول الغربية. وزيارة سلطان عمان الى طهران هي نتيجة تحقيق نتائج جيدة في المفاوضات التي اجرتها السلطنة مع الطرفين. كذلك تسعى سلطنة عمان الى لعب دور الوسيط في استئناف العلاقات الإيرانية المصرية التي نتصور أن فتح باب تبادل السياح ربما يكون بوابة استئناف العلاقات الإيرانية المصرية، الأمر الذي يحظى بتأييد السلطات السعودية أيضا. لكن بالنسبة للحوار الإيراني العراقي ليس بالأمر الجديد. إيران تطالب العراق منذ فترة بضرورة التصدي لنشاطات الجماعات الإيرانية المعارضة المسلحة والتي تتخذ من أراضي إقليم كردستان العراق مقرا لها وتنفذ مخططاتها ضد إيران انطلاقا من الأراضي العراقية".
يبقى أن الحرب الروسية في أوكرانيا، شكلت المتنفس الأساسي للنظام الإيراني، الذي قطع خطوات كبيرة لتطوير تحالفاته مع روسيا والصين، وأصبحت العودة إلى الاتفاق النووي مطلبا يمكن أن تطرحه قوى أساسية على الساحة الدولية.