لقطات سريعة وختامية عن 'المحفل الثقافي'
يمن فيوتشر - نشوان العثماني السبت, 07 أغسطس, 2021 - 01:07 مساءً
لقطات سريعة وختامية عن 'المحفل الثقافي'

السابعة صباحًا بتوقيت الكرّاع، 31 يوليو/تموز، الرحلة برًا من الساحل عدن إلى الشرق. كنا أربعة، الدكتورة اسمهان العلس وذو يزن مخشف وسامية الأغبري، ولاحقًا كنا أكثر من أربعين.
كم هو لطيف ذو يزن. لم ألتقه من قبل. يعمل حاليًا سكرتيرًا لصحيفة 'الأيام'.
صحبتنا أغاني الآنسي والمرشدي وفيصل علوي وفيروز، والكثير من مشاهد الجمال الممزوجة بالبحر وآثار الحرب معًا.
(2)
إذا كنت ساهرًا حتى الصباح، وأمامك سفر لساعات، لا تتردد. تناول وجبة الإفطار، ويفضل الفاصوليا الحمراء والشاي الملبن وأن لا تفكر بالسياسة. لا تتخيل مشهدًا أدبيًا. ذولين قات فذاحة رفقة 'مستحيل أرجع لحبك'، و'الشوق أعياني'. وقل للعالم المجاور: هذه اليمن غصبًا عنكم، ها نحن نمضي إلى الهدف. تظنون أنكم تساعدوننا؟ تبًا لكم. دعونا وشأننا وكثر الله نومكم.
(3)
قرابة 40 نقطة وحاجز تفتيش قبل أن نصل المكلا. وفي المكلا منطقة تسمى 'خلف'، نزلنا هناك في رمادا. ما سبب هذه التسمية؟
انظروا: النهدين، الصدرين، خشم البكرة، ... ضوران، وإذا كان الألف والنون للتعريف ربما نجد أيضًا: الردف والعيب. فتضاف الآن 'خلف'، إنما لكل شيء أمام وخلف وتلك من طبيعة الجغرافيا.
(4)
في الطريق وتحديدًا في شبوة، لمحت سمكتين على اليسار في بحر العرب، قال ذو يزن أنهما من أسماك التونة المسماة محليًا بالثمد. وفي أقصى اليسار لمحت هذا المشهد:
كل مرة نسافر لدورة أو مؤتمر خارج البلد، عمان أو القاهرة أو مسقط أو اسطنبول، الخ، إلا هذه المرة، ها هم يأتون من مصر والأردن ولبنان وتركيا إلى اليمن. فعلها 'مركز صنعاء'.
(5)
ندخل القاعة. اليافطة الكبرى 'مؤتمر المثقفين اليمنيين'، ويندلع نقاش حاد عن التسمية ومن هو المثقف ومن هم هؤلاء وتلك العادة اليمنية العربية "لماذا أنت وليس أنا"؟
نقد قليلون بحصافة وموضوعية. انجرف كثيرون خلف هواهم وأناهم، غير متعافين للأسف. سقط البعض كثيرًا في صحن العمبرود.
كانت واحدة من أجمل أصداء المؤتمر هذا الإرباك تحديدًا والمزيد من عدم الوضوح بحسب الرفيق نبيل قاسم.
المطلوب إذن محفل ثقافي أكبر في سقطرى أو ميون. ربما في مأرب أو عدن. ربما أعلى البساط الأخضر في حوف! هل الهدف المشاركة؟ قطعًا إنما المزيد من لقاءات اليمنيين الذين حرموا حتى مجرد الحديث مع بعضهم في ظل مأساة الحرب.
(6)
لا أدري ماذا كنت سأقول!
الساعة الآن 0449 صباحًا. الجميع نيام. أين سأعثر على وجبة إفطار برائحة الشاي المحترق بالسكر؟ ربما بعد ساعة سأوقظ صاحبي فادي ونمضي إلى صيرة. هناك رائحة السمك تراقص الفئة الورقية القديمة التي ربما تزيد سعر الكيلو حبتين.
