اليمن: كيف يعيد الحوثيون تشكيل البلد على خطى صعدة..اليكم عصارة زيارة فاحصة لباحثي مركز صنعاء
يمن فيوتشر - مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية الاربعاء, 11 أغسطس, 2021 - 12:29 مساءً
اليمن: كيف يعيد الحوثيون تشكيل البلد على خطى صعدة..اليكم عصارة زيارة فاحصة لباحثي مركز صنعاء

استولت جماعة الحوثيين المسلحة، المعروفة أيضا باسم أنصار الله، على العاصمة اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014.
في منتصف يونيو/حزيران 2021، سافر كبير الباحثين في مركز صنعاء عبد الغني الإرياني وزوجته بلقيس اللهبي الباحثة ايضا في المركز، إلى صنعاء حيث عقدا لقاءات مع عديد الأفراد وتجولا في المدينة للوقوف على وضعها وكيف تغيرت تحت حكم الحوثيين.
في 9 يوليو/تموز، شاركا في جلسة يسرها الباحث في مركز صنعاء أبو بكر الشماحي للتحدث عن رحلتهما. حُررت وكُثفت في مقابلة.

•عبد الغني الإرياني: غالبًا ما أُتهم بالتفاؤل المزمن. اليوم سأخسر فيه هذه السمعة إذ أعطاني قضاء ثلاثة أشهر في صنعاء فكرة واضحة كم سيكون من الصعب إنهاء هذه الحرب واستعادة الدولة اليمنية.
الحوثيون يعيدون تشكيل البلد على صورتهم سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا. الحوثيون يغيرون الدولة بدءًا من المدارس الابتدائية وصولًا إلى صالات العزاء.
تحدثت مع الكثير من رجال الأعمال في صنعاء. صغار رجال الأعمال متجهون نحو الإفلاس ويُستبدلون بآخرين لديهم علاقات بسلطات الحوثيين. كبار رجال الأعمال وضعهم آمن حتى هذه اللحظة رغم دفعهم ضرائب باهظة ورسوم تعسفية، ولكن الكثير منهم يعتقدون أنهم لن يستمروا بمزاولة أعمالهم (في نهاية المطاف). الحوثيون مستمرون بفرض ضرائب جديدة بين الفينة والأخرى.
أما على المستوى الاجتماعي، الناس منقسمون. هناك شعور عارم بالإحباط والاستياء تجاه الحوثيين، ولكن الناس تشعر بالعجز وبأنها مغلوبة على أمرها. أعتقد أن هذا التجريف الديمغرافي والاقتصادي والسياسي هو بمثابة عمل انتحاري يقوم به الحوثيون لأنه يجعل بقاء صنعاء عاصمة لكل اليمنيين أمرًا مستحيلًا. الحوثيون ينتحرون عبر محاولة فرض رؤيتهم للعالم على الجميع. هم في الواقع ينخرطون فيما قد تصبح حربًا دائمة مع باقي المجتمع، ومن المستحيل أن ينتصروا على المجتمع اليمني بأسره.
•بلقيس اللهبي: حول الحوثيون الشوارع في صنعاء إلى معارض لصور شهدائهم. تنتشر هذه الصور بشكل كثيف في ميدان السبعين، وهو مكان ذو رمزية لجميع اليمنيين إذ أنه يحيي ذكرى هزيمة قوات الإمامة خلال حصار السبعين يومًا على صنعاء في 1967-1968. أيديولوجيتهم السياسية تبرز بوضوح في الميدان. كما حوّل الحوثيون جامعة الإيمان ومبنى البرلمان إلى معرض صور للشهداء.
-المُيَسِّر: إلى أي مدى تشعرين أن الرمزية تُترجم إلى دعم فعلي للحوثيين؟ كيف تختلف صنعاء اليوم عن صنعاء التي تتذكرينها؟
•اللهبي: غادرت صنعاء عام 2016. كنت دائمًا ما أقول إن صنعاء مثل عمران، ولكن الآن هي أشبه بمران في صعدة.
صنعاء اليوم تختلف كثيرًا عن صنعاء التي أعرفها. الكثافة السكانية مرتفعة. الملايين شُردوا إلى صنعاء، والمدينة مكتظة للغاية.
أنا ولدت وترعرعت في صنعاء، وغادرتها بسبب الحرب.
أول مرة لا تستطيع أن تجلس في صنعاء بسبب الحر. كما أن التراب مزعج جدًا. كان هذا أمرًا جديدًا.
وضع الشوارع سيء فهي مليئة بالحُفر. تنتشر صور الشهداء والشعارات على جميع جدران المباني. أعتقد أن الناس ضاقوا ذرعًا بتحكم الحوثيين بالمساجد، لدرجة أن البعض توقفوا عن الذهاب إلى المساجد بسبب ترديد الشعار الحوثي بعد الصلاة.
