منوعات: هكذا كانت رحلة واحدة من أوائل النساء اللواتي قدّن طائرات في أمريكا
يمن فيوتشر - CNN الاربعاء, 29 مايو, 2024 - 11:59 صباحاً
منوعات: هكذا كانت رحلة واحدة من أوائل النساء اللواتي قدّن طائرات في أمريكا

بدأ اهتمام لين ريبلماير بالأجواء من مكانٍ غير متوقع.

وقالت ريبلماير: "لقد نشأت في مزرعةٍ في الخمسينيات. لم تكن هناك نساء يحلّقن (بالطائرات). ولم تكن هناك طيّارات في الخطوط الجوية. وكان لدي اهتمام بالطيران لوجود طائرات تحلق في سماء المنطقة، وفكرت في مدى متعة رؤية العالم من هناك".

لذا قرّرت ريبلماير أن تصبح مضيفة طيران، وتم تعيينها في "TWA" في عام 1972، التي كانت شركة طيران كبرى آنذاك.

ولكنها كانت فضولية بشأن كيفية عمل الأشياء، وشجّعها ذلك على طرح أسئلة للطاقم حول ما يحدث في قمرة القيادة.

وخلال فصل الصيف الذي تلا هذه المرحلة، أصبحت الشابة جادّة بشأن شغفها، وبدأت في تلقي دروس الطيران في ولاية فيرمونت الأمريكية، على متن طائرة "بايبر" مائية صغيرة، وقالت: "أحببتها فحسب. شكّل هذا أقرب حد وصلتُ إليه للشعور بالإدمان تجاه أي شيء".

وفي عام 1975، علِمَت ريبلماير عن تعيين أول طيّارتين في الولايات المتحدة، وهما بوني تيبورزي في الخطوط الجوية الأمريكية، وإميلي وارنر في خطوط "فرونتير". 

وشجعها ذلك على المشاركة في برنامجٍ مخصص لتصبح مهندسة طيران في مدينة ميامي الأمريكية، وفي النهاية، حصلت على أول رخصة تجارية لها في عام 1976.

 

لحظة تاريخية بقيت سرًا

نالت ريبلماير أول وظيفة لها داخل قمرة القيادة بعد عام واحد فقط مع شركة طيران صغيرة للركاب، تُدعى "Air Illinois"، كضابطة أولى على متن طائرة من طراز "Twin Otter"، وهي ناقلة إقليمية ذات محرك توربيني.

 وتمتعت شركة الطيران بطيّارة ضمن صفوفها بالفعل، ولكن عند تعيين ريبلماير، أخبرها صاحب شركة الطيران أنّهما لن يحلّقان معًا قط.

وعند سؤالها عن السبب، قال لها صاحب شركة الطيران: "يجب أن يكون لدينا رجل هناك (قمرة القيادة) في حالة حدوث أي خطأ، أليس كذلك؟ كما أنّنا لا نريد إخافة ركابنا، أليس كذلك؟".

وبما أنّه كان المالك، كان بإمكانه وضع القواعد التي يرغب بها، ولم يكن هناك قانون ضد ذلك آنذاك، ما جعلهما يوافقان على الأمر.

ومع ذلك، كان منعهما من الطيران معًا بمثابة كابوس بسبب عدم وجود إلا 3 طائرات، و20 طيارًا تقريبًا.

وذكرت ريبلماير: "في إحدى الأيام، كان علينا القيام بذلك. كانت الطيّارة إميلي هناك بالفعل، لكن كان الضابط الأول مريضًا، ولم يكن هناك أي شخص آخر يمكنه الوصول إلى الطائرة في الوقت المحدد سواي".

وبعد أن طلبتْ من موزّع المهام التواصل مع صاحب شركة الطيران، سمعته ريبلماير وهو يصرخ عبر الهاتف، موضحة: "قال إنّ بإمكاني القيام بالرحلة، ولكن لا يُسمح لنا بإصدار أي إعلانات، وكان علينا إبقاء باب قمرة القيادة مغلقًا. لا ينبغي لأحد أن يعرف بوجود امرأتين هناك. لذا هذا ما قمنا به".