تذكرت للتو: إدارة 'مركز صنعاء' صرحت مرارًا أن الفكرة مستهل، لها ما بعدها. كان هذا دالًا تمامًا، لكن المثقفين خارج المؤتمر لم ينتبهوا كما يبدو. يمكنهم سماع الرفيق ماجد المذحجي مرة أخرى.
(7)
هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها مثقفون يمنيون منذ سنوات الحرب!
(8)
أربع ورق قدمت للمؤتمر بشأن مستقبل الدولة في اليمن ومستقبل الجنوب ودور الجهات المسلحة غير الحكومية في اليمن حاليًا، ودور المثقفين اليمنيين في مستقبل اليمن، من قبل كل من: محمد العلائي، حسام ردمان، نشوان العثماني، ثريا دماج، جمال حسن، علوي السقاف وبلقيس اللهبي.
(9)
من أجمل ما شهده المؤتمر توقيع رواية 'الحقل المحترق' لريان الشيباني. وشخصيًا تلقيت من صديقي جمال حسن رواية لتوماس مان 'آل بودنبروك' مر وقت وهي بحوزته، لم نلتقِ منذ عاد من القاهرة قبل عامين ربما أو أقل أو أكثر. الزمن يذهب بالسنوات، فيما نحسبه بالأشهر.
ويمر يومًا نحسبه ربع ساعة.
هذا يعني أن البعثة الدنمركية قدمت إلى اليمن قبل أسبوعين ونصف، 1761م.
(10)
لماذا لا نشاهد مقابلات جان لامبير ونهلة الشهال؟!
الوعي الماركسي مهم وملهم. خطأ في الاشتراكية والشيوعية لكن ليس عند كارل ماركس. أيلتقي هذا مع التصوف فلسفيًا؟ نبحث ونرى.
(11)
قدم فارع المسلمي وياسمين الإرياني ريبورتاجًا مختصرًا مكثفًا عن 'مركز صنعاء' ودليل النشر. تميز المركز تمامًا بالمؤسسية وإحداث الفارق عبر الإنتاج المعرفي، وتدريب جيل جديد من الباحثين، وتلك الصداقة الإبداعية نحو الأفق.
(12)
على هامش المؤتمر اقتربت من عديد أصدقاء كنا نتابع بعضًا في الفضاء الأزرق فحسب. جمعتنا المكلا بحميميتها وكان لنا ذلك السلام المفقود. كما تعرفت على أصدقاء جدد.
(13)
شمل المؤتمر ألوان الطيف: الاشتراكي والمؤتمري والإصلاحي والانتقالي وحضرموت الجامع والحراك الثوري وبدون أحزاب ومكونات/مستقلين... الخ.
(16)
لم يحضر هاني بن بريك بالتأكيد وسلطان البركاني وعبدالله العديني والبحسني، بينما عاد الرئيس هادي إلى الرياض وظهر نائبه من مقيل قات يطمئن الشعب أنه بخير ولا صحة لما قيل أنه تعرض لحادث مروري. نائبه أم رئيس البرلمان؟ ليس لدينا فرق بينهما. ليس لدينا برلمان.
(17)
لا أحب السباحة أبدًا. أحب الرواية. بجواري 'سمير نادية' صاحب صاحبي نائف حسان.
(18)
النصيحة الثالثة عشرة من النصائح العشرين التي وجهها صديقي فارع للمبعوث القادم أن يهتم بالقضية الجنوبية والملف الاقتصادي؛ إذ تجاهل السابقون هذين الجانبين وفشلوا. عل صديقنا السويدي لن يفشل. سنخزن معه في أكتوبر/تشرين القادم في كوكبنا.
(19)
كل مرة النقطة رقم 19 هي تذكير بالاستعمار البريطاني (19 يناير) وأن هذا الرقم لا يقبل لا القسمة على واحد أو على نفسه.