تعمدت ارتداء ملابس المرأة اليمنية العادية، العباءة، حتى أتمكن من الجلوس في الشارع والتحدث إلى الناس. لقد تحدثت إلى الكثير منهم، ويمكنني القول إن هناك الكثير من الامتعاض والاستياء العام.
-المُيَسِّر: هل توفر لنا لمحة حول طبيعة التفكير داخل قيادة الحوثيين بناءً على المحادثات التي أجريتها في صنعاء؟
•الإرياني: ذهبت إلى صنعاء بهدف فهم موقف الحوثيين الحقيقي حول تسوية سلام، وماذا يريدون على صعيد تقاسم السلطة والترتيبات السياسية التي ستلي وقف الأعمال العدائية.
لسوء الحظ، خسرت صديقين مهمين: الجنرال يحيى الشامي، مساعد القائد الأعلى (مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى)، وحسن زيد، وزير الشباب والرياضة. اُغتيل زيد في أكتوبر 2020 وتوفي الشامي بفيروس كورونا في مارس. توفي نجل الشامي، زكريا، قبله ببضعة أيام، الأمر الذي أثار بعض الشائعات في صنعاء حول أسباب أخرى محتملة للوفاة.
صراحة، لم يكن من السهل الحصول على لقاءات. عيّن المجلس السياسي الأعلى أحد أعضائه للتواصل معنا بناءً على طلب مركز صنعاء، وعقدت معه العديد من اللقاءات. كما التقيت بمحمد علي الحوثي والعديد من أعضاء مجلس الوزراء ومشرفين ورجال أعمال وسياسيين وحتى قيادات عسكرية وأمنية ممن كان متاح لهم الحديث في الشأن العام.
-المُيَسِّر: أريد أن أقف على نقطة تحدثت عنها بلقيس، وهي المعارضة.. والغضب في صنعاء تجاه الحوثيين.
•اللهبي: اليمنيون ليسوا ضعفاء، ولكن الناس لا تواجه الحوثيين لأنهم عندما ينظرون إلى الطرف الآخر -الحكومة الشرعية- يجدون أنفسهم أمام خيارين: هناك الحوثيون وفسادهم، ومقابلها حكومة ضعيفة فسادها يفوق الخيال. بالنسبة لليمنيين، من يمسك الشرعية هم نخبة مخجلة. أكبر سلاح يملكه الحوثيون هو الحكومة الشرعية لأنها تجعلهم يبدون أفضل مقارنة بها.
•الإرياني: أريد أن أشدد على حقيقة -وهي في الواقع واضحة منذ وقت طويل- أن [الرئيس عبدربه منصور] هادي والسعوديين جعلوا الحوثيين أقوياء للغاية.
-سؤال من الحاضرين: هل هناك أي مؤشرات على تعب الحوثيين من الحرب؟
•الإرياني: ليس بعد. يأمل البعض باستمرار أن الحوثيين سيتعبون من القتال، ولكن بوسع الحوثيين تجنيد مئات الآلاف من الشباب. أرسل الحوثيون هذا الصيف 400 ألف تلميذ إلى معسكرات لتحضيرهم للجهاد. بالتالي، لديهم مصدر لا ينضب من المجندين الجدد.
-المُيَسِّر: تقول إنه بوسعهم تجنيد المزيد من مئات الآلاف، هل يعكس هذا دعم شعبي حقيقي، أم يعود هذا الأمر إلى ضعف الدولة والاقتصاد أو إلى التكتيكات القمعية وإجبار الناس على القتال؟
•الإرياني: كل ما ذكرته. ينضم بعض المقاتلين إلى الحوثيين لأن أباءهم يريدون منهم كسب لقمة العيش، والطريقة الوحيدة لكسب الدخل هي الانضمام للقتال.
في معظم الأحيان، يذهب أحد أولادهم إلى الساحل الغربي، وآخر إلى مأرب وآخر ينضم إلى الحوثيين. بعد فترة، أولئك الذين انضموا إلى الحوثيين يتشربون أفكارهم عبر التلقين ويصبحون مقاتلين متشددين. هذا الأمر لا يحدث مع الشباب الذين ذهبوا إلى الساحل الغربي للانضمام إلى قوات طارق صالح أو مع الذين ذهبوا إلى مأرب للقتال مع الإصلاح أو هادي.
