أفرجت السلطات السودانية الثلاثاء عن مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي كما أعلنت القناة الفضائية القطرية فيما تم اعتقال مئات الأشخاص منذ الانقلاب في 25 تشرين الاول/أكتوبر في هذا البلد.
الكباشي الذي أوقف في منزله الأحد كان نقل الى السجن "رغم قرار النيابة إخلاء سبيله" كما ذكرت الجزيرة قبل ان يفرج عنه اخيرا الثلاثاء.
وقالت القناة إن "الجيش لم يعلن بعد أسباب توقيفه" فيما كتب رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السودانية الثلاثاء ان الجزيرة "نشرت تقارير مجافية للواقع وفيديوهات قديمة أعيد نشرها مرة اخرى واستضافت شخصيات عدائية وظلت تنفخ في نار الفتنة".
وكانت الخرطوم أغلقت مكتب الجزيرة وسحبت تصاريح عمل صحافييها في 2019 السنة التي أطاح فيها الجيش بالرئيس عمر البشير تحت ضغط انتفاضة شعبية.
وتتجاوز السلطة العسكرية الجديدة التي أنشأها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بشكل متكرر القرارات القضائية.
فعلى سبيل المثال، أمرت محكمة مرتين بإعادة خدمة الانترنت المقطوعة في البلاد منذ الانقلاب، لكن بدون جدوى. والسبت أوقف 50 شخصا فيما كان عشرات الآلاف يتظاهرون. وأفادت المحامية إنعام عتيق وكالة فرانس برس بأن "قضاة أمروا بإخلاء سبيلهم لكن الشرطة ساقتهم إلى مكان مجهول".
وتغطي الجزيرة احتجاجات السودان على نطاق واسع وتنقل التظاهرات مباشرة من العاصمة السودانية. كما أجرت قبل أقل من أسبوع مقابلة مع البرهان الذي لم يُجر إلا مقابلتين صحافيتين منذ الانقلاب.
قبل اعتقال الكباشي، الذي لم تحدد أسبابه، مُنع العديد من الصحافيين العاملين في وكالة الأنباء الرسمية (سونا) وفي الإذاعة والتلفزيون الرسميين من ممارسة عملهم وتم استبدالهم.
وقبل الانقلاب، كان السودان مصنّفا في المرتبة 159 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعدّه منظمة "مراسلون بلا حدود".