كشفت الأمم المتحدة بأن عدد النساء والفتيات اللاتي سيعانين من الفقر المدقع سيرتفع إلى أكثر 380 مليون امرأة وفتاة خلال العام الجاري 2022، وهو ما يشير إلى تراجع في تحقيق المساواة بين الجنسين كأحد أهداف التنمية المستدامة.
وقالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقرير حديث لها، بأن التوقعات تشير إلى أن 388.1 مليون امرأة وفتاة سيعشن في فقر مدقع في عام 2022، ما يؤكد أن هناك تراجعاً في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات.
وأضاف التقرير بأن هذا الهدف لن يتحقق لعقود قادمة، في ظل عدم كفاية الجهود الحالية، و"بدون التزام متزايد من المجتمع الدولي، فإن المساواة بين الجنسين لن تكون أكثر من مجرد هدف غير محقق، لقد حان وقت العمل والاستثمار في النساء والفتيات".
وأوضح التقرير بأن أحدث البيانات حول التقدم المحرز نحو المساواة بين الجنسين كأحد التنمية المستدامة (SDGs)، والتي تم تجميعها في التقرير السنوي الذي سيصدر لاحقاً لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لعام 2022 عن النوع الاجتماعي، تكشف بوضوح عدم كفاية الجهود الحالية، و"إذا استمر التغيير بمعدله الحالي، فإن تحليلنا يظهر أن المساواة بين الجنسين ستظل غير محققة لعقود قادمة".
وتظهر هذه البيانات بأن 57% فقط من نساء العالم يتخذن قرارات مستنيرة خاصة بهن فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية واستخدام موانع الحمل والرعاية الصحية الإنجابية، كما أن واحدة من كل خمس نساء على مستوى العالم، تتراوح أعمارهن بين (20 ـ 24) عاماً تزوجن قبل وصولهن للسن القانوني (18 سنة).
وقالت سيما بحوص، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة: "نحن نعلم أن الهدف 5 ليس مجرد هدف بحد ذاته، إنه المفتاح والأساس المتين لأهداف التنمية المستدامة ككل".
وأورد التقرير بأنه ووسط الأزمات المتداخلة لـ كوفيد-19، والأزمات المناخية، وتزايد انعدام الأمن الاقتصادي والسياسي، لم يفشل التقدم في المساواة بين الجنسين في المضي قدماً فحسب، بل بدأ في التراجع.
وكانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قد اعتمدت في العام 2015 خطة للتنمية المستدامة مكونة من 17 هدفاً، وحددت العام 2030 موعداً نهائياً لتحقيق الهدف الخامس منها والمتمثل في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، لكن "الآن، مع بقاء أقل من 10 سنوات على مواجهته، فإن العالم ليس على المسار الصحيح".