•اللهبي: أريد أن أشارككم ما قاله لي سائق حافلة في صنعاء خلال مرورنا بجانب اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت. قال: “هل تريدون الحوثيين أن يقيموا انتخابات ديمقراطية لكي تنزل النساء إلى الشارع لاحقًا ويطالبن بحصة من التمثيل؟ الحوثيون ليسوا بحاجة لفعل أي من هذا؛ أيديهم في جيوب الناس، وهم يأخذون أموال الزكاة ويجمعون الضرائب تحت ذريعة أن جميع المصادر يجب أن تُكرّس نحو صد العدوان. الحوثيون يحكمون دون تكلفة تذكر، وهم لا يقدمون خدمات للناس، ولا يدفعون رواتب. وبالتالي، ليسوا مجبرين على إحلال السلام”. إذا وافق الحوثيون على السلام، سيتوجب عليهم أن يحكموا.
هناك أمر ثانٍ أود أن أشاركه معكم أيضًا، ويتعلق بالمغني الحوثي الشهير عيسى الليث الذي يقال إنه يقود سيارته في المدينة وبصحبته موكب يتألف من ستة أطقم بحوزتهم أسلحة ثقيلة. قال لي شخص إن المقاتلين يذهبون إلى ساحة المعركة بصحبته (مدفوعين ومتحمسين بأغانيه) ويعودون مع قارئ القرآن محمد حسين عامر (أي جثة). يتم تلقين المقاتلين. في الواقع هناك خطاب سياسي قوي على الجبهات يستجيب الناس إليه. ولعل هذا يعود إلى غياب المساحات العامة في صنعاء.
-المُيَسِّر: هل ورث الحوثيون الدولة؟ هل هم الآن جمهورية اليمن؟
•الإرياني: من الواضح أن هذا ما يعتقدونه. ولكنني متأكد أن هناك أشخاص معتدلون داخل الجماعة لا يزالون يعتقدون بأن هناك إمكانية لمستوى معين من تقاسم السلطة.
محمد علي الحوثي أصبح أحد هؤلاء المعتدلين، ويعود ذلك إلى نجاح الحوثيين العسكري الذي نقل مركز الثقل داخل الجماعة إلى أقصى اليمين، ولكنه لا يعتقد أنه يجب أن يكون هناك تقاسم سلطة حقيقي مع الزعماء في الجانب الآخر. هو تحدث عن عودتهم بصفة “عائدين” -مصطلح اُستخدم في نهاية الحرب الأهلية في شمال اليمن بين الملكيين والجمهوريين في الستينيات. عندما هُزم الملكيون، صدر عفو عام وسُمح لهم (باستثناء عائلة حميد الدين الحاكمة سابقًا) بالعودة والمشاركة في الحكومة.
-المُيَسِّر: لنتحدث عن الوضع الاقتصادي. كيف يبدو؟ هل لاحظت ازدياد في مستويات الفقر، في عدد المتسولين؟ هل يواجه الناس تحديات اقتصادية لم يواجهونها من قبل؟
•اللهبي: يواجه اليمنيون شتى التحديات الاقتصادية. الناس لم تتلقَ رواتب لسنوات. أي خلل بسيط في توازن حياتهم، أي مشترى جديد، أي ارتفاع في الأسعار يحدث فارقًا كبيرًا بالنسبة لهم.
هناك أناس تضع يدها في الثلاجة لتحديد إذا كانت باردة بما فيه الكفاية لحفظ الطعام حتى الغد، ثم يطفئونها لتوفير الكهرباء. عليهم أن يقرروا متى يستخدمون تيار الكهرباء العمومي ومتى يعتمدون على الطاقة الشمسية. عندما تمشي في السوق، يمشي عشرات المتسولين خلفك. يقف شرطي المرور في الشارع منتظرًا السائقين ليعطوه المال.
أنا شخصيًّا تفاجأت بالأسعار. اشتريت بعض الحاجات البسيطة من المتجر كان سعرها مرتفعًا للغاية. عام 2016، كان هذا المبلغ يكفي لملء عربة التسوق. محال البقالة تقبل الريال السعودي، ولكن لا تقبل أوراق الريال اليمني المطبوعة حديثًا في عدن. وبالتالي، الناس مدمرة، العائلات مدمرة، والطبقة المتوسطة اختفت.
-المُيَسِّر: ولكن في نفس الوقت، شهدت صنعاء زيادة في البناء. كيف يحدث هذا في نفس الوقت الذي يسود فيه الفقر الحاد؟
•اللهبي: تجار الحرب. هؤلاء هم الناس الذين جعلوا صنعاء مكانًا صعبًا للعيش فيه. على الرغم من كل هذا الفقر، شراء أو استئجار منزل أمر مكلف للغاية. أسعار العقارات ارتفعت بشكل جنوني.
