واشنطن: زيلينسكي يقول أمام الكونغرس الأميركي ان المساعدة هي "استثمار" و"ليست صدقة"
يمن فيوتشر - فرانس برس: الخميس, 22 ديسمبر, 2022 - 03:45 مساءً
واشنطن: زيلينسكي يقول أمام الكونغرس الأميركي ان المساعدة هي

أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس الأربعاء في خطاب  ألقاه أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه أنّ المساعدة الأميركية لكييف "ليست صدقة" بل هي "استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية" بعدما تلقى دعم الرئيس جو بايدن.

وبعد 300 يوم على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي، استُقبل زيلينسكي استقبال الأبطال في أول رحلة له إلى الخارج منذ ذلك الحين وسط إجراءات أمنية استثنائية. واستمرت الزيارة ساعات قليلة وعده خلالها بايدن بمساعدة مالية جديدة وللمرة الأولى بنظام الدفاع الجوي باتريوت.
وفي مستهلّ الخطاب الذي ألقاه باللغة الإنكليزية وبنبرة ملؤها الجدّية وقف أعضاء الكونغرس جميعاً وصفّقوا مطوّلاً لزيلينسكي الذي ارتدى في زيارته لواشنطن، كعادته منذ بدأ الغزو، كنزة وسروالاً كاكيّي اللون وانتعل جزمة بنّية.
وقال زيلينسكي مخاطباً المشرّعين الأميركيين "أودّ أن أشكركم، أن أشكركم جزيل الشكر، على المساعدة المالية التي قدّمتموها لنا والتي قد تقرّرون" تقديمها لاحقاً.
وأضاف "أموالكم ليست صدقة، إنّها استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية، ونحن نديرها بأكثر الطرق مسؤولية".
وقال "خلافاً لأسوأ التوقّعات، أوكرانيا لم تسقط. أوكرانيا حيّة وتقاتل"، مؤكّداً أنّ قواته "صامدة في مواقعها ولن تستسلم أبداً".
كذلك، ربط الرئيس الأوكراني في خطابه بين الحرب التي تشنّها روسيا ضدّ بلاده والتهديد الذي تمثّله إيران على حلفاء الولايات المتّحدة في المنطقة، معتبرا أنهما بلدان "إرهابيان" ليدغدغ بذلك مشاعر المعسكر الجمهوري الذي يأخذ بشدّة على الرئيس الديموقراطي بايدن تساهله مع طهران.
وسلم الرئيس الأوكراني بعد ذلك رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، علما أوكرانيا من مدينة باخموت في شرق أوكرانيا تعتبر النقطة الأكثر سخونة على الجبهة وقد امتلأ بتواقيع الجنود.
وردّت بيلوسي وهاريس على هذه التحيّة بمثلها، إذ قدّمتا لزيلينسكي علماً أميركياً رُفع فوق مبنى الكابيتول مقر الكونغرس يوم الأربعاء بمناسبة زيارته التاريخية هذه.

 

•باتريوت
قبل ذلك، استقبله الرئيس جو بايدن في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض وأكد له خلال مؤتمر صحافي مشترك أن الولايات المتحدة ستساند أوكرانيا "طالما اقتضت الضرورة".
ووعد الرئيس الأميركي كذلك "الاستمرار بتعزيز قدرات أوكرانيا على الدفاع" عن نفسها مع تعهده تسليمها منظومة الدفاعات الجوية باتريوت.
وأكد بايدن أنه "غير قلق" على متانة التحالف الغربي في وجه الغزو الروسي. وقال "لم يسبق لي أن رأيت حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي على هذا القدر من الوحدة (..) ظن بوتين أنه سيُضعف حلف شمال الأطلسي على العكس عززه".
ونظام باتريوت الذي ستوفره واشنطن لكييف سيعزز "بشكل كبير" الدفاع الأوكراني في وجه الضربات الروسية على ما أكد زيلينسكي. ورأى في ذلك "مرحلة مهمة جدا لإنشاء مجال جوي آمن لأوكرانيا".
وشدد الرئيس الأميركي من جهته على أن باتريوت "نظام دفاعي. هذا ليس اجراء تصعيديا بل دفاعيا".
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن حزمة المساعدات الجدية تشمل للمرة الأولى هذا النظام القادر على اعتراض صواريخ كروز وصواريخ بالستية قصيرة المدى وطائرات على ارتفاع أعلى بكثير من أنظمة الدفاعات الجوية التي زودت بها أوكرانيا حتى الآن".
وشدد زيلينيسكي على أن "السلام العادل" لا يتضمن "أي تسوية" حول وحدة أراضي اوكرانيا.
- صواريخ روسية جديدة -
وتعهد فلاديمير بوتين من جهته الأربعاء تعزيز الجيش الروسي والقدرة النووية محررا نفسه من أي مسؤولية في "المأساة الأوكرانية المشتركة".
وأعلن خلال اجتماع مع ضباط رفيعي المستوى طرح صواريخ كروز روسية جديدة فرط صوتية من طراز "زيركون" في "مطلع كانون الثاني/يناير" وإمكان رفع عديد الجيش الروسي إلى 1,5 مليون عسكري.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الجنود الروس "يواجهون قوات الغرب المشتركة" مشيرا إلى أن موسكو تنوي إنشاء قواعد دعم لأسطولها في مدينتي ماريوبل وبرديانسك المحتلتين في جنوب أوكرانيا.
وبموازاة ذلك، حذر الكرملين من أن أي إمدادات جديدة من الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا ستؤدي إلى "تفاقم "النزاع.
ويستعد البرلمانيون الأميركيون لإقرار حزمة مساعدات جديدة وكبيرة دعما لأوكرانيا بقيمة 45 مليار دولار تقريبا.
وتشكل الولايات المتحدة وبأشواط المانح الأكبر لأوكرانيا وقد وفرت لها حتى الآن مساعدات قيمتها حوالى 50 مليار دولار بحسب تقديرات الخبراء من بينها 20 مليار للأسلحة والمساعدة العسكرية.
وأكد وزير الدفاع الروسي من جهته خلال تقييم الوضع الأربعاء أمام نحو 15 مسؤول عسكري عبر الفيديو أن إحدى "أولويات" العام 2023 "الاستمرار في شن العملية الخاصة (في أوكرانيا) إلى حين تحقيق كل المهام".

 

•هجمات في الشرق
على الأرض تواصلت المعارك الأربعاء وأشار الجيش الأوكراني إلى وقوع هجمات روسية في شرق البلاد وشمال شرقها خصوصا.
وقالت رئاسة أركان الجيش الأوكراني مساء الأربعاء "يستمر العدو في حشد جهوده لشن هجمات في باخموت (التي يحاول الروس السيطرة عليها منذ الصيف) وأفديفكا" في شرق البلاد.
وقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح 17 آخرون، وفق الرئاسة.
وبعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية الروسية في شمال شرق أوكرانيا وجنوبها، بات الجزء الأكبر من المعارك يتركز في الشرق.


التعليقات