شدّدت جماعة الحوثيين قيودها على حرية اليمنيات، وأصدرت توجيهات إلى شركات النقل البري تشترط موافقة وليّ الأمر على سفرهن من صنعاء والمناطق الخاضعة لها شماليّ اليمن.
وكشفت منظمات حقوقية يمنية عن تعميم رسمي أصدره الحوثيون يفرض على شركات النقل الداخلي البري تعبئة استمارة خاصة بالنساء المسافرات، تُفيد بضرورة موافقة وليّ الأمر على سفرهن.
وقوبل هذا التعميم بانتقادات واسعة في الأوساط الحقوقية اليمنية. وقالت منظمة "مواطنة" لحقوق الإنسان إن هذا الإجراء "لا يختلف عمّا تفعله حركة طالبان في أفغانستان، وغيرها من الجماعات المتشددة في المنطقة".
بدوره، يصف الناشط الحقوقي اليمني رياض الدبعي، القرار بأنه "استمرار لنهج القمع وتضييق الحريات وفرض القيود على النساء في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تُمارس أبشع أنواع الانتهاكات من اعتقالات وإخفاء قسري". ويقول لـ "العربي الجديد": "للأسف، تحدث هذه الانتهاكات وسط صمت مخجل من المنظمات، بالإضافة إلى غياب المجتمع المدني في مناطق نفوذ الحوثيين لمراقبة الانتهاكات ورصدها".
وهذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها قيود على المرأة اليمنية من قبل الحوثيين. مطلع العام الماضي، أصدر الحوثيون تعميماً مماثلاً، يقضي بمنع سفر النساء من دون محرم.
ولا يوجد قانون يشترط وجود محرم في أثناء تنقل النساء. لكن خلال السنوات القليلة الماضية، كان هناك تشديد على وجود محرم، وكثيراً ما سئلت النساء عن الأمر في وسائل المواصلات في أثناء التنقل بين المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون.
وبحسب منظمة "مواطنة" لحقوق الإنسان، دأب الحوثيون على سؤال النساء اللواتي يسافرن بمفردهن عن وجود محرم. وبالتوازي، يجب على الرجال المرافقين للنساء إثبات علاقتهم بهؤلاء النساء من خلال إبراز عقد الزواج أو بطاقة الهوية.
ووثقت المنظمة في تقرير حديث وقائع انتهاكات تتعلق بحرية تنقل المرأة وسفرها، مشيرة إلى أن إحدى النقاط الأمنية التابعة للحوثيين في منطقة نقيل يسلح (40 كيلومتراً جنوب صنعاء)، توقف النساء المسافرات وتبتزهن وتصادر جوازات سفرهن بحجة أنهن من دون محرم.
ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء قبل سبع سنوات، كانت المرأة اليمنية عُرضة لانتهاكات متلاحقة، إذ منعوا الاختلاط بين الشبان والفتيات في حفلات التخرج في الجامعات، ومُنعت النساء من الحصول على خدمات الصحة الإنجابية.
وقالت رئيسة منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" رضية المتوكل، في بيان على موقع المنظمة على "تويتر"، إن هذه الانتهاكات "ليست سوى جزء صغير من ممارسات عديدة تبين توجهاً خطيراً لتقويض وجود النساء في الحياة العامة، وإنهاء كل المكاسب التي كافحت من أجلها على مدى سنوات، وعلى الحوثيين وقف هذا الاستهداف للنساء".