هناك نازحون من رؤوس الأموال أخذوا أموالهم وذهبوا إلى صنعاء وفتحوا مشاريع. على سبيل المثال، عطير، محل البطاطس الشهير في تعز، انتقل إلى صنعاء. هذه مشكلة للحكومة: انتقال رؤوس الأموال إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
•الإرياني: يعكس الارتفاع الجنوني في أسعار العقارات، في ظل الظروف الاقتصادية المزرية حاليًّا، الفساد الكبير الذي يمارسه حوثيون متنفذون. الأسعار ارتفعت بنسبة 200% و300%، ويعود ذلك بشكل كبير إلى جمع الضرائب وتراكم ثروات هائلة لدى كبار الشخصيات من جماعة الحوثيين. زعيمهم، (السيد) انتقد أكثر من مرة المسؤولين الحوثيين الذين يشيدون عمارات باستخدام أموال كسبوها بشكل غير مشروع. إن الزيادة في قيمة العقارات حادة بشكل خاص في الأحياء الشمالية (الجراف-الروضة) والأحياء الجنوبية (بيت بوس-دار سلم-أرتل)، مما يشكل كماشة عملاقة على المدينة.
هذا التوسع الهائل في الزحف العمراني بصنعاء لم يصاحبه أي تطوير لإمدادات المياه والطاقة. على العكس من ذلك، توقفت تقريبًا خدمات الكهرباء والمياه العامة، وحل محلها مقدمو خدمات مستقلين يفرضون أسعارًا باهظة. ليس هناك نقص في هذه الخدمات بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكلفتها. انخفض الطلب لأن معظم الناس لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف هذه الخدمات الأساسية.
-المُيَسِّر: نظرًا للأزمة الاقتصادية العامة، كيف يستمر الحوثيون في تمويل عملياتهم العسكرية ودفع رواتب المقاتلين؟
•الإرياني: يستمرون في فعل ذلك بفضل أعدائهم. أُعفي الحوثيون من مسؤولية دفع رواتب القطاع العام نتيجة نقل البنك المركزي إلى عدن. وفي هذه الأثناء، هم يجمعون الضرائب من النشاطات التجارية، بما فيها تلك الموجودة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. الضرائب التي تأتي من الجنوب ومأرب تذهب إلى صنعاء لأن الحوثيين فاعلين ويسيطرون على مؤسسات الدولة.
فشل الطرف الآخر فشلًا ذريعًا. كسر السعوديون الاقتصاد اليمني عبر نقل البنك المركزي إلى عدن. ولدي أدلة كفاية لأقول إن السعوديين هم من قرروا نقل البنك المركزي. الأمر الثاني يتعلق بالريال. الأوراق النقدية الجديدة (التي طبعها البنك المركزي في عدن) تبدو مختلفة، وبالتالي هم خلقوا عملتين. هذه أيضًا كانت خطة سعودية، لم تفضِ إلى شيء سوى أنها جعلت الناس أفقر وأضعف، وجعلت السيطرة عليهم أسهل للحوثيين. المواطن اليوم مستعد لئلا يتفوه بكلمة لكي يحصل على ربع راتب في الشهر أو نصف راتب كل شهرين ويتمكن من تأمين الطعام لعائلته. من السهل السيطرة على الناس الجياع.
-المُيَسِّر: من وجهة نظر الأشخاص الذين التقيتم بهم في صنعاء، هل هناك أي أمل؟
•اللهبي: قدرة الناس على التحمل تضعف أكثر وأكثر لأنهم لا يعيشون حياة كريمة. شخصيًّا، لا أثق بالحوثيين ولا بالحكومة.
•الإرياني: علينا الاستمرار في التعامل مع الحوثيين. علينا الاستمرار في التحدث معهم. صوت العقل والاعتدال ما يزال حيًّا، ولكنه ينخفض شيئًا فشيئًا. إذا استمرينا في الانخراط معهم، بوسعنا جعل المعتدلين أقوى. إذا تغيّر الإطار القانوني الدولي المعادي، سنتمكن من إقناع المزيد من الحوثيين بالاعتدال. إذا قلصنا حدة العنف في الصراع، قد يرتفع صوت الاعتدال. وفي نهاية المطاف، هذه جماعة متماسكة بشدة وجميع أفرادها سيتبعون زعيمهم (عبدالملك الحوثي). وكما قال السفير الفرنسي مؤخرًا، الزعيم هو من يُدخل الاعتدال إلى الجماعة أو يسمح بهذا العنف والتشدد بين اليمنيين.
أخطط للذهاب إلى صنعاء في أقرب وقت ممكن لمواصلة التعامل مع الحوثيين، على أمل أن انتقاداتي القاسية لن تجعل تعاملي معهم مرة أخرى أمرًا مستحيلًا. سأقول لهم المثل العربي: “صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك”.


التعليقات