(20)
في القرن العشرين كانت ستقوم القيامة فأجلوها إلى العام 2022. سنصلي أنها تمر بسلام وأن يتأخر هذا اليوم الموعود إلى 3033م.
(21)
في الحفل الختامي وطريق العودة قصص كثيرة أهمها أنه لن يتم الحديث مجددًا عن المؤتمر عبر كلمة أو اثنتين. حان وقت العمل وكيفما فعلتم افعلوا. ستظل يد الثقافة ممدودة وتحبكم جدًا، قال الرئيس القادم للمحفل.
(22)
نشوان لا تفجعك خساسة الحنشان، ولا تبهر إذا ماتت غصون البان، الموت يا ابن التعاسة يخلق الشجعان، فكر بباكر ولا تبكِ على ما كان.
نعم يا صديقي، فكر بباكر ولا تنظر للخلف. لا تبكِ على ما كان. صديقك بولس قال كلامًا شبيهًا بهذا.
مهما الوصال غالي.. لا بد يا حبيبة..
(23)
الرفيق وضاح: هذا مؤتمر ماجد وأصحابه.
الرفيق حمدي: هذا مؤتمر فارع ورفاقه.
الرفيق سالم: الذين لم يحضروا ينسبونه للشخوص والذين حضروا عرفوه أفضل. هذا مؤتمر للجميع ولغير البحر الأبيض، لبحر العرب.
(24)
بدء المعرفة سؤال.
جبل شمسان لن يصمد أكثر.
(25)
من قال أن بلداننا عرفت المواطنة يومًا؟
- عرفت نصف الأشياء الأقل تعريفًا.
(26)
يوصي مولانا علوي السقاف: على المثقف توجيه اهتمامه ونضاله نحو الديمقراطية.
سالم: ماذا عن المواطنة والعلمانية؟
- في الاتجاه نفسه.
كان السقاف في معرض تذكره غرامشي يشير إلى ثلاثة:
المثقف التقليدي.
مثقف السلطة.
المثقف النقدي. (بصدد البناء عليه كحامل أبعاد اجتماعية تستلزم التغيير)
(27)
'حكمت المحكمة ببراءة المتهم وحبس المحامي.'
من هو المحامي؟
- الرفيق وليد دماج.
ليش؟
- لازم يعرف أنني أحبه وأنه مش جريمة ولا غلط لما كان خارج المؤتمر. الدنيا بخير. القادم يتسع.
(28)
من لم يقرأ 'بحثًا عن الزمن المفقود' لا يعتبر مثقفًا.
- أي أنني أبدأ الثقافة الآن؟
ربما. لكن هذا الفرمان الشيوعي غير ملزم وإلى ذلك ولى زمنه.
غير مجدٍ القول: من لم يقرأ تولستوي ليس بمثقف. الرفيق مكسيم جوركي كان غلطان.
شكرًا للرفيق خالد سلام الذي جلب هذه التحفة من القاهرة.
(29)
متى تعود إلى كوكب الأرض؟
- بعد المجمع الثقافي القادم بعد قليل، غدًا الأحد ربما.
(30)
ماذا يعني لك الرقم 30؟
- زمن يبدأ لكن لا ينتهي.
(31)
رسالة لصديقك نزار؟
- أن تبقى متقدًا؛ أن تقود جيلك نحو يمن آخر أكثر ثقافة!
(32)
أ- بما وعلى ما أنت عليه استمر.
...
ب- فارع وماجد، تميز لافت وخلاق.
...
ج- جهودها كانت مائزة، كم نشكر فريال النسيم؟
(33)
ملكة سبأ هنا وعلى الضفاف المقابلة.
الله ما أجملك يا شاطئًا يجمعنا.
صلاة كبخور الأفخارستيا. صباح كقصيدة.
وقد بثت إذاعتنا أول أغنية يمنية موجهة إلى كل الأمم.


كلمات مفتاحية:

مؤتمر المثقفين المكلا
التعليقات