لندن: تشارلز الثالث... من أمير في عين عواصف الحب والسياسة إلى ملك بريطانيا
يمن فيوتشر - فرانس 24: الجمعة, 09 سبتمبر, 2022 - 06:23 مساءً
لندن: تشارلز الثالث... من أمير في عين عواصف الحب والسياسة إلى ملك بريطانيا

يعتلي الأمير تشارلز العرش في عامه الـ73، وهو الابن البكر للملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت الخميس 8 سبتمبر/أيلول 2022. وارتبط اسم الأمير في أذهان البريطانيين والرأي العام الدولي بزواجه من الأميرة ديانا وطلاقهما العاصف، الشيء الذي أضر كثيرا بشعبيته، إلا أنه حاول استعادتها من خلال انخراطه في العمل الخيري والبيئي.
سيعتلي الأمير تشارلز العرش في 73 عاما من العمر عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية الخميس عن 96 عاما. ليصبح الملك الـ13 في المملكة المتحدة. وظل الأمير جاهزا لهذه المهمة منذ أن تولت والدته العرش قبل 70 عاما، وهي مدة قياسية في تاريخ المملكة.
فعندما ولد في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 1948، لم تكن والدته متربعة على العرش بعد. فيما كان يبلغ من العمر أربع سنوات في 1952 عند وفاة جده جورج السادس نتيجة إصابته بجلطة، وخلفته في الحكم إليزابيث الثانية. وفي العام الموالي، سيحضر الحفل الفخم لاعتلاء والدته العرش.
بعد أن ترعرع في قصر باكنغهام إلى جانب شقيقته آن وأخويه آندرو وإدوار، سيصبح أول ولي عهد يذهب إلى المدرسة كما أي شخص من رعايا الملكة، وذلك وفقا لرغبتها. فالتحق بمدرسة جوردونستون، وهي مدرسة داخلية صعبة إلى حد ما في شمال شرق إسكتلندا حيث درس والده. وسيحتفظ تشارلز بذكرى سيئة للغاية عنها. ثم التحق بجامعة كامبريدج، حيث حصل على شهادة في الأنثروبولوجيا وعلم الآثار والتاريخ، ما جعله أول خريج في العائلة المالكة.
وفي 21 من العمر، نال رسميا لقب أمير ويلز، الذي يمنح عادة إلى الابن البكر. كما قلدته والدته تاج أمراء ويلز خلال حفل بثه التلفزيون. وفي نهاية دراسته الجامعية، تم تعيينه في البحرية الملكية حيث عمل ضابطا لخمس سنوات، من 1971 حتى 1976، كما حصل على رخصة طيار المروحية.

عرس خرافي لزواج يتحول إلى كابوس
خلال فترة شبابه، عرف الأمير بعلاقاته المتعددة مع فتيات من عائلات عريقة. لكنه في 1981، وفي 32 من العمر قرر في النهاية الزواج من ليدي ديانا سبنسر، 20 عاما، والتي تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية البريطانية. أكثر من 750 مليون مشاهد تابعوا الحدث على القنوات عبر العالم. وخلف الزوجان ولدان، وليام المولود في 1982، وهاري في 1984، لكن قصة الحب تحولت بعد سنوات قليلة إلى كابوس.
على وقع ضجة كبيرة، انفصل الزوجان في 1992، بعد كشف الأميرة ديانا أن زوجها الأمير تشارلز كان على علاقة طويلة الأمد، أثناء زواجها منه، مع كاميلا باركر بولز، إحدى صديقات طفولته. خلافاتهما أصبحت ظاهرة للعيان، ولم يعد كلاهما يخفيانها إلى أن تم الإعلان رسميا عن طلاقهما في 1996. وألحق هذا الوضع أضرارا كبيرة بشعبية الأمير.
وفي 31 أغسطس/ آب 1997، اهتز العالم لمقتل ديانا في حادثة سير في باريس، وتحديدا تحت جسر "ألما"، رفقة رفيقها دودي الفايد. فحل الأمير تشارلز بالعاصمة الفرنسية لمرافقة جثمان زوجته السابقة نحو بلدها، ثم سيظهر بعد ذلك إلى جانب ولديه وليام وهاري في مراسم تشييع جنازتها وهو يسير خلف نعشها.

•أمير ينشط ويدعم قضايا البيئة
بعد أن علقت به صفة الزوج الخائن، حاول الأمير أن يغير نظرة البريطانيين وبقية العالم نحوه. وانتظر ثماني سنوات حتى يعلن زواجه من عشيقته، التي تعتبر حبه الكبير، كاميلا باركر بولز.
شغوف بعلم النباتات والبستنة، اعتنى بصورته كمحب للبيئة عبر رعاية عدة جمعيات تعمل في المجال. في 2007، أنشأ مشروع "برانس رانفوريست" للتحسيس بخطر إزالة الغابات. كما أنه رئيس "دوبل في دوبل في إف" البيئية في المملكة المتحدة، ويقود معركة لصالح الزراعة البيولوجية.
ولو أنه انتظر طويلا موعد اعتلائه العرش، ظل الأمير تشارلز يشغل مهاما مختلفة في الملكية البريطانية. فباسم الملكة، كان يحضر مناسبات التنصيب وتشييع جنازات الشخصيات الأجنبية بعدة دول. في 2013، مثل والدته للمرة الأولى في اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث. وفي 2022، حظي بشرف تلاوة خطاب العرش لأول مرة أمام البرلمان بعد أن كانت الملكة إليزابيث الثانية تعاني من مشاكل صحية.

•أمير في عين العاصفة
أثار الأمير، الذي يعتبر غريب الأطوار، الجدل في 2005 عندما صافح الديكتاتور روبير موغابي في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني. عشر سنوات بعد ذلك، كشفت رسائل، نشرتها الصحافة، وجهت إلى أعضاء في حكومة توني بلير، تدخل ولي العهد في الأمور السياسية على عكس تقاليد الحياد لدى العائلة الملكية.
وفي 2017، أدرج اسمه ضمن "أوراق الجنة" التي أظهرت أن دوقية كورنوال، التي تدير أمواله، قد تكون استثمرت 3,5 مليون يورو في جزر كايمان. وفي يوليو/تموز 2022، وجد نفسه مجددا في قلب فضيحة، بسبب اتهامات مفادها أنه تلقى مليون يورو من عائلة أسامة بن لادن في إطار أعماله الخيرية. وهذا ما أثر بشكل كبير على شعبيته التي تدهورت وسط البريطانيين من 50 إلى 42 بالمئة، حسب استطلاع رأي أصدره معهد "يوغوف"، بعيدا عن ابنه البكر وليام الذي يحظى بتقدير أكثر في المملكة المتحدة.
واختار كعاهل جديد للبلاد اسم تشارلز الثالث، رغم أن اسم "تشارلز" يعتبر مشؤوما في التاريخ البريطاني. وفي كل الأحوال، سيكون أمام مهمة جديدة لن تكون طويلة على غرار المدة التي قضتها والدته في الحكم بالنظر لعمره، ربما يحرمه هذا من ترك بصماته الخاصة في تاريخ الملكية البريطانية.


التعليقات