وكان ذلك بتاريخ 30 ديسمبر/كانون الأول من عام 1977، وكانت تلك أول رحلة جوية مجدولة في الولايات المتحدة بطاقمٍ نسائي بالكامل، ولكن بقي الأمر سرًا.

وبما أنّ أحدًا لم يتأذ في النهاية، على حد تعبيرها، أشارت ريبلماير إلى السماح لهما بالتحليق مع بعضهما البعض عدّة مرات لاحقًا.

ومع ذلك، كانت أيامها في "Air Illinois" معدودة، فلم يكن راتبها بصفتها طيّارة في السنة الأولى كافيًا لدفع الإيجار.

 

ليست طويلة بما فيه الكفاية

حاولت ريبلماير التقدم لوظائف عند شركات الطيران الكبرى بعد أن أصبح لديها ما يكفي من خبرة الطيران.

ورفضتها إحدى الشركات، وهي خطوط "أوزارك" المنحلة الآن، في نهاية المقابلة لأنها كانت قصيرة جدًا (يبلغ طولها 163 سنتيمترًا تقريبًا). 

وذكرت ريبلماير: "كنت أعلم أنّني لست كذلك، ولكن كان بإمكانهم وضع أي قاعدة يريدونها".

ووجدت ريبلماير وظيفة في شركة شحن تُدعى خطوط "Seaboard World"، حيث عملت كضابطة أولى على متن طائرة من طراز "بوينغ 747".

وحدث ذلك في عام 1980، وأصبحت ريبلماير أول طيّارة تحلق بطائرة من هذا الطراز.

 

تحطيم الأرقام القياسية

لم يدم الحلم طويلاً مع إقالة ريبلماير، إذ قالت: "كان عمري 30 عامًا في هذه المرحلة، ولم يكن لدي وظيفة، ولم أكن متزوجة، ولم يكن لدي دخل. لم يكن الطيران ناجحًا، وكنت أتساءل عمّا إذا كنت قد دمرت حياتي".

ولحسن الحظ، أدى تحرير شركات الطيران، الذي أزال السيطرة الفيدرالية على المسارات والأسعار، إلى تدفق الشركات الجديدة إلى السوق، ومنها شركة طيران تُدعى "People Express"، وفرت خدماتها بين عامي 1981 و1987

ولاحقًا، بدأت الشركة في استخدام طائرات من طراز "بوينغ 747"، وفي عام 1984، أصبحت ريبلماير أول امرأة تقود هذه الطائرة الضخمة في رحلة عبر المحيطات، من مدينة نيوارك الأمريكية، إلى مطار لندن غاتويك، في العاصمة البريطانية.

وحلّقت ريبلماير لفترةٍ وجيزة بطائرة "بوينغ 727" قبل أن تستحوذ شركة "كونتيننتال" على "People Express" في عام 1987.

وتسببت حالة عدم اليقين الناتجة عن العملية إلى أخذها إجازةً للإبحار عبر بولينيزيا الفرنسية، ومن ثم الاستقرار في كاليفورنيا للزواج، وإنجاب الأطفال.

وبعد التوقف لحوالي 10 أعوام، وحصولها على الطلاق، والانتقال إلى ولاية تكساس الأمريكية، عادت الطيّارة للتحليق في السماء بعام 1998.

ورأت ريبلماير أنّ الأمور قد تحسنت بالنسبة للمهن النسائية في مجال الطيران، وشرحت قائلة: "تمتلك جميع النساء اللواتي يرغبن في أن يصبحن طيّارات في الخطوط الجوية هذه الفرصة"، مؤكدة "لم أعد أرى أي تمييز ضد المرأة".

 

 


التعليقات