بدأت النجمة الاميركية الشهيرة، اليوم الاحد زيارة هامة لليمن الذي تمزقه الحرب، بوصفها مبعوثا خاصا لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، في مسعى الى لفت انتباه العالم للعواقب الكارثية للصراع المستمر في هذا البلد المصنف كأسوأ ازمة انسانية من صنع البشر.
وتأتي الزيارة قبيل ايام من عقد مؤتمر رفيع للمانحين منتصف الشهر الجاري لحشد التمويلات الدولية لخطة الاستجابة الانسانية في اليمن للعام 2022.
وقالت جولي الحائزة على جائزة الاوسكار، انها وصلت مدينة عدن اليمنية اليوم الاحد، بوصفها مبعوثا خاصا للمفوضية الاممية لشؤون اللاجئين.
وكتبت على حسابها انستجرام، ان زيارتها تتضمن اللقاء بالعائلات النازحة واللاجئين، و "اظهار دعمي للشعب اليمني".
اضافت"بينما نواصل مشاهدة الفظائع التي تتكشف في أوكرانيا، وندعو إلى إنهاء فوري للصراع ووصول المساعدات الإنسانية، أنا هنا في اليمن لدعم الأشخاص الذين هم أيضًا في أمس الحاجة إلى السلام".
وتابعت: "اليمن من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حيث يقتل أو يجرح مدني واحد كل ساعة.
كما دمرت الحرب الاقتصاد، وجعلت أكثر من 20 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة".
وتأمل المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين أن تسلط هذه الزيارة الضوء على الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في البلاد، وان تساعد في حشد الدعم العاجل قبيل المؤتمر السنوي رفيع المستوى في 16 مارس الجاري.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب المستمرة في اليمن منذ نحو ثماني سنوات خلفت واحدة من اسوأ الازمات الانسانية في العالم، وسط تحذيرات متزايدة من انزلاق وشيك لملايين السكان نحو" المجاعة"بسبب نفاد التمويلات.
ومنذ مطلع العام الجاري قلصت منظمات العمل الانساني او اغلقت بالفعل ما يقرب من ثلثي برامجها الرئيسة بسبب فجوات التمويل الذي من المتوقع ان يقود الى إجراء مزيد التخفيضات في الأشهر المقبلة.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بي في ختام زيارة لليمن الشهر الماضي"ليس لدينا خيار سوى أخذ الطعام من الجياع لإطعام المتضورين جوعا".
اضاف "مالم نحصل على تمويل فوري، سنخاطر في غضون أسابيع قليلة حتى بعدم قدرتنا على إطعام المتضورين جوعا..سيكون هذا هو الجحيم على الأرض".
وهناك مخاوف ايضا من تداعيات اضافية على الوضع اليمني من النزاع الروسي الاوكراني، حيث يستورد البلد العربي معظم احتياجاته للقمح من البلدين الاوربيين المتناحرين.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من الضعف في معظم أنحاء البلاد خلال العام الماضي جراء الانهيار الاقتصادي وتراجع سعر صرف العملة الوطنية، التي قذفت بملايين اخرين من السكان البالغ عدده 30 مليونا الى دائرة الجوع.
وحتى نهاية العام الماضي، أسفرت حرب اليمن عن مقتل 377 ألفا بشكل مباشر وغير مباشر، وفق الأمم المتحدة، كما ادت إلى خسارة اقتصاد البلاد نحو 126 مليار دولار.
ويمكن لانجلينا جولي رؤية الكلفة الهائلة التي احدثتها حرب اليمن منذ وصولها مطار عدن الدولي الذي كان هدفا لقصف مدمر، او من خلال مخيمات النازحين المكتظة بأكثر من اربعة ملايين شخص معظمهم من النساء والاطفال، اضافة الى عشرات الاف اللاجئين الافارقة الذين يستمر تدفقهم حتى في ظل الحرب والوباء.
